الرئيسية / نصوص / دليل القلوب

دليل القلوب

 

 

 

دليل القلوب

 

 

هديل كامل

 

 

 

كانت تنظر اليه بحياء وهي ترد عليه ..

طيب ساتصل بك حال وصولي الى البيت …لا تقلق..

اجابها احمد …وهو زميل لها في نفس الكلية..

حتى لو رنة واحدة ( فقط كي يطمئن قلبي )

ابتسمت له ونظراتها تهرب الى الطريق خجلا منه …

قال لها …ساظل امشي خلفك حتى تصعدي السيارة التي ستنقلك الى البيت

ذهبت هدىوظل احمد يلاحقها بنظراته خوفا عليها …لا يدري مم يخاف عليها …كان يتمنى ان يخاف عليها من شيء واحد فقط.. كي يحميها منه …ولكن من الخطف او القتل او الذبح او الانفجار او المفخخة او الناسفة …( الموت ) هو مايخاف عليها منه …

سارت هدى في طريقها الى السيارة  وتبعها احمد وسط جمع غفير من الطلبة الى بوابة الجامعة…

الحمد لله …وصلت السيارة …الحمد لله بدأ الطلاب يصعدون …الحمد لله ..مع كل خطوة …كان احمد يحمد الله

وفي زحمة وقوف الطلاب جاءهم الموت يمشي على قدمين …وحزام ناسف يلف  خصره …شاب في العشرين من عمره ..نظر الى الجميع وهو يدرك انه سيعبث بكل احلامهم …لم يكترث …فعقله كان اضأل من ان يسال ويتامل او يفكر …ولذا استطاعوا ان يجندوه لمهمات الموت البليد

( جر بقوة حبل التحكم بالعبوة )

حدث الانفجار …صوت الانفجار وحده هو الذي كان بطل المشهد الدرامي الملعون هذا …وبعد هذا سكون …سكون

تطايرت الاجساد ومعها الاوراق ومعها الاحلام ..ونظرات هدى الحيية …وهواجس احمد ومخاوفه…

وسقطت على الارض اشلاء من جثث هامدة …قبل اقل من ثانية فقط كانت تنبض بالحب والحب والحب…

ولم يبق غير السكون مخيما على هذا المكان ……يتفرد البطولة هذه المرة ..حتى شاركه بعد حين بدور ثانوي وثانوي جدا …رنين الهواتف الجوالة التي سقطت مع اصحابها على الارض …مشهد لا يمكن الا ان تظل ذاهلا امامه

هياكل لسيارات مفحمة اثر الانفجار …ادخنة تضبب المكان …واجساد محترقة على الارض …ورنين الهواتف الجوالة تصخب بالسوال والعويل والنياح …

فقد ذاع صيت الخبر …وعلم الاهالي بأن قلوبهم قد احترقت هناك.. وفي نفس المكان …

وظلت اغاني الحب ملتهبة تدوي …مكتوية بنار محبيها التي تفحمت قلوبهم ….ولا شيء غير رنين الهواتف…

 

 

 

 

هديل كامل

دمشق

 

hadeel1967@yahoo.com

www.alnakhlahwaaljeeran.com

 

عن هديل كامل

شاهد أيضاً

اللغة المشتهاة

بقلم : عبد المالك زيري أَقبلْ على العالم من جديد وانظر إليهِ كما أنظرُ إليكَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *