الرئيسية / أخبار / حوار مع الشاعرة السودانية ابتهال محمد مصطفى تريتر

حوار مع الشاعرة السودانية ابتهال محمد مصطفى تريتر

في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 81 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار

س – كيف تقدمين نفسك للقراء؟
سؤال على بساطته صعب جدا فالشاعر حين تخلو به القصيدة لا يعرف ما إذا أبحرت بعد أم ظلت واقفة يمينا أم يسارا، أجدني منفعلة بالقضايا والعاطفة والإنسانيات ويملي علي الخاطر حينئذ مايشاء ،تتجاذبني الأيدولوجيات والجدليات والتأملات فتجد ذلك جليا في كتاباتي
الهوية تشغلني كثيرا وتتملكني فكرة السودانوية الخالصة مهما حاولت ستجدها موزعة في كتاباتي
لم يزل النشر في السودان قاصرا عن تقديمنا للآخر مع بعض النماذج الفردية القليلة التي عبرت واستطاعت أن تجد للدور العربية والعالمية سبيلا ولكنهم غيض من فيض لم أزل غير منفتحة على العالم وشكرا للأسافير مواقع التواصل لأنها نابت عن كثير من الدور والمؤسسات

س – أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
أصدرت( الإشارات الخفية )عن دار المفردات بالمملكة العربية السعودية و(على شفا الجرح)بالخرطوم منذ ٢٠١٣ولم تزل تحت الطبع بعض المجموعات التي تنتظر في ارفف المكتبة تنتظر الخروج من سجنها الاختياري

س – كيف تصوري لنا المشهد الأدبي بشكل عام والشعري بشكل خاص في دولة السودان الان ؟
بحمدالله السودان مكتنز بالشعر والشعراء منذ عقود مضت وحتى الآن فنحن عشنا على دواوين محمد سعيد العباسي والتيجاني يوسف بشير ومحمد عبدالحي وفضيلي جماع ومحمد المكي ابراهيم ومصطفى سند وعبدالقادر الكتيابي وصلاح أحمد إبراهيم محي الدين الفاتح وكثير من الأسماء العتيقة في بلادي يضيق الحوار عن تعدادها كلهم رسموا للسودان لوحته الشعرية الرصينة وتعاقبت الأجيال فخرج الصوت الشاب للقصيدة السودانية عند أسامة تاج السر ومحمدعبدالباري وادريس نور الدين وعبدالقادر مكي والواثق يونس وبحرالدين عبدالله ثم تميزت المرأة السودانية جدا في هذا المجال فأخرج السودان روضة الحاج ومناهل فتحي ومنى حسن وآية وهبي ودينا الشيخ ولم يزل في القائمة كن المجيدات والصاعدات والناشئات
رغم كل هذه القاعدة السودان لا يمتلك منابرا راتبة للشعر ولا مهرجانات تبرز هذا التنوع والغزارة والمشهد رغم اتضاحه لنا إلا أنه قاتم للآخر وهناك رواد في درب الحداثة ومابعد الحداثة عصام عيسى رجب وعادل سعد وأنس مصطفى وحاتم الكناني ومأمون التلب والحسن عبدالعزيز قصدت أن أعدد البعض لأجعل هذا الحوار فاتحة أعمال بيني والقراء على أسماء سودانية ينبغي ان تفرد لها مساحات

س – ماهي القصيدة التي كتبتيها وتركت اثر كبير في القراء – مع ذكرها ؟
قصيدتي جلالات سمراء وهي مفتوحة على سؤال الهوية السودانية أكثر ولها في قلبي مكانة رغم بساطتها بيد أنها إجابة عن كثير وسأقتضب منها ماتيسر لطولها اتمنى أن أوفق فيما اخترت

