نص، بمثابة بيان، لحكاياتنا الجديدة
أيها الرفاق.. متى تقوم الساعة؟
شُعيب حَليفي
إلى أصدقائي الذي يقاسمونني هذا الزمن
استهلال: أوصيكِ يا نفسُ بالنهر لا البحر، باللحظة التي نحن فيها لا التي ننتظرها.
لا تكتبْ شيئا مُرتّبا أو منظما لأنه سينقلبُ عليك.اكتُبْ ما تشتتَ في خاطرك وتبدّد بين شِغاف مشاعرك. ولا تجعل كل كتاباتك في ذهنك فما في الذهن إلا غيومٌ ترعى. واجْرَعْ من ماءِ وجدانك ومِلح الخيال ونور الأحاسيس التي لا تُخلفُ وعودها.
الفصل الأول :ألسنة الزمن
تجري المصادفات، في تاريخنا القصير والعابر، مثل أقدار تمضي كما تشاء، فلا تترك لنا إلا فرصة تأويل الحكاية.
هل كنّا سنكونُ ،كما الآن، لو عاد بنا الزمن إلى الوراء.. أو تقدّم إلى الأمام في ضربة جِزافية ؟
هذا الزمن الذي نحياه هو بقايا شيء يشبه الدهر، نسبح فيه بالقوة، ونسميه، دون إحساس بالذنب، الزمن، لأنه يختار من أتباعه من يُهدّمُ قِلاعنا فيحوِّلنا إلى أسرى ورهائن وعبيد وسبايا.
أيها الرفاق، منذُ متى ونحن نجوب الأيام والليالي بحثا عن مجتمع فاضل نوزع فيه التوبة والأحلام الكبيرة التي تنتهي بإخفاقات في خيال انتصار متَوهّم؟ وكلما بوّأنا قائدا منا وعلينا قتلوه أو نحن من يقتله ونلوِّح بأشلائه بعيدا .. ومتى لم نفعل يأتي منهم من يخوننا أو يقتلنا أو يصطف في الطابور ليقبض الثمن. كم مرة مِتْنا ومِتنا ثم نعود لنحلم نفس الأحلامَ حتى تعوّدنا إدمانها وذابت في الحقائق التي حفظناها، وصرنا نخشى افتقاد هذا السحرَ وهذا الوهْمَ وهذا القتلَ الذي يأتينا حارقا ممن كانوا ألسنتنا وأقلامنا.
وكلما لـــمْلمْنا زمنا علّه يسَعُنا، فنطرحُ عليه أحلامَنا، مُسرعين، علّنا نستريح قليلا قبل أن يُكفّروا ويطعنوا أو يحرقوا أو يُغرقوا