> بيان شعراء بغداد
>
> هنا بين حطام شارع المتنبي، وقريباً من رائحة احتراق مكتبات بغداد بنفائسها
>وذخائرها ومحفوظاتها، وليس بعيداً عن أجساد لأصدقاء واخوة وزملاء مازالت تحت
>الركام، هنا يقف اليوم شعراء بغداد الثكلى مفجوعين منكسرين، وسط صفير الخراب
>وزفير الدخان ونثار الرماد يسمعون صوت رصاص هنا.. وانفجارات هناك لينشدوا
>قصائدهم للموت وللحياة. ولا غرابة فهم بنو بغداد وصنو خلودها، بغداد التي ينهش
>جسدها الموت، فيما تسمو روحها العظيمة بالحياة، بالأمل في انتزاع فرصة الحياة
>من بين براثن الموت. والشعراء هم روح المدينة ووجدانها العصي الخالد.
> يقف شعراء بغداد اليوم، كما تقف مدينتهم العظيمة، على افق مفتوح للحرية.
>لكن الذلة والعبودية ما زالتا تحتفظان بشراهة القتل وغلق الآفاق المفتوحة
>بأقبية الظلام.
> للحرية آفاقها .. وللذلة الأقبية
> وبين ان نمسك بآفاقنا بقوة الأمل ، وبين ان نحشر في الأقبية بارادة
>الظلام، يتقرر مصير بغداد ومصير شعب بغداد وشعرائها.
> لا نملك سوى ان نتقدم بقوة الروح الخالدة لمدينتنا، وبقوة ارادة اهلها في
>العيش بحرية وكرامة وامن واستقلال.
> انها روحنا الخالدة وارادتنا العظيمة في ان نصنع الحياة التي نستحق والتي
>نريد.
> نتطلع، نحن شعراء بغداد، بثقة الى اصدقاء وزملاء لنا في الشعر وفي الثقافة،
>في محيطنا العربي والإسلامي والإنساني لكي يرفعوا اصواتهم عالية معنا، مع
>بغداد التي يحتفظ لها سفر الإنسانية بموقعها وقيمتها في هذا السفر كواحدة من
>اكبر حواضر التاريخ، ومدن التنوير.
> ان شعراء بغداد الذين كانوا دائماً في صميم المعاناة الإنسانية وفي القلب
>من روح التضامن الإنساني من اجل قيم الحق والكرامة والعدل يتطلعون اليوم الى
>سماع اصوات التضامن معهم ومع مدينتهم في محنتها في مواجهة نزعات الإرهاب
>والتدمير التي تعيق حلم العراقيين بغد ينعمون فيه بحريتهم وأمنهم واستقلالهم.
> نقف اليوم وسط حطام شارع المتنبي ، ونحن ندرك قيمة ما يمثله هذا الشارع في
>الوجدان الثقافي العربي المعاصر، وهو مايدركه الإرهابيون ايضاً، ولذلك
>استهدفوه بشرورهم.. لا شرطي في هذا الشارع ولا حكومة ولا احتلال. انه الشارع
>المأهول بكتب كل الطوائف والملل والأفكار والاتجاهات وبباعتها ومشتريها من
>مختلف البلاد. ان استهداف شارع المتنبي استهداف للجوهر الثقافي العراقي العابر
>للإختلافات والهاضم للتنوع والتعدد الشعبي الاصيل.
> ازاء هذا لا ينبغي للمثقفين حيثما كانوا، الإستمرار بالصمت ازاء ما نتعرض
>له وتتعرض له مدينتنا وشعبنا من جرائم. ينبغي ان يرتفع الصوت الإنساني على
>الإختلافات لصالح حق الإنسان في الحياة بلا خوف وبلا تهديد.
> تضامنوا معنا
>