الرحلة

كانوا ضع ما شئت جسدا واحدا….عاشوا حياتهم على ظهر سفينة …تربطهم بالبحر وشائح قوية…صبروا اغواره..قاوموا امواجه ..واجهوا ثوراته وهياج اسماكه…هزموا وهزموا مرات عديدة وما عرفوا تفرقا ولا تخاذلا …لكن هذه المرة يظهر ان شيئا ما وقع في صفوفهم.

……………………………………………………

شدوا الحبال ..ولجوا البحر…مضت السفينة وسط اليم في هدوء وامن ,لا يعكر صفوها همس ريح ولا اضطراب امواج ..كانوا هادئين..متلهفين للوصول الى الجزيرة الجميلة ومعانقة العيون العشيقة.

فجاة.

هبت عاصفة هوجاء..فحركت اعماق البحر..ارغى وازبد وهاج وعربد..اثار ذرات اعماقه وزكم الانوف برائحة نكراء.لم يتعودها البحارة ..

اسرع الرجال كالعادة الى المجادف…شمروا عن السواعد السمر القوية…شدوا الحبال…قاوموا الامواج …هدا البحر..انقشع الظلام وظهرت الطريق من جديد.

لكن

على بضعة امتار من مقدمة السفينة..انفجر سطح الماء وانطلقت منه سمكة منتفخة في الهواء ثم اندلعت بحجمها المخيف في اتجاههم…امسك القوم المجسات الخشبية ..تكنطق بعضهم باحزمة الرصاص..ووقف الجميع على اهبة الانقضاض..

صاح احدهم: لا تطلقوا الرصاص ليس معنا منه الكثير .ز

اردف ثان : دعوها تتقدم لنغرس فيها السكاكين

قاطعه رابع : كيف نتركها تتقدم وهي بهذا الحجم..يجب اطلاق النار.

 

اعترض ثالث:

لنرتد الى الخلف

……………………………

تداخلت الاصوات…تشعبت الاراء ..تمزق الحبل الذي شدهم دهرا…غرق القوم في الكلمات الممجوجة والاحتمالات المخروقة..بينما كانت السمكة تتقدم  وتموجات الماء الذي احدثها ظهورها تزداد وتتوسع..

الجولة الاولى:

استطاعت السمكة ان تحدث خدشا في مقدمة السفينة.

الجولة الثانية:

تلقفت السمكة بعض الصيادين.

الجولة الموالية :

لم تعلن نتائجها.

علق طفل على الشط:

اه لوتنبه الصيادون لجر السمكة الى البر؟؟

عن عبد القادر الزيتوني

شاهد أيضاً

عيدون

“عيدون”.. الأسطورة شميسة غربي / سيدي بلعباس / الجزائر يجلس أمام مكتب عريض؛ رُصَّتْ عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *