الرئيسية / قصة قصيرة / تداعيات رجل الخريف

تداعيات رجل الخريف

.رنين، بينما كان الرجل يقرأ في كتاب ذي غلاف جلدي قاتم، يشبه أحد مجلدات (فلوبير ) أو (تولستوي)، المرصوفة على رفوف المكتبة العامة في مركز المدينة، على مسافة شارع خلف الدائرة التي يعبر الرجل نفسه بوابتها كل صباح نحو عمله المكتبي..رنين.. من الذي يهاتفه الآن ؟! في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل.. حين يصبح مواء قطط الشارع..وحشيا، و يستغرق هو في القراءة تاركا صوت التلفزيون وصوره الملونة تحرك هواء المنزل الموحش دون أن يصغي ؟..

 

لكن نشرات الأخبار تطارده إلى المطبخ ولطالما أصغى _ بشكل لاإرادي _ إلى أنباء رهيبة.. من هناك، حين يقوم بإعداد الشاي أو تحضير الطعام لنفسه:” … وصرح وزير الدفاع أن الجيش لن يوقف زحفه قبل الاستيلاء على العاصمة و…” فهو رجل وحيد، هل يعترف الآن بأنه قد علق في مصيدة هذه المدينة وفخ إيقاعها المربك ؟

 

 بالمقابل كان من المستحيل معرفة الوقت من خلال النظر إلى الساعة الجدارية فوق رأسه، لأن بندولها توقف عن النوسان منذ سنين.رنين.. رنين..مع ذلك، ماذا لو كان الزمن قد بدأ ينقلب عليه ؟ حتى أنه أخذ يشعر أن (مريم )، الموظفة الثلاثينية، زميلته في العمل، والتي سبب لها شلل الأطفال إعاقة دائمة في قدمها اليسرى؛ تتلاعب معه بالأفكار، وتحاول أن تمسك أكثر بالدفة، لكن الأفكار ما تزال لعبته.رفع عينيه عن الكتاب- تحت وطأة الرنين -ونظر نحو الجدار الذي علقت عليه صورة أب ينظر- ككل الآباء الموتى- إلى نقطة محددة، عبر محرق الزمن، كما لو انه يحدق في اللحظة ذاتها..

 رنين.. رنين تشابك مع صوت المذيعة الرتيب، أغلق مفتاح الصوت ونهض أخيرا، لن يتوقف الرنين إلا إذا رفع السماعة:

” آلو؟”

أخذ الآن ينظر إلى التلفزيون حيث تناوبت صورة جيش يتقدم دون صوت، مع صورة قوافل رجال ونساء وأطفال يتقدمون باتجاه معاكس، بدون استغاثات أو نواح، كما كانت القذائف التي تلقيها الطائرات فوق ( غروزني ) تحدث انفجارات دخانية هائلة تحجب الأبنية ولكن.. دون دويّ …

” آلو؟”

.. لم يحب أحد.

” آلو ؟ ! ” قال للمرة الثالثة.

……

أغلق السماعة، وقال لنفسه: هكذا أفضل، وعاد إلى جلسته لكنه لم يعد إلى القراءة، بل واصل النظر إلى التلفزيون وفكر: (حقا هكذا أفضل، فهذه حرب من بلاد بعيدة لانكاد نعرف موقعها على الخريطة ومن المنطقي أن تصل إلينا دون صوت ) وابتسم للفكرة وهو يعيد الصوت إلى صورة المذيعة التي كانت تحرك شفاهها بكلمات أثيرية:

-“..النبأ الأخير: مات خمسة عشر شخصا وأصيب العشرات بجراح في حادث قطار في الهند قال المسؤولون إن سببه انقلاب إحدى العربات..”

