الرئيسية / قلم رصاص / تنافس سياسي ام سفك دم فلسطيني

تنافس سياسي ام سفك دم فلسطيني

 

 

 

 

 

تنافس سياسي أم سفك دم فلسطيني

 

 

 

 

بقلم : أحمد فايز القدوة*

 

يدخل مسلسل الاغتيال السياسي حيز التنفيذ في المدن الفلسطينية عبر الانطلاق بمواجهات واشتباكات مسلحة بين طرفي الصراع السياسي ( فتح وحماس)، الأمر الذي يشكل خطورة على مستقبل القضية الفلسطينية التي تعددت الأسباب لاقتتال  ( الأخوة) رغم عدم وجود مبرر حقيقي لاقتتالهم.

يعيش المواطن الفلسطيني أزمة مالية لم يمر عليها سابقاً ولم يتعرض لها طوال فترات طويلة من عملية ” الكفاح المسلح” التي أنطلق بها الشعب الفلسطيني منذ الفاتح من يناير عام 1965م، إلا أنه مر بالعديد من” الحصارات المالية” الصغيرة، والصراعات المسلحة، وكان في كل مرة يعود من جديد إلى حلبة ” النضال” و” الكفاح المسلح” ضد الاحتلال الصهيوني.

 

لكن اليوم مع اختلاف التركيبة السياسية للنظام الفلسطيني ووصول من اعتبروا سابقاً ( المعارضة) إلى الحكم، الأمر الذي سبب ازدواجية القرار الداخلي الفلسطيني، كان وراء عملية ” التصادم”، خاصة أنه لا يوجد دستور حقيقي يضبط الصلاحيات بل هي عبارة عن اتفاقيات ومراسيم رئاسية عوضاً عن النظام الأساسي الفلسطيني الذي أحياناً نتفق عليه وأحياناً أخرى نختلف حول تطبيق بنوده ومواده القانونية.

 

بالنسبة للشارع الفلسطيني فإنه لا ينتظر لمن تتبع صلاحيات قوى الأمن الداخلي لوزير الداخلية أو للرئيس، لكنه ينتظر تطبيق العدالة والقانون فيما يخص قضية ” الانفلات الأمني” بحد ذاتها.

 

جميلة جداً تلك اللقاءات الودية والعرفية والتقاليد الرسمية بين رئيس السلطة الوطنية ورئيس وزراءه وبين قادة الفصائل الوطنية والإسلامية ( المقاومة للاحتلال) والتصريحات الصحفية التي يخرج بها ناطقو تلك الفصائل أو الرئاسة أو مجلس الوزراء ليبشروا المواطن الفلسطيني، تارةً بالوصول إلى حل لصون الدم الفلسطيني وتشكيل حكومة تضم كافة فصائل العمل الوطني وتارةً أخرى بالفشل.

لكن إلى أي مدى يمكن لهذه اللقاءات الخروج بنتائج ملموسة تجنب الساحة الداخلية والخارجية الفلسطينية حلقات من ( الانفلات والاقتتال) التي تعتبر مؤلمة جداً وتسبب حالة من الفوضى السياسية وضياع أوراق القضية بين فلان هنا وآخر هناك.

 

لا شك في أن حركة فتح وقعت تحت طائلة التشويه كونها اتهمت أنها تحمي أشخاصاً فاسدين خلال الأعوام الماضية، الأمر الذي قلل من شأنها أمام المواطن الفلسطيني في حين أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى إسقاطها هو تعثر المفاوضات مع الجانب الصهيوني وازدياد حالة الحصار على الشعب الفلسطيني اقتصاديا وسياسياً فهذه بحد ذاتها أعطت الشعب المبرر للوقوف إلى جانب المقاومة ودعمها لأن الشعب لا يرضى الذل والهوان واختار ” حماس” لأنها كانت تمثل المقاومة إلى جانب الفصائل الأخرى ولأنها عرفت بعملياتها النوعية ضد الاحتلال الصهيوني وشعاراتها المقاومة.

 

بالمقابل عملت الإدارة الأمريكية بالتعاون مع حكومة الاحتلال الصهيوني على استغلال ذلك وتغذية وتقوية وإدخال بذور الفتنة إلى الشارع الفلسطيني لأنهما بالأساس لا يريدان خيراً للشعب الفلسطيني لأنه شعب قادر على الصمود والثبات تجسد في تجاربه النضالية خلال الانتفاضات المتعاقبة والثورات الجهادية خلال ستين عاماً من الكفاح الوطني وهو ما يخشيانه، ولذلك لا بد منهم من تحقيق مخططات واستراتيجيات صهيوأمريكية وفتح المجال أمام تطبيق مخططات   سورإيرانية في الساحة الفلسطينية لتكون مسرحاً للتجارب السياسية. علماً أن فلسطين منها تبدأ الحرب لأنها أساس المشكلة في المنطقة، ومنها يخرج السلام، ولذلك لا بد من الوعي بحجم الكارثة المفروضة على الشعب الفلسطيني وقادته الذين يلهثون وراء مصالح خارجية سواء في حركة فتح أو في حركة حماس، وعلى الجميع أن يدرك أن الدم الفلسطيني خط أحمر لا يمكن تجاوزه مثله مثل القدس الأسير.

 

* كاتب صحفي فلسطيني  -تونس

 

عن احمد فايز القدوة

شاهد أيضاً

حكومة العالم الخفية تجتمع في مدينة دريسدن الألمانية (جمال قارصلي )

إن إجتماعات ما يسمى بحكومة العالم الخفية لا تشبه إجتماعات القمة السنوية لمجموعة دول الثمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *