قراءات باريسـية… مارسيل غوشيه وپول ڤاليري
مفكر الظل… وظل المفكر
مــحــمــد الـســــعــدي
في لـُجـّة ما صدر من كتب في باريس، استوقفنا ثلاثة. الأول لأنه دعوة للاستنارة بـمفكر معاصر يفضل الظل، لا هاوي أضواء مثل ما تعـُجُّ به شاشات التلفزيون: مارسيل غوشيه. والكتابان الآخران لأنهما دعوة لاستذكار مفكر راحل ما زال يبسط ظله: پول ڤاليري.
- مارسـيل غـوشـيه Marcel Gauchet
في فرنسا، لا يمضي يوم واحدٌ من دون أن يـُطـِلّ واحدٌ، على الأقل، من “الفلاسفة الجدد”، بقلمه خفيف “الظل” في مطبوع ما، أو صوته زائف النبرة على أثير ما، أو طلعته متصنعة النظرة على قناة ما. لا تمر 24 ساعة، وحسب، من دون إطلالة مشعوذين أقحمهم في البدء الإعلام الأنغلو سكسوني أكثر من الفرنسي. وما انفكت بخور الدعاية تنفث حول هؤلاء “الخطباء” (في أفضل الأحوال) حتى فـُرضوا “فلاسـفة جدداً” في ساحة فكرية أضحت سمعية بصرية؛ ساحة خلت من الجياد الأصيلة، فصال بها وجال أشباه خيول تجيد الصهيل؛ وصهل بها وجهل مقدمـّو منوعات تافهون لندوات يزعمون أنها “ثقافية”. المضمار الفكري الباريسي بدأ بحزم حقائبه منذ عقود، فانتقل من الحي اللاتيني إلى… اسـتديوهات التلفزيون. باتت الأضواء أهم من الإشعاع، و”الفلاش” أكثرَ شأنا من الفكرة.
هكذا، تربـَّى جيل فرنسي إلا “يـُقـْسـِم” إلا بـ “قرقوزيات” طيـّب الذكر “بيرنار هنري ليڤي”. ولا يفقه إلا خزعبلات المحروس “أندريه غلوكسمان”. ولا يؤمن إلا بمخاضات “ألان فنكلكراوت” الغزيرة. ولا يفغر فاه إعجاباً إلا لهذيان حضرة “باسكال بروكنر”. ولا يرتعش انفعالاً إلا لترهات “ألان مَـنـْك”. ولا يصفق ابتهالاً إلا لتصريحات المهرج… عفواً المخرج “رومان غوپيل”… وغيرهم كثر. هؤلاء، من جانبهم، لا ينطقون واواً للقسـم إلا مشفوعاً بصهيون والأطلسي. فهم من واو “الجماعة”، طيـِّعون، خدومون.
لكنَّ “في لـُجـَّة البحر ما يـُغـْني عن الوَشـَلِ”. فلحسن الحظ، أنجبت فرنسا أيضا مفكرين حقيقيين يجهلهم العوام جراء الحظر التلفزيوني والإذاعي والصحفي، وأحيانا النشري. لكن مريديهم المثقفين المتنورين، لا مستهلكي “ثقافة” الصورة، يبجلونهم ويـُمعـنـون التأمل بما يَـنعم به فكرهم من نتاج خلاق، لا كلام أجوف بـرَّاق. ومنهم، مثالاً لا حصراً، المفكر “مارسيل غوشيه”، رئيس تحرير مجلة Le Débat، “المناظرة” منذ 1980 والأسـتاذ في “الكلية العليا للعلوم الاجتماعية”.
الديمقراطية عـدُوّة ً… للديمقراطية
هذا ما دعا دار نشر “ستوك” الفرنسية إلى طبع كتاب مارسيل غوشيه “الظرف التاريخي – حوارات مع فرانسـوا آزوفي وسـيلفان بيرون“. فهذا “الفيلسوف المتشائم حدَّ اللاتوبة”، مثلما وُصِف، لا يمتعض من مقاطعة التلفزيون له، إنما على العكس يفخر بهذا النبذ ويعده إطراءاً. إلى ذلك، فهو كتوم بطبعه، لا تستهويه الأضواء. يكتفي بحمل أنوار فكره في ظلِّ المناظرة المخملي، وإيقادها أمام “صفوة” مريدين متمردين على ثقافة السوق. وعلى الرغم من أننا لا نوافقه في جوانب مما يذهب إليه، فإن له في فرنسا “مدرسة ً” تسـتأهل الاهتمام، على الأقل لأنها تستقطب عدداً من طلاب ومثـقـفـين تواقين إلى بديل فكري أكثر عمقاً من دجل “الفلاسفة الجدد”، طيبي الذكر.
تجلـّى مذهب غوشيه (المتأثر بفلسفات “كلود لوفور” و”فرانسوا فوريه” و”پيير نورا”، والمؤثر فيها) في كتاب “الديمقراطية ضد نفسها“. رسم فيه لوحة مريرة، بالأبيض والأسود، لما آلت إليه ديمقراطية الغرب، مؤكداً: “صحيح أن الرأسمالية الليبرالية تغلبت على الشـمولية الماركسية، لكن مجتمعاتنا مريضة”.