وابتسمت المذيعة بعذوبة:

-“انتهت النشرة..تصبحون على خير ”

..تذكر رحلة بالقطار من دمشق إلى بصرى لحضور المهرجان الدولي على المدرج الأثري لبصرى، حين أنشدت مطربة هنغارية، بلهجة عربية مكسّرة، أغنية فيروز:

” لا لا- لا لا- ليّا و لا لا- لا لا- ليا عيني يا موليا ” ومنذ ذلك اليوم أحب الأغنية أكثر ، منذ ثمانية عشر ربيعا- كما يقولون – وهو يقول ..ثمانية عشر خريفا، وحين يرددها بينه وبين نفسه، يلفظها:”.. أيني يا موليا”، تماما كما سمعها من المطربة الهنغارية، ذات ليلة من ليالي أيلول.كانت رحلة طويلة بالقطار رغم قصر المسافة. كان ما يزال في بداية شبابه، ولم يكن على عجلة من أمره، لم يكن لديه شيء ضد الوقت، على العكس من جليس مقعد القطار، وهو شيخ عصبي كان يغمض عينيه بقوة ويفتحهما –هكذا-طوال الوقت، وقد أصر على تزجية الوقت بالكلام، وهو ما حاول أن يتفاداه لكنه لم يظهر مقاومة كافية، بالإضافة إلى أن مقاومة الشيخ للصمت..كانت أسطورية.!

 

وحين استسلم له، أخذ الشيخ يحكي، ويحكي…ولم تكن حكاياته أكثر من خرافات غير قابلة للتصديق ومع ذلك..صدقها حينذاك، أي طالما كان ينظر إلى الشيخ وهو يتحدث و..يرمش بعينيه المريضتين!

 

وقد روى هذه الحكاية ل(مريم ) وهما يقومان بتأدية عملهما بطريقة آلية فوق طاولة المكتب: يضعان الأوراق التي تحمل الأسماء الكاملة لمواطنين لانهائيين، يفتحان مصنفات ثم يغلقانها، قال:

-“لأنني قلت لنفسي أن الإنسان لا يستطيع، في وقت واحد، أن يكذب ويرمش بعينيه طول الوقت، ولا بد أن يكون صادقا.”

وإذا كانت الرجولة و..الأنوثة، نوع من الاهتمام العقلي أو..عدمه، فقد كانت ( مريم)- التي تطوق قدمها المشلولة قضبان معدنية، وتستند إلى عكاز– أكثر جدية من أصدقائه:

-“لكن هذه النظرية لن تقودك إلى شيء ..”- قالت مريم- ” ..صدقني ” نظرت إليه ورمشت بعينيها كدعابة.

-” ربما أنت مصيبة “-قال-” أتعلمين؟ قد يكون الرجال كالمدن، فأكثر الرجال ثقافة يفشلون في حياتهم وأكثر المدن ثقافة تدمرها الحروب.. مثل (برلين ) و (بيروت) و(بودابست) و..”

-” مهلا.. أنت تتبع حرف ( الباء)، فالمدن الثلاث تبدأ بالحرف نفسه !”

-” القاسم المشترك بين هذه المدن ليس حرف ( الباء ) بل أنها جميعا تخترقها الأنهار، وهي ليست ثلاث مدن بل…أربع!”

-“أربع مدن؟…كيف ؟!وهي ثلاث؟” وأحصت على كل إصبع مدينة:

-” واحدة.. اثنتان..ثلاث”

 واتسعت عينا مريم وهي تنظر إليه كما ينظر الأطفال إلى الساحر الذي سيريهم-بعد لحظات -كيف سيخرج الأرنب من قبعته!

-” لأن (بودابست) مكونة في الأصل من مدينة (بودا) وراء ضفة النهر و(بست) وراء الضفة الأخرى، وعندما..”

   -“وحتى (بست) هذه-إذا كان ما تقوله صحيحا-تبدأ بحرف (الباء)”

   -“..وعندما اقتربتا من النهر أصبحتا مدينة واحدة يجري النهر وسطها!”

” لم أكن أعرف أن (بودابست) يخترقها نهر..ولكن..لحظة.. (بيروت) لا يوجد فيها نهر..”

“لأنك تنظرين إليها بعين السائح”

” لا أعرف..ولكن كل إنسان يعرف أن المدن يجب أن تكون كالنساء لأنها مؤنثة لا أن يكون الرجال كالمدن !”

” لو كانت المدن كالنساء لما كانت هناك حروب”

وضعت (مريم) يدها على صدرها بطريقة مسرحية، وانحنت كتعبير عن الامتنان :

 -” شكرا على الإطراء..”

 -” لا تشكريني ما علاقتك ؟ أنت قوية الإرادة ، وذكية مثل ال..”

 -” وأنت أكثر الرجال عدم لباقة..!”

      

 

             *                    *                     *                   

 

 

في اليوم التالي، نصف مستلق على الأريكة..يقرأ، والقادة العسكريون:” يؤكدون أن حصار غروزني سيستمر إلى أن يستسلم عشرة آلاف مقاتل يتحصنون داخل المدينة ، وذكر المراسلون أن…” وفجأة رن التلفون…

“آلو؟”

“آلو؟”

لم يجب أحد، وسأل نفسه:لماذا يتكرر كل شيء في حياته؟! وأحس أنه في حلم …سيقول (آلو) للمرة الثالثة ويغلق السماعة:

 -“آلو..؟”

 -“آلو”

سمع من الجانب الآخر صوت أنثوي أدهشه.

“آلو ؟ نعم؟”

-“مرحبا”

-” أهلا ، من؟”

-” لن تعرفني..”

-“لماذا؟!”

-” لأنني أنا أيضا لا أعرفك!”

-” ماذا يعني هذا كله؟”

-” ألم تفهم بعد؟”

-” أفهم ماذا؟”

-“أنني امرأة تريد أن تتبادل الحديث مع رجل وحيد، ألست وحيدا؟”

-” آها .. نعم، في الحقيقة وحيد ، وأنتِ …وحيدة أيضا؟”

-“طبعا ماذا إذاً لو لم أكن وحيدة؟” وضحكت ضحكة خجولة، فارتبك ولم يدر ما يقول.

-” ..وكيف عرفت الرقم ؟

-” بالصدفة، لقد أدرت رقما عشوائيا..”

-” ..رن الهاتف أمس ولم يجب أحد…لقد كنت أنتِ، أليس كذلك؟”

-” نعم ، لكنني لم أجرؤ على الكلام!”

” كيف تذكرت الرقم نفسه اليوم ؟ لماذا لم تطلبي رقما عشوائيا آخر؟”

-” لأنه ليس رقما عشوائيا تماما ، لقد أدرت رقما مطابقا لتاريخ ميلادي ، فأنا ولدت في : 15/9/1970 وقد حذفت( الصفر ) ، وأضفت إلى الرقم الأول رقماً مماثلاً : 1197915 أليس هذا رقم هاتفك؟!”

 

وفكر بسرعة..( عمرها ثلاثون عاما ) وعاوده الإحساس بأنه يحلم.

-“..من يمكنه أن يصدق هذا؟”

-” إنه أمر غريب ، ولكن ليس أمامك خيار ، فهو رقم هاتفك من جهة-أليس كذلك؟-وهو تاريخ ميلادي من جهة أخرى ..؟”

تغير لون أيامه ، وصار كل مساء ينتظر رنين التلفون و ..يتعانق صوتان. وعندما يذهب كل ليلة لينام ، يحلم بها ، رغم أنه لاشيء هناك للحلم ، لكنه يتخيل جسد صوتها.وكما يحدث لقارئ مثله أن تصبح جملة أدبية ما، في إحدى مراحل حياته، عنوان تطلعاته، فقد أصبح عنوان هذه المرحلة بيت شعري كما لو أنه كتب من أجله، لشاعر أمريكي:”في البدء جاء المحسوس، ثم..المرئي..” وأخذ يلح بأنهما يجب أن يلتقيا ، أن يرى أحدهما الآخر، لكنها وهي التي رفضت كل محاولاته الحصول على رقم هاتفها ، رفضت اللقاء بشدة في البدء، لكنها رضخت لرغبته، مما جعله يطير فرحاً :

-” سنلتقي قرب حديقة ( السلام)، لابد أنك تعرفينها ..لأن كل إنسان يعرفها، سأقف في البوابة وسوف تعرفينني ..سأرتدي بدلة سوداء، لكي أعبر لك عن جدية الأمر بالنسبة لي ، وستكون بيدي وردة حمراء ..أليس هذا كافيا لكي تعرفيني ؟وعندها سأعرفك، أما إذا لم تأت ..فسوف أتصل بك ، وستكون المفاجأة الكبرى لكِ، فما تقولين؟”

-” مستحيل..أبداً.أنت لا تعرف رقم هاتفي..؟”

-“أليس: 1196616 هو هاتفك؟!”

-“كلا..أبداً”

-“غير معقول..هذا ليس عدلاً..إنه تاريخ ميلادي..! فأنا ولدت في 16/6/1967 ، وكل ما فعلته أنني حذفت الرقم(7) ووضعت بدلاً عنه رقما مماثلا للرقم الأول..!”

وضحكا معاً.

 

في اليوم الموعود ، نهض مبكرا ، وأمضى نهار عمل في المكتب بحيوية. لكن ، حين وجد نفسه –للحظة-وجها لوجه مع (مريم) عرف أنه كان مسبقاً تحت نظراتها الحجرية. قالت بحزم:

-” أنت لست طبيعياً اليوم..أنت سعيد!”

ضحك من أعماقه، وهز رأسه موافقاً. عند الظهيرة غادر مكان عمله مسرعا، وفي البيت كان يهرول من غرفة إلى غرفة، في النهاية غاب خلف أحد الأبواب عشر دقائق خرج بعدها يلاحقه بخار الماء الساخن.

كان الموعد في السادسة، لكنه وصل منذ الساعة الخامسة وراح يستطلع الحديقة، حدد أحواض الزهور التي سيختار منها وردة ، ثم مشى نحو البوابة ، ومن أمام اللوحة التي كتب عليها:” ممنوع قطف الأزهار”، انتزع وردة بلون الدم، وغادر الحديقة ..

 

جيئة وذهاباً فوق الرصيف، راح يمشي ويفكر: هل هي سمراء ؟ ألن تكون جميلة جداً؟ وإذا كانت من مواليد عام (1970) فقد كان عمرها-يوم سافر بالقطار لحضور العرض الهنغاري-اثنتي عشرة سنة..بالتمام والكمال..من أيلول إلى أيلول..ياألله.. من كان يعرف أن المستقبل كان يختبئ هنا..؟ عندما سيلتقيان؟.

مع اقتراب السادسة صار يراقب كل امرأة تعبر الشارع من الرصيف المقابل وكل تاكسي تمر به، وأحس-وهو يقف لوحده حاملاً وردة- أنه يشبه رجلاً في قصة ..

أبطأت سيارة سرعتها بالقرب منه، وتوقفت على بعد أمتار.. فمشى خلفها ..وعندما انفتح الباب..وقف مصعوقاً.. حين امتدت ساق مشلولة بجانب ساق سليمة، بعدها ظهر …عكاز، و..وجد نفسه أمام..(مريم)! التي فوجئت به لكنها استطاعت أن تقول:

-” مرحبا..ماذا تفعل هنا”؟

-“…لاشيء..أنتظر صديق..”

 قالت وهي تنظر إلى الوردة في يده:

-” صديق؟”

أمسكت ضحكتها، بينما ازداد ارتباكه..فقرب الوردة من أنفه ثم أبعدها..!

-“ماذا بك؟..لماذا أنت مرتبك؟”

-” تأخر صديقي..”

-“ما هو الموعد؟”

-” السادسة.”

ضحكت:

-” انظر ..لم تبلغ السادسة بعد!”

-“أنت لاتعرفين صديقي ..أنه يأتي قبل نصف ساعة من الموعد!”

هزت رأسها:

-” إلى اللقاء ..”

-“..إلى اللقاء”

وابتعد عن البوابة إلى حين تختفي، لكنه عندما التفت ، لم يعرف ما إذا كانت قد دخلت الحديقة أم أنها تقصد مكانا قريبا..

وانتظر..ولم تأتِ..ومرت ساعة، ثم ساعة ..ثم عرف أنها لن تأتي..ولم يرجع إلى البيت مباشرة بل سيرا على الأقدام عبر متاهة من الطرقات..وفي البيت انتظر إلى ما بعد نشرة أنباء منتصف الليل..ولم يرن التلفون..:”..تمكنت القوات من اقتحام غروزني وهي تتقدم الآن على ضفة نهر (سونجا) رغم المقاومة التي..” ..وقضى الليل يتقلب بين النوم والأفكار المسيطرة : (يالي من ساذج ) قال لنفسه، لأنه ظن أن (مريم) تتلاعب معه بالأفكار..بينما هي-ربما-تتلاعب به! ..لقد تناقص ذكاؤه –أوحى له الكابوس بالفكرة-:بين الوظيفة في النهار ، وقراءة الروايات في المساء، وحضور بعض المهرجانات الثقافية ، و(لقد عرفت أن غروزني يشقها نهر حتى لو كان الفولغا نفسه..)..

لكنه نهض في الصباح ، وتوجه إلى عمله ، وغمره إحساس بالاشمئزاز كاد أن يكون وجوديا! بسبب الزحام، وأغنيات الصباح و…في المكتب سألته ( مريم ) :

-” هل أتى صديقك؟”

-“لا أعرف…ربما أتى…”

..ولم يكن هناك مفر من المواجهة:

-” أريد أن أسألك..عن شيء..لقد تلقيت اتصالات منذ أيام ..ولم تتوقف إلا أمس ..وكان هناك موعد..في الحديقة..ولم يأت أحد ،لكن أتيت أنت ..هل كنت أنت التي..”

-“..لو كنت أنا لعرفت”

-“كلا..لم أعرف الصوت في التلفون..”

-“.أنت تقول هذا..لأنني لم يسبق لي أن اتصلت فلماذا اتصل الآن ؟”

عاد إلى الصمت ، لكن ( مريم ) عرفت أنه لم يقتنع ، نهضت من وراء الطاولة ومشت نحو الخزانة وهي تتكئ على العكاز، حاملة أحد المصنفات ..وقالت:

-” هل يستطيع الإنسان أن يكذب و..يعرج! هل يستطيع؟ أم أنه يستطيع؟!”

غادر المكتب..وفي الطريق ، حاول أن يتخيل شكلاً للخاتمة:..ألف قارب ..على متن كل قارب عشرة مقاتلين..ملثمين.يحضنون أسلحتهم بشجاعة وانكسار..ويغادرون غروزني إلى الأبد..عبر النهر..

وصل إلى المنزل ، وعندما كان يدير المفتاح في القفل، سمع الرنين من الداخل..فدخل مسرعاً:

-“آلو؟”

-“آلو”

جاء الصوت نفسه.

_”لماذا لم تأت البارحة ؟ لقد انتظرتك ساعات؟!”

-“لقد أتيت..ورأيتك من بعيد تقف مع امرأة”

-“كلا..غير صحيح”

-“ألم تكن مع امرأة؟”

-“إنها مريم ألم تري..”

-“أنت..حقاً..عديم اللباقة..”

-“آلو..آلو..آلو…”.

 

   سوريا 2006         

alhaj_naaman@yahoo.com

                                     

عن نعمان الحاج حسين

شاهد أيضاً

عيدون

“عيدون”.. الأسطورة شميسة غربي / سيدي بلعباس / الجزائر يجلس أمام مكتب عريض؛ رُصَّتْ عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *