بغداد _ محمد اسماعيل
صدر عن دا ر الساقي اللبنانية ديوان للشاعر جواد الحطاب بعنوان : ( اكليل موسيقى على جثة بيانو ) ضم خمساً وثلاثين قصيدة توزعت في جزئين امتدا على مائة وخمس وثلاثين صفحة من القطع المتوسط .
حمل الجزء الأول عنوان ( المتنبي ) مشفوعاً بهوامش توضيحية لما سيأتي في متون القصائد ، وهي ست قصائد قصيرة و ( ابراهيم آخر ) و ( كومونة ) و ( فايروس ) و ( مقبرة الغرباء ) التي رثى بها شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري الذي مات في سوريا ومنعت الحكومة العراقية .. خلال التسعينات .. دخول جثته للعراق واقامة مأتم له ، بل ومنع حتى ذووه من الحداد عليه وصودرت الجنسية العراقية منه . و ( رجال ما ) و ( أحد عشر كوكباً ) والتي تمفصلت الى احد عشر مقطعا هي : ( ماذا ) و ( حصار ) و ( زيف ) و ( ثمة ما ينتظر ) و ( زيارة ) و ( وردة ) و ( للتأكد فقط ) و ( الشاعر ) و ( حسد اسود ) و ( النداء الاخير ) . تلتها قصيدة ( البصير ) المهداة الى الشاعر الكبير يوسف الصائغ .. رحمه الله . وقصيدة ( حجج ) و ( أيرو – بلا – تيكا ) و ( تواريخ ) و ( الحيزبون ) و ( موسيقى ) و ( حيرة ) و ( جثة بيانو ) و (الأعدقاء ) التي جاء في مطلعها : ” لي كف .. لكن الأصابع تنقصها ”
لتسترسل على نمط قصيدة الصورة ، مقطعاً .. مقطعاً ، حتى يختتمها الحطاب بالقول : ” … لكن .. من يهتم بدمعك .. حين يصيح غروب الشمس : بلادي ”
وبهذا يختتم الجزء الأول ليستهل الجزء الثاني بمقطع جاء فيه : ” أقتل .. اينما كنت .. فلا بد ان يكون هناك غراب في سماء ما ”
حملت عناوين قصائد الجزء الثاني : ( ثوم على الامة .. جاجيك على الايام ) و ( تحوّطات ) و ( كفّارة بابل ) التي اهداها الى الأطفال من شهداء ملجأ العامرية يوم 13 شباط 1991 الذين اصبحوا خارج الذكرى . وقصيدة ( كم تغضّن قلب العراق ؟ )في ثلاث مقاطع هي : ( رامسفيلد ) و (اختناق ) و ( صمت البحر ) . ثم قصيدة ( عراقستان ) و ( ياوطني دعني أقبّل ، شجاعتك ) و ( الفلوجة ) و ( دكّة احتياط .. أم .. جبّانة موتى ) التي جاء في احد مقاطعها : ” لا ترفعوا عيونكم الى السماء .. أحداقنا التي تضيئ النجوم الخمسون في العلم الأمريكي .. مطفأة .. فسد الهواء في الملعب .. هذه ليست كرات .. هذي قنابل ليزيرية ” وقصيدة : ( الصواريخ بحذافيرها ) و ( ما أصعب أن تضطرّ لشرح الموت ) و (برلمان ) و ( اللعنة ) و ( الهمرات ) و (الجنوبيون )التي اهداها الى مقاتلي النجف ايام معارك المقبرة التي وقعت بين العراقيين و جيش الاحتلال الامريكي و ( وجهات نظر ) و ( استغاثة الأعزل ) و ( Mr. President ) و ( أبجدية ناقصة ) التي وزع عناوين مقاطعها على حروف الوطن ( ع- ر- ا- ق ) حيث اختتم الديوان بمقطع جاء في نصه : ” … تعاقب .. اولادك الجبليون على صيد الحمامات ”
سبق للشاعر الحطاب ان اصدر ثلاثة دواوين هي : ( سلاماً ايها الفقراء ) بغدا د 1978 و ( يوم لايواء الوقت ) بغداد 1991 و ( شتاء عاطل ) 1997 عمان واشترك في مجموعة مع اخرين وله في النثر كتابان ( انه الوطن .. انه القلب ) و ( يوميات ابن الهيثم ) و للاطفال ( ياقمراً في البصرة ) و ( تلال يغسلها الصباح ) .
وذيل ديوان : ( اكليل موسيقى على جثة بيانو ) بثلاثة اراء على الغلاف الاخير الاولى للشاعر العربي الكبير محمد الفيتوري الذي كتب عن جواد الحطاب )) … واحد من أهم شعراء العراق المعاصرين)) . وكتب الناقد المصري الكبير د. صلاح فضل : (( انه شاعر من سلالة المتنبي الباقية . )) اما الناقد العراقي دز حسين سرمك فكتب عن الحطاب : (( … أدعو مخلصاً هيئة الأمم المتحدة ان تضطلع بدورها الانساني وتتولّى طبع مجموعة هذا الشاعر العراقي ، وتوزّعها على ممثلي دول العالم ، من مدمني الحروب – تحديداً – لعلّها تساهم في تربيتهم بعيداً عن العدوان والخراب )).
شكل هذا الديوان اضافة نوعية للشعرية العراقية التي يفخر الادب العربي بنبوغ عطائها . وهي تجربة لا تقبل الا المواهب الخارقة المصقولة بتراكم الخبرة الواعية . وتلك هي ميزة جواد الحطاب بين الادباء العرب في التاريخ .