عوني كرومي …موكب الامبراطور مر من هنا

  عوني كرومي..
  موكب الامبراطور مرَّ من هنا!


د. صلاح القصب

ستارة كثيفة متلألئة كالجوهرة، وقد سقط عليها شعاع الشمس ، فارتفعت برقا في قبة العرض!

لا شيء عوني يستطيع ان يقدم لنا متعة كرؤية كرسيك الهزاز وذكراك التي ما زالت تلتصق بنا كمدارات جديدة.

ايها الامبراطور المسرحي المتأنق: .. الارض كلها كانت جغرافيتك المسرحية، ورؤاك تصعد كقوة البحر، وحقائق رحلتك كانت تمر عبر الثلج الماطر واشعة الشمس ..

 

  دقت كل ساعات العالم، وكان الفراغ ينتظرك ينهمر كأغنيات أي طائر غريب.. امضي بعربتك، حلق بجناحيك الذهبيين، تسلق قرص الشمس، حرّك الليل نحو نهارات جديدة، انهمر كحلقات رقص مستمرة، لامس بوجهك وحل النهارات..

عوني كرومي !

قرأنا ما قرأنا عنك في بوستراك ملونة.

رأينا موكبك الامبراطوري يمخر كأمواج عاتية.. وكرسيك الهزاز ينتظرك هناك مثل ذاكرة تتحول ببطء لتصبح مركبا يمضي تحت النجوم.

.. من خلال ستارة المسرح، كنا نراك تتطلع الينا كمصباح يرينا ظلالا ملونة قادمة نحونا، تشق البصر، تدعونا الى عرض مسرحي لك، والى ما فيه ممن حب.

ابداعك المسرحي مر من هنا وبلا انقطاع.

وكنت تعلو كأمبراطور مسرح مذهب.. تلتمع، وتلصف كبقعة القمر الذهبية.

وفي لحظة رفع الستار، كانت الابواق النحاسية تعزف اناشيد المجد، وتدق كل ساعات العالم دقا متواصلا من اجل اشرقة فجر جديد.

القطارات الليلية، وسكك الحديد التي ترن تحت وطأة عجلاتها الثقيلة، ولمقاهي والمدن التي تخيرتها، وانت تبحث في جرائد المساء عن مسرح (الستين كرسي)، وعن الانسان الطيب والاصدقاء عبر ساعات الرحيل.. جعفر السعدي، جاسم العبودي، ابراهيم جلال، جعفر علي، ناجي عبدالامير، عقيل مهدي، قاسم محمد، حميد محمد جواد، جواد الاسدي، وغيرهم الكثير والكثير.

كنت تنتظر رفع الستار كي تسافر الى الفراغ مسرعا. وكنت تغني ويداك تلتقط الازاهير التي تملأ طرقاتك كلها..

وداعا ايها الشعاع المتألق

وداعا يا جدول المدن التي زرتها

وداعا يا كراسي الستين

وداعا يا اشعة الضوء

وداعا يا بهجة كل العصور

وداعا يا وشم المدينة

وداعا ايها الامبراطور!

 

عن admin

مجلة ثقافية مستقلة أسسها ويرأس تحريرها عامر تايه

شاهد أيضاً

الاتجاه المعاكس

الاتجاه المعاكس «من رواية قنابل الثقوب السوداء» وظلا يتابعان أحداث المظاهرات على القنوات الأجنبيّة وبعض …

اترك رد