في النقد الثقافي
صالح جبار – بغداد
ان مسألة النقد لدينا تخضع لاعتبارات القناعة الخاصة …. فالناقد تكون له رؤية خاصة ضمن معالجته للنص المطروح … فأن وافقت النصوص رؤيته كان العمل ناجحا بالنسبة له ….
وان خالفت ذلك , حكم عليها بالإعدام … باختصار هذه هي السياقات النقدية القائمة والمتوارثة من أمد بعيد ,
وكونت خلالها خانات مرسومة في أذهان النقاد … وخطوط حمراء لايمكن تجاوزها … لأنها سقفا تقف عنده التطلعات .. مما أدى الىتعطيل العملية الإبداعية ….
في تصوري الشخصي .. الإبداع , وتكوين الصور الأدبية , والضربات الفنية في المنجز , لأجل الإيضاح
أو الوخز … لايمكن لها أن تتم في الوقت الراهن , إزاء التطورات المتلاحقة ولايمكن اللاحق به جراء تسارعها
فلابد من إيجاد وسيلة يرتقي فيها النقد إلى النصوص الإبداعية العراقية …
لان ما يحصل ألان هو عملية وأد , ومنع لكل المخاض الواعد , رغم الحرية النسبية .. بسبب تقنين النقد في الرؤى
الخاصة لمجموع النقاد ….
لذا نرى الإبداع يترعرع خارج البلاد , فيما يحصل العكس بداخله .. لان محاولات ( تد مير الكينونة الفردية .. وهي التجسيد الأعلى للتد اخل النصي .. ) كما يقول تيدروف
ونلاحظ مسار النقد عندنا عامل هدم وليس بناء أو إثراء , مما أدى إلى انحسار واضح في خلق الرموز الثقافية,
من خلال إيجاد ( جدار الصد) وتقنين المفردات , وعدم جواز استخدامها الأضمن السياق المحدد لها , مما يجعلها
بدون فعالية في الأداء الإبداعي ..
وهنا يكمن الخلل القاتل في النقد العراقي تحديدا … لان استخدام المترادفات في اللغة عامل من عوامل الإبداع ,
وإيجاد تراكيب لفظية في غير استخداماتها المعتادة , تعطي صورا رائعة …
فليس من مهمة الخطاب النقدي قتل الذائقة الجمعية … لأنها تتجاوز ممنوعاته المتعددة … إضافة للسمة الأنانية في الانتقاء الإبداعي …