لنا لُغةُ الطريقِ فهل ندُلُّكَ عن مفاتِحِها؟؟؟
حروفٌ عُتِّقَتْ شرفاً..
بمعنى الغابةِ.. الصحراءِ..
في كَنَفِ العلا صعَدَتْ
لها والعمْقُ أسلافُ
وكهَّنَّا بناتَ الفِكرِ
مهَّدنا لها الحُجَّابَ
مِنْ أَسوارِنا فَقِهوا
نَمَا في كلِّ ناحيةٍ لنا ثَقِفٌ و عرَّافُ
و شيَّدنا ممالِكَها..
سَبَرنا غَوْرها ..
نهضَتْ على أَكتافِنا أُمَمٌ
وبانت تحت سطوتنا على المُلَّاكِ أَسْيافُ
وإنَّا عرَّبتْنا الشمسُ..
والإشعاعُ نَوَّبَنا
فجئنا من هجِينهِما سلالاتٍ من الأشراقِ
قد زُرعِت بأفقِ الفجرِ
تشمخُ في سنابِلنا مضَامينٌ و أَهدافُ
وإِنَّا عزمُ (ترهاقا) و (شاخيتو)
خُطى المهديِ
أسئلةٌ ببابِ العرْشِ مازالت تحاصرُهُ
تحدَّرَ من جوانبها على الملكُوتِ إِلْحافُ
وإنَّا غايةٌ و يَدٌ
وإنقاذٌ وإغْراقٌ
و عصيانٌ و تلبيةٌ
وإتيانٌ وإيقافُ
مجاهرةٌ بنورِ الحقِّ
أفشت سرَّها سُدَفٌ
و أنْواءٌ و أطْيافُ
وعفوٌ باذخٌ
صدقٌ تسَرْبَلَ في الصُدورِ
عَلَا
سلامٌ في طريقِ الغيمِ
إيناسٌ وإيلافُ
وإنَّا البحرُ منكفئاً
يغني في هوي السودان أشْجانًا مُعَتَّقةً
ترجِّعُ لحنَهُ جُزرٌ و شُطئانٌ و أصْدافُ
فغربِلْ كيف شئتَ الناسَ
فينا يثقُلُ الغِربالُ أخلاقًا وأعراقاً
فسؤددُنا بحبِّ النَّاسِ
أَطهارٌ و أَشرافُ
توضَّأَ في( مَسَايِدنا) الصباحُ
ولم يزلْ يا ليلُ مُعْتكفًا بخلوَتِنا
فغَلِّق كُوَّةَ الإظلامِ
و ارحلْ
مابنا تعَبٌ
فسوقُ الذِّكرِ عامِرةٌ
و ظهرُ الصُبحِ وقَّافُ
تحدثنا الحياةُ
فنحنُ من أَصلابِها جئنا
تُقدِّر كَدحَنا..
إنَّابنو الفقراءِ
قد عشنا نبُزُّ الغيمَ مكرُمةً
فحتى الفقرُ في بلدي
على الأحباب مِضْيافُ
بنا أَنفٌ..
نعافُ المجدَ لو نظرت إلى أطرافِهِ الأشياءُ
يبقى المجدُ حيث المجد
والأطرافُ أطرافُ
تجيء نفائسُ التأريخ من أنقاضِ رؤيتِنا
فنحن تمائمُ التكوين
والباقون أَ ضيافُ

س – بصفة ان حضرتك كاتبة وصحافية – هل الاعلام يعطي المبدع حقه بتسليط الاضواء علية والاخذ بيدة حتي يظهر للجمهور؟
الإعلام الأدبي ضعيف جدا وأحيانا يروج لضعيفي الموهبة ومحدودي الرؤية هنالك أصحاب مشاريع أدبية تستحق الأضواء وتستحق أن تخصص لها المساحات ولكن رغم ذلك أرى انفراجة قليلة في الأعوام الأخيرة ربما تكون فاتحة خير ولها مابعدها
رسالتي للإعلام وللمؤسسات الثقافية أن تنفتح على كل الأجناس والتيارات الأدبية لأن هذا واقع المشهد الحالي فلا يجوز الاعتراف بمكون على حساب الآخر

س – ما هي مكانة المرأة في المجتمع السوداني حاليا ؟ وكيف ترى الإبداع النسوي؟
بحمد الله بلادي رائدة في مجال المراة وسطع اسم المرأة السودانية باكرا وقد بدأت حاكمة في عهود الكوشيين الأولى فالكنداكات الملكات أسسن لمجتمع المرأة وعلى امتداد تاريخ المرأة السودانية لم أجد من تماثلها تقدما وتطلعا ومجتمعنا على محافظته وارتباطه بمحيطه يقدر صاحبات العطاء بشكل عام وفي كل المجالات أما الأدب فالرائدات ملكة الدار محمد عبدالله ونفيسة المليك وحاجة كاشف وزينب بليل وصفية الأمين وبثينة خضر مكي وغيرهن أنا اقف احتراما لهن صباح مساء لأنهن جعلن الطريق ممهدة لنا ولا ادعي أنا ولا من سبقنني أنني واجهت مجتمعا معقدا من كوني أديبة أو شاعرة بالعكس أجد كل الاحترام والوقوف أمام المنصات الفخيمة وأباهي بمشاركات المراة السودانية الشاعرة فقد اخترقت ووصلت بحمدالله للكثير

س – لكل مبدع محطات تأثر وأب روحي قد يترك بصماته واضحة خلال مراحل الإبداع، فما هي أبرز محطات التأثر لديك، وهل هناك أب روحي ؟.
اتأثر بكل جميل مسكوب أمامي وأغرق مع شعراء الخارطة العربية العظام جميعهم وأقف عند بعضهم وكبار السودان كذلك مدوا يدهم المعلمة والراشدة لي وأنا حفية بذلك جدا إلا أنني أعتبر الشاعر الكبير مصطفى سند أبي الروحي وأنادي بالاعتراف بالمدرسة السندية في السودان وأنا على قناعة به وأبرز الأسماء التي ترونها وصلت الآن هي من عباءته الواسعة وفنه الأصيل وانسرابه على دواوين الشعراء يحدثك بذلك

