كان قبل وقت قصير من اعياد الميلاد،على نحو ما شعرت بنفسي وحيدة جدا،بيوت فاخرة الزينة،رائحة القرفة في المخابز، اغاني عيد الميلاد،التي تقتل الاعصاب تصدح في الاذاعات والمحلات.لا يهم ماذا او من كان السبب في ذلك.اردت صاحبا لي! لكي اكون واثقة،أن رجل احلامي ايضا يحس بنفسه،نشرت الاعلان التالي في الجريدة:
ابحث عن صديق،اب مع طفل،حبيب لقضاء مرحلة من طريق الحياة. اعطي الصداقة،أم،فرنسية 45 عاما،162 سم،55 كغم،شعر ذهبي غامق،عيون زرقاء،الزواج او السكن معا ممنوع.
وصلتني 24 رسالة مع البريد،بعد ان رتتبتها وابعدت ما لم احبذه،بينها حزمة من الرسائل التي وصلتني من مكاتب الزواج والشراكة،بقت رسالة واحدة فقط.
وقت اللقاء قررته أنا في حانة محطة قطار بعيدة وذلك لسببين معقولين.
اولا: انني محسوبة في قريتي كأمرأة وحيدة عزباء الى الصميم،ولا اريد ان افرط بهذا الصيت.
ثانيا: ان يكون المكان سهلا للرجل في ايجاده،لأن الرجل لا يسأل عن الطرق ابدا.
طلبت القهوة لي ونظرت بشراهة خلال النافذة.بعد قليل وصلت سيارة حمراء.نزل منها رجل كبير السن ذو وجه مرح بعد وقت ،بعد ان حاول بصعوبة ان يجد مكانا لركن السيارة قرب باب الحانة. دخل الرجل وسأل احدى النساء الجالسات على الطاولة وكانت ذي شعر ذهبي مصبوغ،”أأنت هي”؟، رفعت المرأة رأسها،نظرت اليه، أومأت.هو صافحها وأجلس نفسه جانبها. فجأة نهض الرجل من مكانه، بان كأنه يبحث عن شيء يائسا. عندما فهمت أنا،ماذا حدث، لم يكن هناك مجال للهروب. كان واقفا أمامي، بأيادي فارغة وشعر اصلع. كان فرحا جدا،انه اكتشف اشارة لقائنا،صاح بشكل مزعج”لقد انتظرتك عشر سنوات،اخيرا انت هنا! آه ، انت تدخنين؟ساعمل على ان تتركيه”!
في اثناء ذلك اصبح لي مرتين في اعياد الميلاد وأنا وحيدة، انها ليست سيئة ابدا ان اكون وحيدة.
ترجمة
اردلان حسن
برلين 11.03.07