اولا :- القصيدة
العـــــــــودة
———–
سيزيف*
يعاود كرّته
لكن
في تلك المرّة
لم تسقط من يدِهِ الصّخرة
سيزيف ، تُساوِرهُ الدهشة
يتحسس في عينيه النظرة
“الصخرة قد سكنت حقا !!!”
سيزيف تراوده الفرحة
يرقص طربا
يشكر ربه
** ** **
سيزيف
يعود لقريته
قد كانت مهد طفولته
يعرفها شبرا..
شبرا
قد كانت تكسوها الخضرة
قد كانت دنياه حُرّة
لا يخْشَى أَن يعلن رَأيَه
** ** **
سيزيف
يفتش عن لقمة
عيشه
عن حبّ
يَرْوي
روحه
لكن الحال تبدل
ما أحَد
يهتم بغيره
فالخوف سراح
الكـذب مباح
الزيف متاح
.. .. .. .. ..
.. .. .. .. ..
صادفه شيخ..
..حدثه..:-
“قد وَلّى زمنك
.. من زمن
..فلماذا ترجع؟؟”
.. .. .. .. ..
.. .. .. .. ..
يصمت سيزيف
ويعود
تَسَلَّق إِعْياء
جبله
** ** **
سيزيف..
يدحرج صخرته
ويعود..
يباشر كَرّته
—————————————————————–
“سيزيف” شخصية أسطورية حكمت عليه الآلهة حكما أزليا يتمثل في أن يرفع صخرة ثقيلة إلى أعلى جبل، ثم لا تلبث هذه الصخرة أن تنحدر لتسقط إلى أسفل الجبل لكي يعود لرفعها إلى أعلى الجبل ولتسقط ثانية وثالثة في دورة لا نهائية من الصعود والسقوط
……………
ثانيا :- اللمحة عن القصيدة
……………
هو حال الدنيا التي يعيشها الانسان المحكوم لقوانين الطبيعة البشرية والقوانين الوضعية البشرية الجائرة.
لقوانين التسلط والطغيان المفروض من بشر نصبوا انفسهم سادة العالم وحكامه.
نعم كنت اتأمل حركة حروفك المجسدة بصور ثلاثية الابعاد .
ارى الانسان الطامح لبلوغ غايته ويبذل كل طاقاته من اجل ذلك ويسخرها للبلوغ فاذا بالقدر يعيده لنقطة البداية تماما كحال الانسان في رحلته بين الولادة والموت .وعندما يستسلم لقدره.بعد شعور الوهن .تتجه انظاره لمسقط رأسه يظنه امه الحنون وصدرها الدافيء يجد ان كل شيء فيه قد تغير وتبدل.بل وانقلب رأسا على عقب.
ضاعت القيم النبيلة التي كانت غاية بذاتها قبل عقود.
ليجد رجال الزمان هذا ممثلين بالراس أيضا لم يعطفوا على الجسد ممثلا بالوطن والمواطن.
فهو حال الدنيا رسمته ريشة مبدع رشيقة جسدته امام عيني وانا أتأمل الجهد البشري الذي لا يثمر سوى الاخفاق.مل تعبه وكده اراد العودة لمسقط رأسة لحضن امه لمهد طفولته .فوجد ان الاخفاق حصيلة كل مكان في عالم لم ينصف الرأس الجسد .ولاحظ تغير القيم والمفاهيم وانقلابها رأسا على عقب
انحناءة تقدير وتحية لابداع يراعك ايها العزيز
وتحية اجلال واحترام لك ايها المبدع .اخي وصديقي الاستاذ صابر حجازي
…………………………………………..
محمد الاعرج ابوياسين
شاعر وناقد سوري