س – هل هناك حركة نقدية في دولة السودان حاليا ؟
سؤال عظيم
كل الذي سردته من أسماء ودواوين خلال هذا الحوار ذي الأسئلة الدسمة لم يجد مايقابله من النقد الواجب وظل النقد هو الدافع للحركة الأدبية والمقدم لها والمبشر بها هنالك طبعا أسماء وتيارات ومدارس حاولت إيجاد منافذ يضيء منها الشعر السوداني ولا أنسى دعوات حمزة الملك طمبل والمجددين من بعده ولا مدرسة الغابة والصحراء وأبادماك وأبولو وكل هؤلاء قاموا بعمل باذخ لكن من بعدهم حصلت فجوات واضحة ومقروءة لدى المتابعين ما اسهم في تأخر الحركة النقدية وارمي باللوم هنا على المركزيات العربية القديمة للأدب في الوطن العربي لأنها عمدا لم ترد للسودان ان يبرز وأتعجب كيف لم تر هذه المركزيات الفيتوري وسند ومحمد عبدالحي وصلاح احمد ابراهيم
كيف لها أن تتجاهل الخارطة السودانية بهذه الطريقة الصعبة حقا أتعجب.
الآن عبر بيت الشعر وبعض المؤسسات الأخرى نقيم ملتقى للنقد السوداني وهو في خطواته الأولى علنا نأتيكم بخبر أو نجد على الطريق هدى ومحس بالمسؤولية لكن هذا لا يكفي فنحن نحتاج تكاتف وتنسيق الدول الجادة وعدم خلط المواقف السياسية بالثقافية لأن هذا أقعدنا كثيرا والأدب خزانة الأمة الحقيقية وهو المؤرخ الذي لايكذب ولايتجمل لذا دعوا الأدباء والكتاب ينتجون وأوجه حديثي هنا للداخل السوداني رغم تشققاته المختلفة والخارج
إذا زرتم الخرطوم مرة واحدة على الأقل في احتفائيات جائزة الطيب صالح ستجد أن السودان يتفرد بجمهور ادبي فخيم ومبهر تبصره العين وإن كان بها رمد

س – ما الرسالة التي يجب علي الأدباء تقديمها للمجتمع في الوقت الراهن ؟
على كل الأدباء أن يجدوا حقا في الخروج للعالم بكل الوسائل وألا نجنح للقصور العام وقلة الحيلة المؤسسية وهوان الأمر عند البعض قليل من الاجتهاد سيؤتي أكله والفضاء الالكتروني الآن حطم الكثير من القيود وفضح عقم الفكر الجمعي واطلق الشارة للجميع علينا استغلال التكنولوجيا استغلالا أمثل واكتساب مهارات التواصل مع الآخر وإيجاد حلول متقدمة وهنا أرفع تحية لدول المغرب العربي لأنها تخلصت من عقدة الإمكانيات واختبرت الطرق فنجح بعضها وفشل الآخر
الأديب سفير لبلاده وهو أجدر بالبقاء والاحترام

س – أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك- فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهدف بما تاسست من اجلة وصنع علاقة بين الاديب والمتلقي ؟
كل تأكيد وأنا تحديدا جل مشاركاتي الخارجية جاءت عبر هذه المواقع وعلى صفحتى على فيس بوك الآن تجد الآف الشعراء من كل الوطن العربي وهذا في حد وانا أشكر(مارك )جدا لأنه قدم هذه الهدية للعالم وأدعوه لعقد مؤتمر عالمي للأدب على موقع التواصل فقد استطاع أن يجمع ادباء العالم بأيسر الطرق
وهذا هو رابط صفحتي

https://www.facebook.com/profile.php?id=100003520029484&lst=100002514288705%3A100003520029484%3A1529783042&sk=photos

س – مشروعك المستقبلي – كيف تحلمي بة – وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة ؟
أن تعود الرصانة لهذا العالم حقا وأن تؤسس دولة الأدب جنبا إلى جنب مع المؤسسة السياسية في بلادنا العربية الغرب تقدم بأيدي مفكريه ومبدعيه وجعل لهم مكانة عظمى لك ان تلقي ضوءا على ادباء ومفكري الغرب وترصد انتاجهم الأدبي والدرامي والوثائقي كنموذج ستعرف كيف يقاد هذا العالم

س – واخيرا ما الكلمة التي تحب ان تقوليها في ختام هذة المقابلة ؟
أشكرك بعمق الاستاذ الاديب المصري صابر حجازي وأشد على يدك ففي هذا الحوار منصات عديدة وانت تمتلك منصة جميلة وجيدة اتمنى ان أرى من خلالها من ظلمتهم الالات والبوق الاعلامية والأدبية
شكرا جميلا لك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
– اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية
– نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة

عن حاورها الاديب المصري صابر حجازي

شاهد أيضاً

حفل فني وخطابي بمناسبة إشهار منظمة السعيدة التنموية الإنسانية

أقيم في الجهمورية اليمنية حفل إشهار منظمة السعيدة التنموية الإنسانية التي يرأسها سفير السلام العالمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *