الاستفان اللغوى
عنوان غريب وجدته فى موقع يسمى ديوان اللغة العربية وهو تعبير مأخوذ من كلمة السفينة وهذا الموقع يشرف عليه ويكتب معظمه أو كله -الله أعلم- خضير شعبان أستاذ بجامعة بثنة2 بالجزائر
وقد كتب فى تعريف هذا الاصطلاح التالى :
“الاستفان علم يدرس اللغات الإنسانية على اعتبار أنّ لها أصلا لغويا واحدا تشترك فيه جميعا، وهو الأصل العربي، ثمّ تأصيل كلماتها على أساس ما هو موجود في اللغة العربية اليوم، والاستفان من مادّة «سفن» التي هي جذر كلمة سفينة، على تقدير أنّ البشرية بدأت طورها الثاني بعد هلاك قوم نوح ونجاة الذين آمنوا معه بالسفينة التي صنعها نوح عليه السلام، والاستفان على صيغة الافتعال وِزان الاقتصاد، فِعْله «استفن، يستفن» واللغة السَّفَنِيَة نسبة إلى السفينة على القياس هي اللغة الإنسانية الأولى، بقيت على ألسنة أولئك الذين نجوا من الطوفان في الزمن الأوّل، وهم الذين حملوها معهم بعد ذلك حينما انتشروا في الأرض، وتختلف عن اللغة العربية في بعض الأمور منها: أنّ السفينة لا تحتوِي على ألفاظ مُقترَضة فكلّ ما كان فيها أصيل، على العكس من العربية التي ضمّت ألفاظا عجمية اقترضها العرب من الشعوب المجاورة لهم، كما أنّ العرب أسقطوا بعض الألفاظ من الاستعمال واستحدثوا ألفاظا جديدة لم تُعرف من قبل، إلاّ أنّ القواعد النحوية والصرفية بقيت على عهدها الأوّل مثلما كانت في لغة الإنسانية الأولى.”
والمقولة الأولى والأخيرة فى هذا البحث اللغوى هى :
اللغة العربية هى أصل اللغات أو بألفاظ أخرى كل اللغات الحالية والميتة كما يقال هى لهجات عربية تم تحريفها وفى هذا قال خضير :
“ذلك أننّا سنقدّم في هذه الدراسة التأصيل للأبحاث التي قام بها بعض علماء العرب اليوم والتي تذهب إلى أنّ العربية أصل اللغات جميعا وأنّها لغة نوح عليه السلام، سيقود هذا التأصيل في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى إلى المزيد من البحث ومن التعمّق والتدقيق، ويزداد الاعتقاد بقدم اللغة العربية رسوخا وثبوتا. إنّ علينا نحن العرب أنّ نبيّن للناس هذه الحقائق المتعلّقة بلغتنا ونقدّم البراهين.”
والمقولة كما يقول خضير قديمة تبناها البعض كابن حزم حيث قال فى كتاب الإحكام فى أصول الأحكام:
«إلاّ أنّ الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مُضَر لا لغة حِمْيَر لغة واحدة تبدّلت بتبدّل مساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي إذا رام نغمة أهل القيروان، ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي، ومن الخراساني إذا رام نغمتهما، ونحن نجد من إذا سمع لغة فحص البلّوط، وهي على مسافة ليلة واحدة من قرطبة، كاد أن يقول إنها غير لغة أهل قرطبة، وهكذا في كثير من البلاد فإنّه بمجاورة أهل البلدة بأمّة أخرى تتبدّل لغتها تبدلا لا يخفى على من تأمّله. ونحن نجد العامّة قد بدّلت الألفاظ في اللغة العربية تبديلا وهو في البعد عن أصل تلك الكلمة كلغة أخرى ولا فرق، فنجدهم يقولون في العنب العينب وفي السوط أسطوط، وفي ثلاثة دنانير ثلثدا، وإذا تعرّب البربري فأراد أن يقول الشجرة قال: السجرة، وإذا تعرّب الجليقي أبدل من العين والحاء هاء فيقول: مهمدًا إذا أراد أن يقول محمدا. ومثل هذا كثير. فمن تدبّر العربية والعبرانية والسريانية أيقن أن اختلافها إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في الأصل”
بذل خضير شعبان جهدا كبيرا لإثبات المقولة وهذا الجهد الكبير هو جهد فاشل فى إثبات المقولة ولكنه جهد ناجح نجاح كبير فى مجال المقارنة اللغوية
المقولة تتعارض مع الوحى الإلهى الذى أثبت أن اختلاف الألسن وهى اللغات آية من آيات الله كما قال تعالى :
“ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين”
وقال أن لسان كل قوم كان مختلفا فقال :
“وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم”
كما أنه يتعارض مع أن الله علم آدم(ص) الأسماء كلها التى تعنى كلمات كل اللغات فى قوله تعالى:
“وعلم آدم الأسماء كملها”
وهو ما سماه الله البيان بلا تحديد كما قال تعالى :
“خلق الإنسان علمه البيان”
الجهد الكبير الذى بذله الرجل وأشار إلى من سبقوه فى إثبات أن الكثير من كلمات لغات العالم هى عربية الأصل سواء كانت كما هى أو حرف بعض منها هو جهد ينبغى أن يتم التنويه عنه فقد راجع الرجل على الأخص الكلمات العربية فى اللغات الأوربية كالإنجليزية أو كما يسميها الكلزية والفرنسية والإيطالية ومن ثم فالأولى هو :
تقديم معجم يضم الكلمات العربية فى كل لغة من لغات العالم الحالية سواء كان معجما كبيرا يضم الكل أو معاجم منفصلة العربية مع لغة واحدة
وتعليل انتشار العربية فى كل لغات العالم هو :
انتشار الإسلام فى كل الأقوام كما قال تعالى :
“ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا”
ومن ثم دخلت الكلمات القرآنية على الأخص فى كل اللغات من جانب المسلمين ولما كانت الدولة الإسلامية كانت قد وصلت لمعظم بلاد العالم إن لن يكن كلها فإن التعليم الإسلامى حتم أن تكون اللغة العربية هى لغة التواصل بين المسلمين بينما ظلت اللغات الأخرى فى وجودها مع إضافة كلمات الشرع لها ولما انهارت الدولة بكفر من تولاها من المنافقين ظل الناس يتكلمون الكلمات العربية فى لغاتهم ومع مرور الزمن حدث لها التحريف والتبديل فى بعض الحروف
**************************************************************
نقد كتاب القول المعروف في فضل المعروف
الكتاب تأليف مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي توفي سنة 1033 هـ وهو من ضمن الكتب الأربعينية التى تذكر أربعين حديثا فى موضوع ما والموضوع هنا هو فضل المعروف لنقد الروايات:
“الحديث الأول
عن عائشة وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة وأنس بن مالك ، عن النبي (ص) قال: “اطلبوا الخير عند حسان الوجوه” ، رواه البخاري في التاريخ وأبو يعلى والطبراني والبيهقي وغيرهم وهذا لأن حسن الصورة يدل على حسن السريرة في الغالب، وما أحسن قول القائل:
لقد قال الرسول وقال حقا وخير القول ما قال الرسول
إذا الحاجات جاءت فاطلبوها إلى من وجهه حسن جميل ”
الخطأ هو تقسيم الناس لحسان الوجوه وقبحاء الوجوه وهو ما يخالف أن الله أحسن الخلق كلهم كماوالآن قال “الذى أحسن كل شىء خلقه”
“الحديث الثاني
عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عن النبي (ص) قال: “اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهم يا علي، إن الله تعالى خلق المعروف وخلق له أهلا فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله، ووجه إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيى به ويحيى به أهلها، إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة”، رواه الحاكم في المستدرك ”
الخطأ وجود رحماء وقساة فى الأمة وهو ما يناقض كون الأمة كلها رحماء كما قال تعالى “محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم” وقال عن المؤمنين ” أذلة على المؤمنين”
“الحديث الثالث
عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي (ص) قال: “إن الله تعالى جعل للمعروف وجوها من خلقه حبب إليهم المعروف، وحبب إليهم فعاله، ووجه طلاب المعروف إليهم، ويسر عليهم إعطاءه كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيي به أهلها وإن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من خلقه، بغض إليهم المعروف، وبغض إليهم فعاله، وحظر عليهم إعطاءه، كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها”، رواه ابن أبي الدنيا ”
المعنى صحيح وهو أن الله خلق مسلمين من الناس يعتنقون المعروف وهو الإسلام ويعملون به ويرشدون الناس له
“الحديث الرابع
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (ص): “إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولا الجنة أهل المعروف”، رواه الطبراني
الخطأ أن أول أهل الجنة دخولا الجنة أهل المعروف وهو ما يناقض أن المسلمين وهم المتقون يدخلون الجنة فى صورة زمر أى جماعات كما قال تعالى “وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا”
كما أن الرواية توحى أن المسلمين الذين يدخلون الجنة منهم من ليس أهل للمعروف فيكون أهلا لنكران المعروف وهو كلام جنونى
“الحديث الخامس
عن علي وأبي هريرة وابن عباس وسلمان ، عن النبي (ص) قال: “إن أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة”، رواه الطبراني وأبو نعيم والخطيب”
المعنى صحيح فالمسلم فى الدنيا وهو المبصر هو المسلم فى الآخرة والكافر وهو صاحب المنكر فى الدنيا هو الأعمى فى الاخرة كما قال تعالى “ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا”
“الحديث السادس
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة”، رواه الحاكم ”
الخطأ أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وهو ما يخالف ابتلاء الله النبى(ص) والمؤمنين بالجوع والخوف ونقص الثمرات والأنفس كما قال تعالى :
“ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات”
“الحديث السابع
عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي (ص) قال: “إن أحب عباد الله إلى الله من حبب إليه المعروف، وحبب إليه فعاله”، رواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ ”
المعنى صحيح فمن احبه الله أحب المعروف وهو الإسلام فعمل به
“الحديث الثامن
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): “إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه”، رواه ابن ماجه ”
المعنى صحيح وهو الجنة لمن عمل الخير وبعد عن الشر والنار لمن عمل الشر وبعد عن الخير
“الحديث التاسع
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): “قال الله عز وجل: أنا الله قدرت الخير والشر، فطوبى لمن جعلت مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعلت مفاتيح الشر على يديه”، رواه الطبراني ”
المعنى صحيح وهو الجنة لمن عمل الخير وبعد عن الشر والنار لمن عمل الشر وبعد عن الخير
“الحديث العاشر
عن أبي بن كعب قال: مر بي رسول الله (ص) ومعي رجل فقال: “يا أبي من هذا الرجل معك؟ “، قلت: غريم لي فأنا ألازمه، قال: “فأحسن إليه يا أبي”، ثم مضى رسول الله (ص) لحاجته، ثم انصرف علي وليس معي الرجل، فقال: “ما فعل غريمك -أو أخوك؟ “قلت: وما عسى أن يفعل يا رسول الله، تركت ثلث مالي عليه لله، وتركت الثلث الثاني لرسول الله، وتركت الباقي لمساعدته إياي على وحدانيته تعالى، فقال (ص): “رحمك الله يا أبي -ثلاث مرات- بهذا أمرنا يا أبي إن الله تعالى جعل للمعروف وجوها من خلقه حبب إليهم المعروف وحبب إليهم فعاله، ويسر على طلاب المعروف طلبه إليهم، ويسر عليهم إعطاءه، فهم كالغيث يرسله الله عز وجل إلى الأرض الجدبة فيحييها ويحيي به أهلها وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه، بغض إليهم المعروف، وبغض إليهم فعاله، وحظر على طلاب المعروف طلبه إليهم، وحظر عليهم إعطاءه إياهم، فهم كالغيث يحبسه الله عز وجل عن الأرض الجلبة، فيهلك الله عز وجل الأرض وأهلها”، رواه الطبراني وغيره ”
المعنى صحيح الخلق نوعين طلاب المعروف العاملون به وطلال الشر العاملون به
“الحديث الحادي عشر
عن جابر رضي الله عنه، عن النبي (ص) قال: “كل معروف صدقة، وما أنفق المسلم من نفقة على نفسه وأهله كتب له بها صدقة، وما وقى به عرضه فهو له صدقة، وكل نفقة أنفقها المسلم فعلى الله خلفها، والله ضامن، إلا نفقة في بنيان أو معصية”، رواه الحاكم والدارقطني وقيل لمحمد بن المنكدر: ما وقى به الرجل عرضه، ما معناه؟ قال: أن يعطي الشاعر وذا اللسان المتقى ”
والخطأ أن نفقة البناء لا خير فيها ولا أجر ويخالف هذا أن أى حسنة أى عمل صالح له أجر مصداق لقوله تعالى “من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ” كما أن البناء لو كان ليس له أجر أو ليس فيه ذنب فمعنى هذا هو خروجه من دائرتى الحلال والحرام ولا يوجد شىء خارجهما
“الحديث الثاني عشر
عن أبي مسعود قال: قال رسول الله (ص): “كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة”، رواه ”
المعنى صحيح كل معروف صدقة أى حسنة أى عمل صالح
“الحديث الثالث عشر
عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي (ص) قال: “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”، رواه مسلم ”
المعنى صحيح وهو عدم تصغير أو تقليل أى حسنة ولو كانت صغيرة مثل التبسم فى وجوه المسلمين
“الحديث الرابع عشر
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): “إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق” رواه الحاكم والبيهقي ”
المعنى صحيح وهو أن المعاملة الحسنة تؤثر فى الناس
“الحديث الخامس عشر
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): “كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله تعالى يحب إغاثة اللهفان”، رواه الدارقطني، وابن أبي الدنيا ”
الخطأ أن الدال على الخير كفاعله فمن يفعل الجهاد لا يكون مرشده مثله فى الثواب غذا كان قاعدا كما قال تعالى “لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله”
“الحديث السادس عشر
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): “إن الله تعالى يحب إغاثة اللهفان”، رواه البزار وأبو يعلى والطبراني ”
المعنى صحيح فالله يحب أى يوجب إغاثة طالب المساعدة
“الحديث السابع عشر
عن أنس أيضا قال: قال رسول الله (ص): “من أغاث ملهوفا كتب الله تعالى له ثلاثا وسبعين حسنة، واحدة منها يصلح الله بها آخرته ودنياه، والباقي في الدرجات”، رواه أبو يعلى والبزار
“الحديث الثامن عشر
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): “إن لله عز وجل خلقا خلقهم لحوائج الناس، يفزع إليهم الناس في حوائجهم، أولئك الآمنون غدا من عذاب الله تعالى”، رواه أبو نعيم والقضاعي ”
الخطأ أن العباد الذين يقومون بحوائج الناس هم الآمنون وحدهم من عذاب الله ويخالف هذا أن كل مسلم أى كل أتى بالحسنة هم آمن من عذاب الله مصداق لقوله تعالى “من جاء بالحسنة فله خير منه وهم من فزع يومئذ آمنون ”
“الحديث التاسع عشر
عن ابن عمر أيضا قال: قال رسول الله (ص): “إن لله عبادا استخصهم لنفسه لقضاء حوائج الناس وآلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة أجلسوا على منابر من نور يحادثون الله تعالى والناس في الحساب”، رواه الطبراني وأبو نعيم ”
الخطأ كون المنابر من نور بينما النور هو العمل الصالح فى كتاب الإنسان الذى يحمله يوم القيامة فى يده اليمنى كما قال تعالى “يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم”
“الحديث العشرون
عن نافع عن ابن عمر أيضا قال: قال رسول الله (ص): “من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه، فإن رجح وإلا شفعت”، رواه أبو نعيم في الحلية ”
الخطأ وجود ما يسمى الميزان صاحب الكفتين ويخالف هذا أن الحكم لا يصدر بالوزن هنا وإنما يصدر للإنسان بمجرد تسلمه لكتابه فمن يتسلم ياليمنى يدخل الجنة ومن يتسلم بالشمال يدخل النار وفى هذا قال تعالى “فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية فى جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية وأما من أوتى كتابه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ”
“الحديث الحادي والعشرون
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): “من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة وكفر عنه سبعين سيئة، فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فإن مات في خلال ذلك دخل الجنة بغير حساب”، رواه أبو بكر الخرائطي ”
الخطأ أن من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة وكفر عنه سبعين سيئة وهو ما يخالف قواعد الأجر القرآنى وهى أن العمل غير المالى بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى “من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها “والعمل المالى بـ700أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى “مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ”
“الحديث الثاني والعشرون
عن أنس أيضا، عن النبي (ص) قال: “من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن حج واعتمر”، رواه الخطيب ”
الخطأ أن من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن حج واعتمر وهو ما يخالف قواعد الأجر القرآنى وهى أن العمل غير المالى بعشر حسنات كقضاء الحاجة مصداق لقوله تعالى “من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها “بينما العمل المالى بـ700أو 1400حسنة كالحج والعمرة مصداق لقوله تعالى “مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ” ومن ثم فهما لا يتساويان
“الحديث الثالث والعشرون
عن ابن عباس ا قال: قال رسول الله (ص): “من مشى مع أخيه في حاجة فناصحه فيها جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، ما بين الخندق والخندق ما بين السماء والأرض”، رواه أبو نعيم وابن أبي الدنيا ”
الخطأ وجود 7 خنادق بين الماشى فى حاجة أخيه وبين النار ويخالف هذا أن الفاصل بين النار وبين الجنة وأهلها هو سور هو الأعراف وليس الخنادق وفى هذا قال تعالى “فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ”
“الحديث الرابع والعشرون
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): “من قضى لأخيه حاجة كان كمن عبد الله عمره”، رواه البخاري في التاريخ ”
الخطأ المساواة بين عمل واحد هو قضاء الحاجة وبين عبادة العمر كلها وهو ما يخالف أن العمل الوحيد الذى يفعل ذلك هو الجهاد فالجهاد ثوابه أكبر من عبادة القاعد عمره كله كما قال تعالى ” فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة”
“الحديث الخامس والعشرون
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): “من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة بر أو تيسير عسر أعانه الله على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام”، رواه أبو طاهر المقدسي ”
والخطأ أن الصراط هو طريق الدخول للجنة أو النار وهو يخالف أن الدخول يكون إما من أبواب الجنة أو النار مصداق لقوله تعالى “وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين “و”وسيق الذين كفروا إلى جهنم إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها”
“الحديث السادس والعشرون
عن مسلمة بن مخلد قال: قال رسول الله (ص): “من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن فك عن مكروب كربة فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”، رواه الطبراني ”
المعنى صحيح فمن فعل خيرا فى الدنيا وجد خيرا فى الآخرة كما قال تعالى” وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله”
“الحديث السابع والعشرون
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): “من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله عز وجل في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه”، رواه مسلم ”
المعنى صحيح فمن عمل الخيرات فى الدنيا وجد خيرا فى الآخرة كما قال تعالى” وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله”
“الحديث الثامن والعشرون
عن ابن عمر ا قال: قال رسول الله (ص): “إن لله عبادا اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها المعنى صحيح فمن فعل خيرا فى الدنيا وجد خيرا فى الآخرة كما قال تعالى” وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله” حولها منهم وجعلها في غيرهم”، رواه أبو نعيم والطبراني ”
الخطأ اختصاص بعض العباد بالنعم وهو ما يخالف أنه يعطى الكل ولكن بمقادير مختلفة كما قال تعالى”الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر”
“الحديث التاسع والعشرون
عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله (ص): “أفضل الصدقة صدقة اللسان”قيل: يا رسول الله، وما صدقة اللسان؟ قال: “الشفاعة، تفك بها الأسير، وتحقن بها الدم، وتجر بها المعروف إلى أخيك، وتدفع عنه كريهته”، رواه الطبراني والبيهقي”
الخطأ أن أفضل الصدقة صدقة اللسان وهو ما يناقض كون الجهاد افضل الصدقات أى الأعمال كما قال تعالى ” فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة”
“الحديث الثلاثون
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): “إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك، إشباع جوعته، وتنفيس كربته”، رواه الحارث بن [أبي] أسامة في مسنده ”
المعنى صحيح فأى عمل صالح بعد التوبة يزيل كل السيئات كما قال تعالى “غن الحسنات يذهبن السيئات”
“الحديث الحادي والثلاثون
عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: “أن تدخل على أخيك المسلم سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا”، رواه الطبراني في مكارم الأخلاق ورواه أيضا عن الحسن بن علي ولفظه: “إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم”
الخطأ أن أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن وهو ما يناقض كون الجهاد أفضل الأعمال كما قال تعالى ” فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة”
“الحديث الثاني والثلاثون
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): “والذي نفسي بيده لا يضع الله الرحمة إلا على رحيم”، قلنا: يا رسول الله؛ كلنا رحيم، قال: “ليس الذي يرحم نفسه وأهله خاصة، ولكن الذي يرحم المسلمين”، رواه أبو يعلى والطبراني ”
المعنى صحيح فكل المسامين رحيم بالمسلمين كما قال تعالى “رحماء بينهم”
“الحديث الثالث والثلاثون
عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله (ص): “قال الله عز وجل: إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي”، رواه ابن عدي في الكامل”
المعنى صحيح فمن لم يرحم الخلق لا يرحمه الله
“الحديث الرابع والثلاثون
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم ”
الخطأ أن الله فى السماء ويخالف هذا أن الله ليس فى مكان لأنه لا يشبه خلقه فى تواجدهم بمكان وفى هذا قال تعالى “ليس كمثله شىء”
“الحديث الخامس والثلاثون
عن جرير قال: قال رسول الله (ص): “من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له”، رواه الطبراني ”
المعنى صحيح فمن لم يرحم الخلق لا يرحمه الله
“الحديث السادس والثلاثون
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): “الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله”، رواه أبو يعلى والبزار ”
الخطأ كون الخلق عيال الله وهو ما يناقض ان الله ليس له عيال أى أولاد كما قال تعالى “لم يلد ولم يولد”
“الحديث السابع والثلاثون
عن جابر قال: قال رسول الله (ص): “خير الناس أنفعهم للناس”، رواه القضاعي ”
المعنى صحيح وهو أن خيار الناس من يرحمون الناس بعمل الخير لهم
“الحديث الثامن والثلاثون
عن سعد قال: قال رسول الله (ص): “هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعوتهم وإخلاصهم”، رواه أبو نعيم في الحليةوزاد النسائي: “بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم”
الخطأ أن سبب رزقنا ونصرنا هو الضعفاء ويخالف هذا أن سبب رزقنا هو سعينا وراء رزقنا تطبيقا لقوله تعالى “فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه “كما أن سبب نصرنا هو نصرنا لله وفى هذا قال تعالى “إن تنصروا الله ينصركم”
“الحديث التاسع والثلاثون
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله (ص): “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، رواه الشيخان البخاري ومسلم”وفي لفظ لمسلم: “المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله”
المعنى صحيح وهو تراحم المسلمين فيما بينهم
“الحديث الأربعون
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): “المؤمن مرآة المؤمن، المؤمن أخو المؤمن حيث لقيه يكف عليه ضيعته ويحفظه من ورائه ويحوطه”، رواه الطبراني ”
المعنى صحيح وهو حفاظ المسلم على المسلم بكل الطرق
وقد حتم المؤلف كتابه بالخاتمة التالية:
“خاتمة”
لا بأس بذكرها هنا تناسب المقام:
روى عبد الرزاق والبيهقي، عن النبي (ص) قال: “البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، كما تدين تدان” وروى إمامنا أحمد عن مالك بن دينار قال: (مكتوب في التوراة: تدين تدان، وكما تزرع تحصد)”
ويبدو أنه ختم الكتاب بهذه الروايات تلخيصا لكل روايات الكتاب وهو أن من فهل خيرا وجد خيرا ومن فعل شرا وجد شرا”
****************************************************************
كتاب فضل يوم التروية وعرفة
مؤلف الكتاب أو بالأحرى جامع رواياته هو أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى: 620هـ) وموضوعه الروايات التى رويت فى فضل يومى التروية وعرفة والآن لتناول الروايات بالنقد :
“1 – أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، قال: أنبا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، إجازة، قال: أنبا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفنقدوارس الحافظ، إجازة، ثنا أحمد بن محمد بن رميح، ثنا أحمد بن الخضر المروزي، ثنا علي بن حجر، ثنا حماد بن معمر، عن زيد بن رفيع، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (ص): «من صام يوم التروية أعطاه الله مثل ثواب أيوب على بلائه، وإن صام يوم عرفة أعطاه الله مثل ثواب عيسى ابن مريم، وإن لم يأكل يوم النحر حتى يصلي أعطاه الله ثواب من صلى ذلك اليوم، وإن مات – إلى ثلاثين يوما – مات شهيدا»
الخطأ الأول أن من صام يوم التروية أعطاه الله مثل ثواب أيوب على بلائه، وإن صام يوم عرفة أعطاه الله مثل ثواب عيسى ابن مريم وهو ما يخالف أن الله لا يعطى على عمل واحد أجرا مثل أعمال نبيين(ص) طوال عمرهما لكون هذا ظلم وهو ما حرمه الله على نفسه بقوله “وما ربك بظلام للعبيد” فالله عدل يجازى على العمل الصالح فى كل زمن بأجر واحد
والخطأ الثانى أن من لم يأكل يوم النحر حتى يصلي أعطاه الله ثواب من صلى ذلك اليوم، وإن مات – إلى ثلاثين يوما – مات شهيدا فالله لا يساوى بين الصائم القاعد وبين المجاهد لقوله تعالى ” فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ”
“2 – وأخبرنا محمد، أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب، أنبأنا محمد، أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني، أنبا عبد الله بن محمد بن سوار، ثنا أيوب لآل الأشعري، ثنا علي بن علي الحميري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): «صوم يوم التروية كفارة سنة، وصوم يوم عرفة كفارة سنتين»
الخطأ هنا هو أن صيام يوم التروية كفارة سنة ويوم عرفة يكفر ذنوب سنتين وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى “إن الحسنات يذهبن السيئات “ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟
3 – وأخبرنا محمد، أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب، أنبأنا محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا ابن أبي حاتم، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا ابن عيينة، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: «إنما سميت التروية لأنهم يتروون منها إلى منى»”
هنا سبب تسمية يوم التروية التروى إلى منى وهو ما يناقض كون سببها التروى وهو أخذ الرواء وهو الماء لعرفات فى قولهم :
4 – أخبرنا عمر بن أحمد الوراق، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن إسماعيل، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا موسى بن أعين، عن إسحاق، يعني: ابن أبي راشد، عن الزهري، قال: إن يوم التروية سمي يوم التروية لأنهم، أو لأن عرفات لم يكن لها ماء، فكانوا يتروون منها من الماء إليها”
5 – حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن، ثنا هارون، ثنا ابن عيينة، عن عبد الملك، عن عطاء، قال: إنما سميت عرفات لأن جبريل عليه السلام كان يري إبراهيم صلى الله عليهما المناسك، فيقول: عرفت”
الخطأ أن سبب تسمية عرفات بهذا الاسم رد إبراهيم(ص) على جبريل(ص) عرفت عدة مرات وهو ما يناقض أن البيت موضوع منذ أول الناس لقوله تعالى “إن اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا” فقد حج آدم(ص) ونوح(ص) وهود(ص) وصالح(ص) وغيرهم ممن كانوا قبل إبراهيم(ص)
6 – حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن رسته، ثنا عبد السلام بن عمر الجني، ثنا عزرة بن قيس، حدثتني أم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان، أنها قالت: قد سألت عبد الله بن مسعود: هذا الحديث عن رسول الله (ص)؟ قال: ” نعم، ما من عبد أو أمة دعا هذه الدعوات ليلة عرفة ألف مرة، وهي عشر كلم، لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، إلا قطيعة رحم، أو مآثم، وهي: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في القبور قضاؤه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي في الهواء روحه، سبحان الذي لا ملجأ منه إلا إليه ”
الخبل فى الرواية أن الكلمات العشر ليس فيها أى دعوة وإنما هى تسبيح وليس دعاء
والخبل الأخر جعل موطء لله فى الأرض كأنه يمشى وجعل طريق لله فى البحر وكأنه يعوم وهو ما يخالف أن الله لا يشبه الخلق كما قال “ليس كمثله شىء”
وهذا الدعاء فى ليلة عرفات يتناقض مع وجوب التكبير وحده من فجر عرفة حتى عصر أخر يوم من أيام التشريق فى الرواية التالية:
7 – حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا يحيى بن أيوب المقابري، ثنا حيان بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن سابط، عن جابر، قال: «كان النبي (ص) يكبر يوم عرفة من صلاة الفجر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق»
رواية خاطئة فمن يقدر على التكبير المستمر ليل نهار ثلاثة أيام أو أربعة بلياليها دون انقطاع ؟
والله لا يطلب ترديد أقوال ككلمتى الله أكبر أو حتى عدة جمل ليل نهار لأن المطلوب وهو التكبير يتعارض مع قوله تعالى “واذكروا الله عند المشعر الحرام” فذكر الله غير التكبير فلو اعتبرنا الذكر كلاما هو عند غالبية الناس فالذكر يشمل أقوال كثيرة وليس التكبير فقط
التكبير فى يوم عرفة يناقض كون التكبير فى أيام التشريق فى الرواية التالية:
8 – حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا هناد، ثنا وكيع، عن حسن بن صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: ” كنا نقول في التكبير أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ثم نقول لله ”
9 – حدثنا أبو سعد محمد بن عبد الله بن إبراهيم المروزي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا علي بن حجر، ثنا شعيب بن صفوان، عن الفضيل بن فضالة، عن علي بن زيد، عن يوسف، أن عليا، عليه السلام، قال: ” أحب كلمة إلى الله: لا إله إلا الله، لا يقبل الله العمل إلا من أهلها، والتي تليها: سبحان الله، صلاة الملائكة، والتي تليها: الحمد لله، شكر أهل الجنة، والتي تليها: الله أكبر، تعظيم الله، والتي تليها: لا حول ولا قوة إلا بالله، استسلام ”
والخطأ هنا أن أحب الكلام لله هو لا إله إلا الله سبحان الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله وهو يخالف كون كل كلام الله طيب بدليل تساوى كل الأذكار فى الأجر عشر حسنات كما أن الملائكة ليس كل كلامها لا إله إلا الله وتسبيح وإنما هو بعض منه فمنه الإستغفار مصداق لقوله تعالى بسورة غافر “ويستغفرون للذين أمنوا “ومن الاستغفار الصلاة على النبى(ص) فقد قال بسورة الأحزاب “إن الله وملائكته يصلون على النبى ”
10 – أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا إبراهيم بن مهران ابن أخت رواد بن الجراح، ثنا شريك بن عبد الله النخعي، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال: بينما نحن جلوس مع رسول الله (ص) إذ أقبل معاذ بن جبل، فسلم على رسول الله (ص)، فكلمه رسول الله بكلمات، فقال معاذ: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال له رسول الله (ص): «تدري ما تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله؟» قال: الله ورسوله أعلم، قال: «لا حول عن معصية الله إلا بقوة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بقوة الله» .ثم ضرب رسول الله (ص)، على كتف معاذ، فقال: «هكذا حدثني به جبريل عن رب العالمين»
رواية ناقصة فكما ان القدرة على عدم المعصية لله والطاعة لله تكون بقدرة وهى مشيئة الله فإن القدرة على معصية الله وطاعة غيره تكون بقدرته وهى مشيئته كما قال تعالى :
“وما تشاءون إلا أن يشاء الله ”
11 – حدثنا أبو علي بن الصواف، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا علي بن عاصم، ثنا حماد بن زيد، عن غيلان، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة، قال: جاء رجل إلى رسول الله (ص) يسأله عن صوم يوم عرفة، فقال: «يكفر السنة الماضية والسنة الباقية» .
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم”
الخطأ أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبلية وسنة بعدية وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى “إن الحسنات يذهبن السيئات “ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟
12 – أخبرنا مخلد بن جعفر، ثنا ابن جرير، ثنا أحمد بن الفرج الحمصي، ثنا عبد الملك بن الماجشون، ثنا مالك، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، أن رسول الله (ص)، قال: «ما رئي إبليس يوما هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحض من يوم عرفة، وذلك لما يرى من تنزيل الرحمة، والعفو عن الذنوب، إلا ما رأى يوم بدر» .قالوا: يا رسول الله، وما رأى يوم بدر؟ قال: «رأى جبريل يزع الملائكة»
الخطأ ظهور إبليس للناس فى الأرض وهو ما يخالف كونه فى النار من يوم خروجه من النار مصداق لقوله تعالى “اخرج منهما مذءوما مدحورا “وقوله “وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين “واللعنة هى العذاب والعذاب النارى فى السماء مصداق لقوله تعالى “وفى السماء رزقكم وما توعدون ”
13 – حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن العباس، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا عبد الله بن موسى، ثنا موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله عن عبيدة، عن علي بن أبي طالب، عليه السلام، قال: قال رسول الله (ص): ” أكثر دعاء محمد ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وسواس الصدر ومن شتات الأمر، ومن فتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح، وشر بوائق الدهر “.وفي لفظ آخر: «لك الحمد كما نقول وخير مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، ولك يا رب تراثي، اللهم إني أسألك خير ما تجري به الريح»
الخطأ وجود فتنة القبر وهو ما يخالف أن الجنة والنار فى السماء مصداق لقوله تعالى “وفى السماء رزقكم وما توعدون “والملائكة يقولون للمؤمنين سلام عليكم ادخلوا الجنة ولا يسألونهم مصداق لقوله تعالى “الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون “ويقولون للكفار بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون مصداق لقوله “الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ”
14 – حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني، ثنا محمد بن بكير، ثنا عطاف بن خالد، حدثني إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك، قال: كنت مع رسول الله (ص) في مسجد منى قاعدا، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فسلما عليه وقالا: جئنا نسألك، فقال: «إن شئتما أخبرتكما بما جئتماني تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أمسكت فتسألاني فعلت» .
قالا: أخبرنا يا رسول الله نزدد إيمانا ونزدد يقينا، قال الأنصاري للثقفي: سل رسول الله، قال: بل أنت، فإني أعرف لك لبقك فاسأله، قال: أخبرني يا رسول الله، قال: «جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام، ما لك فيه؟ وعن ركعتيك بعد الطواف، ما لك فيهما؟ وعن طوافك بين الصفا والمروة، ما لك فيه؟ وعن وقوفك عشية عرفة، وما لك فيه؟ وعن رميك الجمار، وما لك فيه؟ وعن نحرك، وما لك فيه؟» يعني: الإفاضة، قال: والذي بعثك بالحق، لعن هذا جئتك.
قال: ” إذا خرجت من بيتك تؤم البيت، لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله عز وجل لك بها حسنة، ومحى عنك خطيئة، ورفع لك بها درجة، وأما ركعتاك بعد الطواف فكعتق سبعين رقبة من ولد إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله سبحانه يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كان ذنوبهم عدد الرمل وكعدد القطر أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورا لكم، ولمن شفعتم له.وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة منها رميتها غفران كبيرة من الكبائر الموبقات، وأما حلاقك رأسك فبكل شعرة حلقتها حسنة، ويمحى عنك خطيئة “، قال: يا رسول الله، فإن كانت الذنوب أقل من ذلك؟ قال: ” إذا يدخر لك ذلك في حسناتك، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يده على كتفك، فيقول: اعمل لما يستقبل، فقد غفر لك ما مضى”
الخطأ هنا هو علم النبى(ص) بالغيب ممثلا فى سبب مجىء الرجلين وأسئلتهم وهو ما يناقض أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه “لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء”
15 – حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد الشيرجي، ثنا أبو لبيد محمد بن إدريس، ثنا سويد بن سعيد، ثنا عبد الرحيم بن زيد يعني العمي، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله (ص): ” من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر ”
الخطأ هو تخصيص الليالى الأربع فقط دون سائر الليالى وهو ما يخالف أن قيام اى ليلة يدهل الجنة من جانب المسلم كما قال تعالى “إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك”
16 – حدثنا أبو سعيد محمد بن عبد الله المروزي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال، أنبا عبد الله بن المبارك، أنبا عكرمة بن عمار، أنبا ضمضم، قال: دخلت مسجد المدينة، فناداني شيخ، فقال: يا يماني، تعال وما أعرفه، فقال: لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك، أو: والله لا يدخلك الله الجنة أبدا قلت: ومن أنت يرحمك الله؟ قال أبو هريرة قلت: إن هذه كلمة يقولها أحدنا لبعض أهله إذا غضب، أو لزوجته، أو لخادمه، قال: فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: ” إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين، أحدهما مجتهدا، والآخر يقول: كأنه مذنب، فجعل يقول: أقصر عما أنت عليه، فيقول: خلني وربي، حتى وجده يوما على ذنب استعظمه، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أبدا، أو لا يدخلك الجنة أبدا، قال: فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أحظرت رحمتي على عبدي؟ اذهبوا به إلى النار “.قال أبو هريرة: والله لقد تكلم بكلمة أذهبت دنياه وآخرته”
الخطأ فى الرواية هو إدخال النار من نصح الأخر ونهاه عن المنكر وأخبره أنه لا يدخل الجنة بسبب إصراره على الذنوب وإدخال المصر الجنة وهو ما يناقض أن الله أدخل النار من يقول سيغفر الله لى التى تعنى خلنى وربى وهو يرتكب الذنب مرارا وتكرارا فى قوله تعالى : “فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق”
وقال الناسخ للروايات :
“آخره والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله.
أخبرني شمس الدين أبو الفتح نصر الله بن عبد العزيز بن صالح ابن عبدوس أن سماعنا لهذا الجزء على نسخته , وأنه شاهد ذلك , والله تعالى أعلم”