ربيع الخير أقبل في تهادي
يزف إلى البرية خير هادي
أتي والسعد في كفيه يسعى
إلى هدي العباد بخير زاد
هو النور الذي أهداه ربي
إلى الثقلين من قبل التناد
رسول الله في الثقلين بدر
أضاء الكون رشدا للعباد
ألم تكن البرية قبل طه
محملة بأوحال الفساد
يقاتل بعضهم بعضا جهارا
لأجل المال أو أجل القتاد
لقد فرت عقول الناس منها
وعاثت في الضلالة والعناد
تراهم يسجدون لصنع أيد
فبئس تعبدا صنع الأيادي
همُ صنعوا من الأوهام ربا
وحول الوهم طافوا باطراد
ولا هم لهم غير اشتهاء
همُ الأنعام في روح وغادي
****************************
وحول العرب كان الفرس طحنا
مع الرومان في كل البلاد
ولم يسلم من البلدان شبرٌ
ونيران المظالم في ازدياد
فإذ بالأرض تسعد في رباها
وتشرق شمسها في كل وادي
لقد ولد الحبيب وقد أتاها
بأن الخير في الأصقاع بادي
ونيران الأكاسر في انطفاء
وكانت قبلُ في أوج اتقاد
فإذ بالنار تخمد في خشوع
وينقلب اللهيب إلى رماد
وأركان القياصر تعتريها
رياح الهدم في قصر ونادي
فهل منعت جيوش القهر هدما
وهل رد القضاءَ حصونُ عادي
ويأبى الفيل هدم البيت رشدا
وطير الله تفتك بالأعادي
ويبقى البيت في عز مصونا
من الفجار أو شر الحراد
ويهلك في المطامع كل ذئب
عوى في الأرض من غير اصطياد
****************************
تهيأ يا حراء لفيض نورٍ
(محمدِ) والأمينِ مع الرشاد
كتاب الله نور قد تجلى
ليتلوه الحبيب بالاتئاد
هو الأمي لم يقرأ كتابا
فعلم أمة فضل المداد
وكانت أمة الأعراب شعثا
فأرشدها فضائل الاتحاد
مشى في الناس يرشدهم بصبر
ولا يخشى منازلة العناد
فأضحت غابة الأعراب أمنا
وشمس العدل تسطع فى اعتداد
وولي الظلم مدحورا طريدا
فلا يُخْشَى سوى رب الشداد
بنى بالعدل في الآفاق صرحا
تطاول سابقا ذات العماد
ركائزه مع الإيمان قوم
رأوا في العلم أسمى الاجتهاد
فَفُتِّحت المدائن دون سيف
وفتَّح قبلها قلب العباد
****************************
فهل كنا لهذا الدين عونا
وأحببنا الرسول من المهاد
وأين الحب والإسلام يرمى
قذائف من بنيه بلا ارتعاد
وأين عزائم كانت جبالا
فأضحت مثل حبات الرشاد
وأين جياد أمتنا، أولت؟
أماتت بعد فرسان الجهاد
وكيف تعود أمتنا جذاذا
وأضحى غيرنا حصن احتشاد
وأضحى بأسنا فينا شديدا
وصرنا كالنعام مع القَدَاد
وصار القتل فينا مستباحا
وأضحى العهر زهرة الارتياد
لأهل الفسق يفتح كل باب
وباب الخير يوصد بالسِداد
ومات العلم والعلماء ولوا
ودور العلم ترزخ في الكساد
فأهل العلم ليس لهم مقام
إذا ما الرقص يرتع فى الوهاد
وننصح غيرنا ونبوء سرا
بأرتال المعاصى والقُشاد
ونصنع يوم مولده عروسا
ونأكل واليتيم بلا وساد
وحطم أحمد الأصنام محقا
لنسلم من شوائب الاعتقاد
فإذ بالقوم في الأحفال عادوا
أفي الميلاد صنع (الإرتداد)
نقيم الحفل في الميلاد ضخما
وأفئدة العباد كما الجماد
فأين لسنة المختار منا
وأين الحب يا أهل الوداد