“طائر الشوك”
للدكتورة زينب أبو سنة
المجموعة الشعرية الجديدة “طائر الشوك” للدكتورة زينب أبو سنة، والتي صدرت حديثا عن دار سنابل الاسبانية المصرية للكتاب تعتبر المجموعة الثانية للشاعرة، بعد مجموعتها الأولى “رحلة حب”، وأيضا الكتاب الثاني لها خلال عام واحد فقد صدرت لها من قبل رواية “مملكة الجوارح” التي تتناول فترة من اهم فترات التاريخ المصري وهي الحقبة التي حكم فيها الناصر قلاوون مصر.
في هذه المجموعة الشعرية الجديدة ترتحل الشاعرة وتنتخب من خمائل الجُمان قطوفًا من بدائع اللغة والبِنيات الجمالية، وتصوغ فرائدها في شكل رباعيات تُعبر عن ذاتها بموجةٍ بيضاء لتتضمن العالم من هواجسٍ وتشكيلاتٍ وأحلامٍ وأمانٍ، تتداول الدلالات والدوال بعمقٍ ودهشة طفولية محببة، وتسير بعيونٍ ظمآى نحو وحشة المعاني والصور والتراكيب لتُشكل رهافة يسقيها اغتراب المُر والقسوة، تجرح زمان القوارير كي تُدمِي أمانينا، وتتوِّه ضحكنا رجاء نزع قسوة الطعنات رغم شوك الجُرح الذي يزفر دمعًا.
وخلال رباعياتها الثلاث والثلاثين التي آثرت أن تتركها تحت عناوين رقمة بدلا من وضع عناوين شعرية لها حاولت الشاعرة ان تعبر عن كثير من الجراح والمآسي لتوقظ الأمل من حاضر الليل حيث البقاء في النقاء، وتغسل القلب المهموم بالكلمات والإيقاع والخيال.
تبدأ رحلتها الشعرية برباعية: “ديار/ قد سكناها/ ألفنا/ كل ما فيها/ وحف الحب/ حائطها/ وحلق/ في نواحيها/ وذابت روحنا/ شوقا/ إلى يوم نلاقيها/ سقيناها/ فرات الحب/ عمرا/ من سيسقيها؟
مرورا برباعيات تتناول طفولتها: “رجعت إلى طفولة فيها، أشرق قلبي/ الحساس/ بعمق/ يدهش الدنيا/ بشوق/ يخطف الانفاس” إلى تتحول “زهور الحب/ خبز القلب/ بلسم” يداوي جراح القلب ويزرع الامل في كل قلب جريح.