صور شتى

شيء أوقظ داخلي , رغبة عارمة , لأكتب لك الليلة .. عن عذرية مشاعرك والتي ما فتأت تدهشني .. الألق الذي يسطع في عينيك , يشدني بقوة , لتقبيلك من وجنتيك المتوردتين …

 

لم تبرحي ذاكرتي مذ غادرت البارحة , لأزال مشدودا لضحكتك الصافية .. وملامح وجهك المكسو خجلا من فرط صراحتي الشديدة أمام آلاخرين …

خلتك لاتصدقين ما أقول لك :

      : كم أنت مدهشة … آه  !!!

     : لا تدعني أصدق .. ما أسمع …

 

لمحت تورد يطفو داخلها .. ابتسامة تعبر عن سلوكها الجذل , مع الآخرين , أنها تبدو سعيدة , كأنها أنجزت عملا عظيما  للتو …

 

مضى زمن طويل , لم أتصفح فيه أية مجلة … لم أدري حينما كنت أقلب , صفحات المجلة التي بين يدي ,لماذا

 رحت أدقق في صور النساء ,المنشورة فيها … ؟؟!

رحت أتابع ملامحهن , جميع الصور متشابهة , ألا صورتك المتقدة في ذهني …؟ّ ! كم أتوق ألان لرؤيتك .. ؟!!

 

رجعت أسأل نفسي , وكأني أقف أمام جبل .. لايمكن أن أتسلقه أبدا :

      : هل وقعت في ورطة الحب … ؟؟

وضعت إصبعي على كلمة (ورطة ) , حتى كدت , أشعر بأني أضع يدي , على قلبي المأزوم من فرط ألالم , المبهم ,

 

 

 

 

أعتراني هاجس , جعلني أتلمس طريقا في الظلام , وأتحسس أوجاعي :

       : لايمكن ألاستمرار .. هكذا , ذنبي ينوء على ظهري , وكست هيكلي المتعب , سحابة الاضطراب , وهل أن الاستمرار يقودني .. الى الطرق الموصدة بلا هوادة ..؟؟!

 

في دورات الفصول , العمر يمضي نحو الخريف … والتجاعيد تتحسس عيوني .. والمرآة تتطلع في وجهي الذابل ,

الخجل يزحف على حيطان نفسي , وقرر التداعي مهاجرتي ..

 

حاولت ترتيب دواخلي المتعبة , والتوقف من اللاهاث , وراء سراب اللاجدوى . . جاهدت أن أوقف الانهيار , ليمتصني خواء الوحشة …

 

مر أسبوع , والضغوطات تصارع معاناتي … ولما رأيتها , وثب الفرح , مثل صبي يتقافز .. ونسيت أفكاري السوداء , وغادرني الحزن ..

 

قد يجن العقل , وخيط الروح يبقى متشبثا , بسقف الحقيقة .. ويجعلنا نفيق ونصحو , لاجتراءات , تنث صور شتى

لا حد لها , وتصبح الكلمات ناقوس يدق بلاأنقطاع …

 

الصمت يحط بثقله , في أرجاء الغرفة , وليس سوى المروحة , تدور بعنف , فوق رأسي , المحاط بضباب الصور والأفكار , وعيناي ترنو للساعة المعلقة  فوق   مسمار الوحدة …

 

شعور غريب , يلف هاجس النبؤة :

      : ( ستطرق الباب , وتدخل لتتحدث , عن بقايا حكايا قديمة , توقض رغبة مزهوة , لعالم الطيبة والبراءة …)

 

ألفت عيناي  الناس , يسيرون جوار التمثال , المنتصب في وسط الطريق .. فاغر فاه , يعبر عن صرخة , غضب .. حاملا عصاه الغليظة , بلاأزدراء …

 

 

نشر المساء ألوانه , في الشارع الممتد , نحو الجسر العتيد , حيث المياه تندفع , بقوة , وسط النهر الذي يتلاشى عند ألاق البعيد , ليبدو مثل صورة , زيتية , ثبتت بعناية ..

 

لازالت تشغل تفكيري , والباب الموصد يحرك ,أشجاني , وفي لحظة , قررت مغادرة الحجرة الضيقة , بدون أن أستأذن التمثال , الرابض بمواجهة الغرفة , لتحكي له عن نزق الصور المنثالة …

 

عن صالح جبار

شاهد أيضاً

عيدون

“عيدون”.. الأسطورة شميسة غربي / سيدي بلعباس / الجزائر يجلس أمام مكتب عريض؛ رُصَّتْ عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *