إسرائيل

1

 

الزمنُ جدارٌ يطيرُ..

يتشققُ في جوف العين مراراً ،

ثم يسقطُ غامراً النظراتَ بالإسمنت

القاني.

هو أيضاً..

وسادةٌ لقتلى شقائق النعمان.

ولشخوص حبرنا في منتهى الكتابة.

لهذا أسميك عزرائيل:

زمناً أحمر يتفشى في عروق الهواء

والحجر والعظام .

 

2

 

من هو النائم في جبهة الصاروخ..

هنا أو في آخر الليزر.

الطفل المقطع كالشريحة في مارون

الراس ،

لن  يتذكر أيا من يديه سبقته

لله

لتكتب نشيد الاحتجاج العظيم.

وما أوسع الحرب في قامة الأرض،

حيث البارودُ المُنشطُ بريد مستعجل

ما بين الجثث وظلالها في الحريق.

لهذا أسميك عزرائيل:

برجاً خرافياً طويلاً من لحوم الطفولة.

من لحوم الأناشيد.

من لحوم الدمى الغارقة بالفسفور.

 

3

أيها التاريخ ..

وبعد أن تفككت مفكرتك ورقةً ورقةً .

حجراً عمارةً.

جثة جهنماً :

من يبكيك في أزقة الضاحية الآن.

أيها التاريخ ..

لقد ملأت ساعتَكَ الأنقاضُ.

ولم يعد أنفك ملقطاً  للأوكسجين.

لهذا اسميك عزرائيل:

مومياءً سامّة

تأهلت بمؤرخ من سلالة اليانكي.

 

4

ويحك أيها الحب ..

كم أنت بعيد عن عاصمة الجسد.

كم أنت مهمل في اللا ممكن.

تغطي قلوب صيدا بقيح القنابل .

وقلاعَ بعلبك  بغبار من معجم التماسيح.

وأجسادَ شقائق النعمان ببعوض الديناميت..

ويحك أيها الحبّ ..

تعال حدائق بنت جبيل..

فهي من مخترعات الضوء والسيف

والعاشقين.

حيث المطر التلموذي لسقاية

الأرواح بخل الحديد.

لهذا اسميك عزرائيل:

تابوتاً تعتق بسكان القمل والدجاج

والثعابين .

 

5

لقطة لهذي اللحوم السابحة

في فضاء قانا.

وحولها الذئابُ ساجدة في غياهب 

الديناميت.

لقطة لصوت الموت ،

يقرأ نص الجثة ممسرحاً  بكوميديا

الخلق الدولي .

يا لضفادع الحكومات المندوبة للوحات

النقيق.

يا للهياكل المرمية للكاميرات على السطور ..

فيا أيتها النفسُ المصفوفة بين طبقات

الحطب.

تمزقي على مقاعد السكون .

لقطة زوم لرأس الطفل العاملي ،

تُفرغهُ قنابلُ أمريكا العنقودية

من مجوهراته إلى المحو والشتات.

لقطة أخرى للماء جافاً على أبواب الجثامين:

هكذا أسميك عزرائيل:

منجم الذنوبِ على امتداد العقل

والعاطفة.

أنت يا أم المسامير في المسيح..

أنت يا أم البراغي في لحم الأرز.

 

 

 

6

العربُ سكان الفياغرا

الأصليين .

مع ذلك ..

فسدت لحوم عصيهم في بسوس

النساء المراقص.

لهذا اسميك عزرائيل:

كلبةً ناطقة باسم حركات فحولة

البدو  والنفط.

 

7

 

_ ما الذي يخرج من الجثمان المسجى

تحت طواحين الريح الحمراء ؟

_ يدُ القتيل ليس إلا .

_ أتراه يطلب إسعاف الأمم ؟

  _ لا . يحاول دفن بقية جسمه فقط .

لهذا أسميك عزرائيل:

غبار طلع أمريكا السامّ لتلقيح

الأقوام باللا سامية.

 

8

لبنان الآن.. خارج التغطية.

والحياةُ خارج لبنان الآن .

الخلقُ الأعظمُ في مجرى العدم .

والموتُ لعبةٌ وحيدةٌ على طاولة الحرب.

أين ذهبت يا حبي .

يملكني  أنينُ موبايلك المسجى ما بين الله

وبين حطام المباني وأنقاض العيون.

أينك يا حبي .

لتغار عليّ من عشيقي الجديد في صفارة

الإنذار.

من مخدعي الرومانسي في سيارة الإسعاف.

تعال انظر البوارجَ ترسلُ لنا فاكهة المسيسي

الباهرة .

أو تعال هات يديك ،

فنخرج من حضن البرد أو من سجون

دودة القز .

دعني أتقمصك بغير مخيلة القنابل

ألستُ وحيدتك وجمعك أنا ؟

ألست أنا فستان زفافي فيك ،

وحتى أن تجف عروق الحب أو الجبل.

فقم أرفعني حبيبي

قبل أن تلفظ البطارية أنفاسها،

وينسى البعضُ بعضهُ  في منافي

السكون. 

أنا الساهرة  عليك بين ملفات الأسمنت.

وكأن لا خروج!!

أنا المشحونة بك قبل بلاغة الكهرباء ..

وكأن لا  شمع إلا جسدي بعد القصف.

لهذا اسميك عزرائيل:

ماكينة خياطة المقابر في حدائق

الأنفس العالية.

 

 

9

العربُ شعوبُ  كرز .

تخوض فيها دباباتُ العابرين .

لهذا أسميك عزرائيل:

جنازير الصعود إلى المقصلة.

جنازير لتهشيم المخدة وخارطة الحالم.

جنازير من وحي صقيع الأبدية.

 

10

الزمنُ جدارٌ يسقطُ  على أحذية

المردّة.

ويمشون خفافاً كالعنادل بين ملفات

القرى وحدود الفراديس.

على مقربة منهم العسكر تتار ،

يديرون شؤونهم في مقابر الميركافا .

هم المثانة ..

يبتلعون  تواريخهم جرذاً جرذاً..

وإلى أن تفيض  سلةُ العابر بالأورام .

لهذا اسميك عزرائيل:

حذاء حديد تمشي به نيران الله..

وإلى ساعة السبات في الرماد.

 

 

30_7_006

عن أسعد الجبوري

شاهد أيضاً

شعر بعنوان :- القمر صحاني للشاعر / محمد السيد طه

بعنوان :- القمر صحاني ******************** في ليله وفي عز نومي قام القمر صحاني عايزني قال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *