أنت تقفين على عتبة الشرفة، وتنشبين أظافرك بقوة على الاطار ومع كل زفير يطبع البخار على الزجاج ، أنت متأكدة من ذلك ، تقيمين ساقيك فيرتفع عقبيك فيرتفع في الهواء.
أنت يجب أن تقفي على أطراف أصابعك ان كنت ترغبين أم لا .
كل يوم تلصقين جسمك على زجاج الباب لتشاهدي باحة المدرسة وساحة الرياضة، طريقك للمدرسة يستغرق دقيقة ونصف.
بابا وماما يقولون أنك لا تتجدين أفضل من هذا .
أنت لست طفلة من رياض الأطفال . أنت تذهبين في الثانية عشر إلى البيت ، أكثر شيء في الواحدة. كل مرة وبعد نصف دقيقة من خروجك وجب عليك أن تتبولي . حتى لوكنت عطشانة أو لم تشربي أي شيء.
هذا ما ورثته عن أمك . تتبولين دائما ويحمر وجهك . ماما تقول احمرار الوجه يذهب بمرور الوقت.
أنت تشاهدين ذلك على وجهها، ربما يصبح أقل، لكنه لا يذهب في الطابق الأرضي وأمام الباب تأتيكي الحالة ، يجب أن تغلقي ساقيك وتلصقيهما ببعضهما بقوة، وأن تفكري بشيء آخر، بالمفتاح، بالقفل بقبضة الباب، يعدد عتاب السلم ولغاية باب الشقة ، لكن ليس بمثانتك المملؤة.
أنت مجبوره أن تأخذي قسطاً من الراحة عند صعودك السلالم .هل تفعل ماما هذه أيضاً؟
أنت تفلحين بالوصول بصورة أو بأخرى لكن هذا شاق جداً.
أنتت تتركين عتبة الشباك بدون أن تغلقي الستارة، بابا يكره ذلك، لكن لا داعي أنه غير موجود الآن في البيت. في المطبخ تفتحين قنينة الكولا وتشربين،غاز الكولا يضرب في أنفك. فتنزعجين كونك لم تأخذي قدح لذلك ، البداية هي الأسوء ، ولكن الغاز قد ذهب الآن.
قدح الندوسي ملئان.
أنت فتحته اليوم صباحا للفطور . لم يحدث لحد الآن أن يكون البيت قد خلا من قدح ندوسي . ماما تشتري دائماً قدحاً جديداً قبل أن يفرغ القديم . أنها لا تريد أن تراك تأكلين هذه المادة بدون خبز .
أنت تأخذين ملعقة شاي من المادة البنية الصلبة لتلعقيها ببطء .
أنت تذهبين مرة ثانية إلى باب الشرفة والملعقة بيدك ، تصعدين على العتبة ، لا ثلج يتساقط .
أنت تسمعين جرس الاستراحة وصراخ مدرس الرياضة السيد هاسل بارت من خلال الباب المغلقة وهو يصطاد الطلاب الفائزين على قدم واحدة واللذين يتساقطون على الأرض المتجمدة.
أنت تعرفين بأي صف من الصفوف يجري الدرس
أنت تعرفين ذلك من خلال ضوء النيون الأصفر أن كان مضاءاً أم لا.
أنت لست من أطفال الروضة، لكنك لست طفلة مفاتيح أيضاً
أنت لا تحملين مفاتيح البيت حول رقبتك كالآخرين اللذين بامكانهم بعد انتهاء دوام المدرسة العودة إلى البيت وحدهم..
أنهم يضعون مفاتيح البيت في شريط مطاطي متدلي حول رقبتهم.
الشريط المطاطي بني اللون وذلك من كثرة اللمس والفتل به، وليس أبيض ، كما كان عندما ربطته وعلقته أمهاتهم حول رقابهم، بعدما قطعن بالمقص الجزء المتبقي الخارج من العقدة.
مفتاحان فقط اللذان يعلقهما الأولاد ، متدلينا إلى البطن يخرجونها من البلوزة للعب بهما بعد أن كانت المعلمة قد أخفتهما تحتها وعندما يصنع الآباء قفلا احتياطياً للباب، عندها يصبحوا ثلاثة. قفل بابكم عالي.
أنت لا تصلين بسهولة ، لكنك لو وقفت على أطراف أصابع قدميك فسيكون ذلك ممكناً .
أنت لديك محفظة مفاتيج بسحاب خاصة بك، ومن جلد صناعي بلون كاكي وبحاشية مزخرفة ، وثلاثة مفاتيح بداخلها.
أنت تتمنين لو كان لديك مفاتيح أكثر ، ربطه مفاتيح كبيرة تكون ثقيلة في اليد ، مثل مسؤول العمارة السيد ما ينكه، الذي رماك بها يوما ما.محفظتك تتسع لكثير من المفاتيح ، لكن هذا بلا معنى.
أنت ستجدين في كومة مفاتيح هذه فقط ثلاثة لا أكثر بامكانك استعمالها ، هذا ما تقوله ماما أيضاً ، عدا ذلك وبكل تأكيد وأثناء البحث عن المفاتيح أمام باب الشقه سأتبول في بنطالي ، بابا وماما وثقوا بك وكانوا على حق ، عندما تركوك بدون شريط مفاتيح حول رقبتك.
أنت لم تفقدي مفاتيحك لحد الآن.
انت تنزلين من عتبة الشباك لتجلبي ملعقة مملوؤة في دوسيني الآن بالمستطاع شرب الكولا بصورة أفضل ، حيث بعدها لا أحد .
يضطر لغسل أي قدح . مرة ثانية على العتبة ومع ملعقة الندوسي وقريب جداً من زجاج الباب.
السيدة هونتش تذهب الآن إلى البيت . السيدة هونتش التي تدرس الطلاب الكبار الفيزيا والرياضيات كانت تخرج دائماً مع حقيبتين، واحدة يمينا والأخرى يسارا . بابا وماما يقولون أنها تحتاج الحقائب للمحافظة على توازنها عند المشي ، لأنها بدينة جداً وبدونها ستنقلب أرضاً
أنت لا تتجرأين أن تقولي شيئاً غير لطيفاً مثل هذا
أنت ترين أيضاً أن هذا ليس لطيفاً
أنت تفكرين …….. اذن هذا صحيح
هناك صندوقان سوداوان مغبران تماماً خلف غرفة النوم في احدهما أوكورديون لماما، وفي الآخر آلة كاتبة لجدتي مارتا.
أنت تمسكين القبضة وتسحبين الآلة الكاتبة إلى غرفة النوم، لا داعي لوضع الصندوق على طاولة الكتابة.
أنت تضعيها على الكرسي . ترفعين الغطاء ، حيث أن هذا سيجعل القضية أسهل ، تضعين ساعديك تحت الآلة الكاتبة، ثم تضعيها فوق طاولة الكتابة. أنها قديمة جداً، والا حرف منتصبة الحا ولا على الأعلى مثل صف الكراسي في حالة العرض السينمائي عندما شاهدت فلم لــ هابنز وهمان / بامكان المرء الجلوس فوق عتلات الأحرف.
أنت تسحبين ورقة من جرار طاولة الكتابة التابع لـ بابا.تدخلينها في الآلة الكاتبة وتجلسين أمامها.
أنت تنظرين الى باب الشرفة
أنت نسيت أن تغلقي الستائر / بابا يتمتم كل مساء بسبب ذلك .
بعض الأحيان تحصلين على صفعة خلف رأسك ، مقصودة ربما للهزار
بابا يغلق الستائر بنفسه دائماً. في البداية بقوة مما يولد صوتا مزعج ، بعدها يطوي القماش بهدوء ثم يضعه باهتمام فوق بعض حتى لا يبقى شقا مفتوحاً .
أنت تجدين لمس قماش الستائر مقزز، خصوصا اذا كنت قد قلمت أظافرك تواً، لذلك تلمسيه مرة واحدة في اليوم ، فقط عندما تفتحين الستائر.
أنت تنهضين مره أخرى لتجلبي قنينية الكولا وقدح الندوسي من المطبخ، تجلسين ثم تبدأين …. الفيرا هو اسم محبب لك مثل البنفسج المضيء …….. الفيرا له رنين جميل.
ندفة ثلج الفيرا …………
أنه الشتاء، كثير من ندفات الثلج تتراقص بمرح في السماء، واحدة من هذه الندفات اسمها الفيرا . هي جميلة جداً ولا لامعة. الفيرا ولسوء حظها سقطت في باحة المدرسة – هي تعرف ما الذي يحصل لها عندما يرع جرس المدرسة معلنا الاستراحة.
” لو يقرع الجرس” تفكر هي “تجري ويتشاقى كثير كثير من الطلاب في باحة المدرسة . ويستحقوني وسأفطس، ممكن أيضا أن اروى ببفايا تفاحة أو برتقالة على الرأس ”
الفيرا دخلت في تفكيرعميق حتى أنها لم تلاحظ كيف جاء ثلاثة أولاد كبار بين باب المدرسة بجرافة ثلج.
أنتبهت مرة أخرى عندما بدأ أحدهم بالجرف.
الفيرا لم تصدق ما تشاهده أمامها ….. لو أصبحت الفيرا تحت الجرافة ؟ فبامكانها التحليق مرة أخرى ، لأن الفيرا مثل بقية الندف تحب التحليق.
الأولاد الثلاثة جرفوا بصورة مختلفة عن العادة لقد جرفوا الثلج إلى الأمام ثم تحركوا مع الجرافة إلى أمام كومة الثلج ثم رموه كقوس عالي تل ثلجي كبير. لذلك أمكني لـ الفيرا التحليق مرة أخرى …….لقد حاولت أن تندس مزاحمة الندفات الأخريات ولولا فارق شعره لأصبحت الفيزا تحت الجرافة.
لكني في المرة الثانية أفلحت بالخلاص.
الفيرا حلقت ونزلت فوق كومه الثلج، وهناك تجلس مع أفكارها السعيدة : ” أنا حلقت مرتين في الهواء” ….. وعندما قرع الجرس مره أخرى فزعت الفيزا بشدة . لكنها كانت محظوظة حيث لم يدهسها أحد …… هكذا عاشت الفيرا حياة ندفة ثلج سعيد . حتى جاء الربيع وأصبحت الفيرا ماء .
انتهى .
عندما تصعدين عتبة الشرفة تضغطين ببطنك على الزجاج. أنها منتفخة….
أنت تحملين قدح الندوسي بيدك بعد أن أكلته كله، وأفرغت قنينة الكولا ….. أنها توشك على الظلام ، ولا يوجد مصباح مضاء في المدرسة إذا أردت أن تصبحي سمينة فعليك أن تأكلي كل شيء .
أنت تريدين الاهتمام بشعرك مثل أطفال المدرسة ، اللذين تخرخر أنفهم عندما يبدأون بالتشافي تحت ضوء النيون الأصفر، منذ أن أطلعتك أمك على حيلة المشط المبلل ، وأنت تريدين أن تهتمي بشعرك دائما، هذا يسمى شحنة كهربائية. وبامكان المرء تلقي صعقة كهربائية من جراء وذلك. ماما تقول أن تلك الشحنات تتولد أفضل في فصل الشتاء . لكنها لا تعرف لماذا.
أنت تذهبين إلى الطاولة وتسجبين الورقة من الآلة الكاتبة . النقاط تركت ثقوب في الورق . وسبابتيك تؤلماك من كثرة الضرب على الأحرف .
أنت تتحسسين بهم ظهر الورقة. هكذا تكون الكتابةالمخصصة للعميان ستكون هناك مشكلة بسبب قدح الندوسي لكن عندما تشاهد ماما قصتك، ربما تقول مرة أخرى بأنك متطورة كثيرا مقارنة بعمرك.
هي تقول للناس دائماً بأنك مجتهدة جداً وباستطاعتها الاعتماد عليك.
أنت تنظرين إليها بحنان عندما تبدأ تمشط وتبعد شعرك عن وجهك .
قالت مره أنك أثرت الاهتمام في روضة الأطفال وكنت ترغيين مثل الكبار .
أنت لا تعلمين ماذا يعني ” ترغي مثل الكبار ”
أنت فكرت …….. ربما جاهلة مثل الصغار ؟ ما معنى جاهلة صغيرة ؟
أنت لا تعرفين أحد كان كذلك .
شيء سقط أمام باب الشقة
أنت تسمعين كيف تركض ماما خلال ممر الشقة ثم تترك معطفها والشنطة تسقط على الأرض.
باب الحمام تصفق بقوه ، ثم يفتح غطاء المرحاض بسرعة.
في البنايات الجديدة يسمع المرأ كل شيء.
يبدأ التدقق
أنت تفكرين بالأطفال في الـ ” Erzgebirge” حيث عندما يبدأ التبول وبعد ضغط كبير سيتكون من ذلك بخار أصفر سيستمر طويلاً
ماما تأتي قادمة في الحمام … تخلعحذائها ، تعلق على الشماعة ، وتضع الشنطة بجانب الحائط.
” هاالو ” تقول لك وتمسد خدك ، تتخطاك وتذهب إلى المطبخ
” ألم يكن باستطاعتك أن تزيحي قمامتك؟
” سأفعل حالاً “
أنت تقولين ” أنا كتبت قصة”
أنت تضعين الورقة ذات النقاط المثقوبة أمامها
” آه ” تقول ماما ثم تجلس أمام الطاولة في غرفة الجلوس وأثناء قرائتها .
أنت تقفين على قدم واحدة خلفها وتلصقين نفسك على مسند الكرسي الخلفي.
” جميل ” تقول ماما ، وهي تمسدك مرة أخرى
” لقد كثبتها بصورة جميلة ، برتقال والفيرا بحرف ل، وتندس تكتب بالدال ” وهي قالت كذلك
أنا يجب أن أعرض قصتي على السيدة شولز معلمتي وأقرأها أمامها.
لم يخطر ببالك مثل هذا ……. أن السيدة شولز ستحبك أكثر ، لكنك لا تريدين أن تقرئيها أمامها بسبب احمرار وجهك ……. سيضمك الأخرون عليك ولا ستمعوا لك بسبب رأسك المتوهج احمراراً .
يبدأ ذلك حالاً عندما تقدمين نفسك …… شيء حار يصعد إلى أعلى رأسك ويتوزع تدريجيا على كل جوانب وجهك.
عندما يبدأ ذلك فيجب عليك أن تصمدي الى النهاية لا يوجد اختصارات ، و لا حجب لبعض الأشياء ، ولا عودة في نصف الطريق.
أنت بامكانك ربما إخفاء وجهك لغاية انتهاء القصة……..
أنت تحاولين في البداية أن تتظاهري وكأنك لا تلاحظين شيئاً لكني ربما لا تستطعين أن تفكري بشيء غير ذلك ……
عندما تشاهدين أن الأخرين يلا حظون ذلك فستكون نهايتك .
انت لا تستطيعين أن توقفي نظراتهم.
تحملي ، انتظري ، اصبري……..
أنت لا تستطيعين أن تفعلي كل شيء ، أبداً
ماما لا تراك محمرة الرأس وبيديك القصة ..أنها تجعجع في المطبخ
أنت لا تريدين ولا في أي حال من الأحوال أن تضعي نفسك في حالة الاحمرار هذه . قراءة القصة لا يمكن أن تحدث.
ماما تنادي ، بأنك يجب أن تخلي الطاولة …….
أنت ترفعين الآلة الكاتبة من الطاولة لتضعيها على الكرسي ….. انها بجانبك وتنظر إلى وجهك وتمسك قدح الندوسي وهي صامته
باب يقف في الغرفة
أنت لم تسمعي كيف دخل هو البيت.
ماما شربة قدح من الندوسي الفارغ ، ثم تذهب لتلقيه في سلة النفايات .
بابا لا يقول شيء . لكنك تشاهدين الفم الملموم والوجه البارد .
أنت سعيدة كونك لا تملكين أهل أكثر من ذلك وأولا لدخلوا البيت الآن الواحد تلو الآخر ليرغوا جميعاً بسبب قدح الندوسي.
أنت تغلقين غطاء الآلة الكاتبة ثم ترفعيها لتنقليها إلى غرفة الجلوس
أنت تأخذين الورقة من فوق الطاولة ثم تذهبين الى غرفتك .
من خلف ظهرك سمعين صوتا عالي ، كما لو أن الستاره قلعت من أمام واجهة الشباك وسقطت على الأرض ككومة قماش ومثل سقط.
عندما تعودين من غرفتك ، تشاهدين بابا قد أغلق الستارة بدون أن يترك فتحة فيها.
عند العشاء تقول ماما لـ بابا بانك قد كتبت قصة، قصة جميلة حول ندفة الثلج.
” أنها متطورة بالنسبة لعمرها” تقول ماما
أنت لست جائعة لكنك رغم ذلك أكلت قطعتي خبز باللحم.
تأليف : كاتيا أو سكامب
ترجمها عن الالمانية : عامر تايه
* هي نوع من أنواع الشوكولاته المعلبة Nudossi