حرية لا تضاهى

حريّة ٌ لا تـُضاهى

 

باسم مزعل الماضي

 

 

 

بكى اذ راى مدنا تتلوّى ,وعادت له نشوة الروح ِ لمّا راى جلدها يتبدّل اشبه َ شئ ٍ بافعى … يقرأ الغيم َ مذ كان في اوّل العمر طفلا ً , ولم يك ُ يدرك ُ ما الفرق ُ ما بين ان تبرق َ الروح ُ ماسا ً وان تبرق َ الروح ُ سيفا ً , وكان يحس ّ بشرط السجون ِ بحريّة ٍ لا تضاهى , وكان يهندس ُ اعضاءه في القصيدة ِ , حينا ً يشكّل منها خياما ً , ويستنفر العاشقين لكي يشعلوا بالحنين طمانينة َ القلب ِ فيها , وحينا ً يشكّل اشلاءه خوذة ً فوق راس الملاك الذي ينصر الانبياء َ , وقد يتجاوز اشلاءه فيشكّل من روحه قاربا ً تمخر الكلمات ُ به , وقبيل الوصول ِ بثانية ٍ للضفاف ِ يثبّت في قاعه طعنة ً , ويسير على الموج ِ مثل المسيح ِ وفي غفلة ٍ منه خيط ٌ من الشك ّ ينفذُ في راسه فيغوص ليمكث َ في بطن ِ قرش ٍ الى اجل ٍ لا يسمّى……………

نمى جسمه , صار حقل َ كروم ٍ , ومعمل َ خمر ٍ , غدا راسه روحه لا تفارقه لحظة ً بينما هي في آخر الافق راس الشعاع , مضى ليفتش َ عن نفسه وهي ما بين اضلاعه قطعة ٌ من قصيدة ِ عشق ٍ يردّدها وهو يبحث عن ظهر قلب ٍ ,مضى ليفتش عن نفسه وهي بالطبع اقرب منه اليه , ولكنها بطريقتها تقلب القرب راسا ً على عقب ٍ فيصير على النفس لغزا ً , واذ يرهق اللغز ُ انفاسها تتحرى الوصول َ الى ماء زمزمها فوق ظهر الشّرار ….

يحدّق في كفّه فيرى انجما ً مثل حبات مسبحة ٍ , فيحرّض ركب العصور ليصبح خيط نظام ٍ لها ,ويطوّق خصر التي يكتب الشعر من اجلها بالنطاق الذي زخرفته النجوم …

يحملق عينيه في صفحة الماء , يبصر صورته ,ثمّ يرهقه عجزه ان يميّـز ما بينها والتي هي كل ّ العصير الذي في الخيال , فيطبق عينيه حتى يبخّر من حوله الكون كالماء , ثم ّ يظل ّ بلا أي ِّ شئ ٍ يزاحم احلامه في الفراغ ..

لقد قال يوما ً :انا لست ارضا ً , ولست سماء ً ,ولم يدر في حينها انه الارض ُ , لكن على ان تهاجر دوما ً الى بؤرة ٍ ليس يخمد اتّونها في المجاز ..

ولم يدر ان السماء َ على راسه الجمر ِ طاقيّة ٌ قبل ان يتاكّد من انها غمست نفسها في مداد البياض ..

 

اناخ بكلكل احزانه في صعيد البلاد التي تتفسّخ فيها الحياة , واذ همس الحزن بالشعر عاد لافراحه , حزنُها ليس مختلفا ًعن حقيقة اضداده , فرح ٌ هو في الاصل ِ ضاق به عالم ٌ حجّمته التخوم ….

 

Baf_hhd@yahoo.com

 

الاردن

 

 

عن admin

مجلة ثقافية مستقلة أسسها ويرأس تحريرها عامر تايه

شاهد أيضاً

الاتجاه المعاكس

الاتجاه المعاكس «من رواية قنابل الثقوب السوداء» وظلا يتابعان أحداث المظاهرات على القنوات الأجنبيّة وبعض …

اترك رد