شعراء الحوليات وشعراء اليوميات
شتَّان ما بين اليوم والأمس
بالأمس كان الشاعر يكتب عن هموم أمّته ، لأن همّهُ فيها ،
ولا يكتب الا حين تعتصره الفكرة وتختمر في ذهنه وتلح
عليه ، انه الشاعر الذي يكتب للمنفعة وليس لإرضاء الفن
والحاجة الشعرية فيه ، بينما تحول اليوم غالبية من الشعراء
إلى شعراء يوميات كل همه وغمه نفسه وما يعتلج فيها من
معاناة نفسية ومادية، حيث يكتب أكثر من قصيدة في الأسبوع
الواحد ونتيجة لحاجته ورغبته في النشر ، تفتقد قصائده إلى
الجماليات الشعرية والفنّية وتكون مجرد وزن وقافية ، ركيكة
وفَّجة وضحلة ، أن هذا النوع من الأجناس الادبية لا تنجح
فيه الكتابة العجولة وقد تنجح في النثر او الشعر الحر أو
الخاطرة ؟ .
الحركة السريعة في الساحة الفيسبوكية هي التي دفعت هؤلاء
الشعراء للّحاق بأقرانهم ممن ينشرون يوميا أو كل إسبوعٍ
وشجّعتهم على الكتابة اليومية ، فكانت العجالة سببا في تردي
الكثير من القصائد الحديثة التي لا تعكس سوى المظاهر الآنيّة
وتفتقد إلى عناصر مثل البلاغة والصورة والانزياح والجرس ،
والمشكل ، أن الكثير من هؤلاء الشعراء ثبتوا وجهة نظر لهم
معيارية قبالة القراءات الشعرية في المجالس والمهرجانات
والمرابد والمناسبات معيارية وزنية عروضية ، فإن القصيدة
عندهم من أكتمل وزنها وصحت قافيتها ، وبدلا من تفرغهم
لأنفسهم واهتمامهم بمنجزاتهم الشعرية وتطوير مهاراتهم في
الأسلوب والأسلوبية والحداثة ، راحو يشنون حملات الهدم
والتسقيط والاستهزاء على كل من يكتب في النثر !!! .
لو أنهم تفرغوا لأنفسهم كان خيرا لهم مما طلعت عليه الشمس.
========================
شاهد أيضاً
التحولات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا- ( نائل الشيخ )
ربما يتسبب فيروس كورونا المستجد بتعميق الديكتاتورية في تلك الأجزاء من الشرق الأوسط التي تخضع …