ونبـَّه المفكر، منذراً بعواقب وخيمة، إلى تخلخل الأنظمة السـياسية الغربية، وابتعادها التدريجي عن الديمقراطية الحق بدعوى العولمة، وشعور الناس المتزايد بأنهم غير ممثـَّـلين، وتفاقم “النزعة الطائفية”، لا بمعناها الديني، إنما تنويهاً لما يـتـشـكـّل من تكتلات تـتـّسـم بالعصبية والانعزالية حول ظاهرة اجتماعية أو موضة معينة. مثلاً، يتصرف أنصار هذه المطربة أو ذاك الممثل، وعشاق موسيقى “الديسكو” وهواة “التيكنو”، وأعضاء ذلك التجمـّع المهني والنقابي أو تلك الجمعية لمحبي الحيوانات الزاحفة والقارضة والمنقرضة، وما إلى ذلك، وكأنهم “مـِلـَّة” متعصبة متحزبة، بكيان “طائفي” التوجـّه. استدعى وصف الظاهرة ابتكار مصطلح communautarisme، المُـشتق من “كومون”، أي “الكـَمـُّونة”، بمنحاها السلبي.
كما ندَّدَ غوشيه – وهذا في رأينا أهم احتجاج في “الديمقراطية ضد نفسها” – بغلبة شريعة السوق في المجالات كلها، بما فيها الثقافة، التي يأسف على أنها “لم تعد ميداناً مقدساً، بل سلعة كباقي السلع، خاضعة لأحكام السوق”.
أما كتابه الجديد، “الظرف التاريخي…“، فيشدد على ضرورة الكف عن اعتماد التاريخ لوحده لتشخيص عِلل المجتمعات الصناعية المعاصرة. ويحث على إشراك علوم أخرى للمصادقة على تشخيص أعراض الداء الاجتماعي، لاسيما علم النفس وعلم الأجناس (أثـنـولوجيا)، وحتى الطب. يعلل المؤلف عنوان كتابه بالقول أنه اختار مفردة “الظرف” (أو “الشرط” أو “الحال”، فكلمة condition تعني ذلك كله)، “لأن التحولات الراهنة تخضع لمرحلة انتقال عصيبة بين أبعاد تستحيل السيطرة عليها”.
نـدَّا لنـدّ مع أميـركــا
يُفنـِّد غوشيه، ضمناً، دعاوى من يتهمونه “بالتشاؤم التلقائي”. فالكتاب يبيـِّن أنه ليس يائساً من المستقبل تماماً. لكنه يؤكد: “التقدم ليس مفهوماً خـطيـِّاً (بمعنى الخط المستقيم)، بل تبزغ في كل لحظة من صيرورته مشاكل جديدة، ينبغي دوماً تغيير الوجهة لتفاديها”. في هذا الصدد، يـُذكـِّر كيف أن مبدأ “سـيادة الشعـب”، الذي حاولت الثورة الفرنسية إحلاله، قاد إلى الطغيان في نهاية القرن التاسع عشـر.
تبدو الفكرة الأساس في “الظرف التاريخي…” مـُنصبـّة ً على ما يلي: الليبرالية ليس فقط لا تنسـجم والديمقراطية، لكنها أطلقت العنان لقوى ً تحمل مخاطر كامنة جمـَّة على الديمقراطية نفسها، وتهدد بتقويض توازن الأنظمة السياسية الصناعية، بعدما كانت تلك القوى ملجمة، أو على الأقل مسيطراً عليها. يقول: ” ارتبطت الديمقراطية ارتباطا عضوياً بالرأسمالية بحيث لم تعد قادرة على الإفلات منها. وهذه هي الطامـَّة الكبرى”. لكنه لا يستبعد انبعاثاً للديمقراطية، شريطة أن يتمّ في “مهدها”، أي أوروبا، “القارة العجوز”، بحسب تعبير مسؤولين أمريكان. ويخمِّن أن اتحاد سكان القارة كفيل بإنجاح مواجهة عادلة، من خلال الحوار ندّا للندّ مع الولايات المتحدة، “التي أسـكرها الشعور العارم بالقوة الجبارة”.
ويؤكد غوشيه، الذي عاف تشكيكه السالف بجدوى مشروع الوحدة الأوروبية، فأضحى من مؤيديه، أن تعاضد الأمم الأوروبية قد يمثل أملاً كبيراً لأمم الأرض. “ماضياً، كان مفهوم الدولة الوطنية ينطوي، على الأقل افتراضاً، على تهديد للسلام. اليوم، حلَّ تبدل جوهري بما أن السيادة باتت تمارَس بالتشاطر والتقاسم، ما قد يتيح للشـعوب الأوروبية فرض شـخصيتها بهدوء، لاسيما ثقافياً.”
ويخلص إلى القول، متفائلاً: “أمم الدنيا لا تحمل فقط بذور الضغينة والمواجهة، بل تمتلك أيضا إمكانيات هائلة لكونية غير إمبريالية قائمة على أساس اللاتمركـز واللاتـقـطـُّب والتعددية وقبول اختلاف الآخرين، وهو روح الديمقراطية. ولو كتب لهذه تـُبعثُ، فإنها لقيت مسـرحها الطبيعي: أوروبا”.
- پـول ڤـالـيـري Paul Valéry
الحديث عن هذا الكاتب الغزير وحياته المفعمة يستلزم كتباً بأكملها. پول ڤاليري (1871-1945) ما يزال يبسـط ظلاله على الساحة الفكرية الفرنسية، ومازالت الكتب تنشر عن أعماله وسـيرته. آخرها كتابان: “دفاتر من 1894 إلى 1914” (الجزء التاسع لموسـوعة دار نشـر “غاليمار”)، و”حـذار من الحُـبّ! مُـلهـِمات ونسـاء پول ڤاليري“، لـ”فرانسـوا بيرنار ميشـيل” (عن دار نشـر “غراسيه”).
كان ڤاليري ينهض فجراً، فيدوّن كل ما يتفجر من قريحة جارفة، سيلها أسرع من أي قلم، حتى لتبدو “دفاتره” مسـودات لكلمات وجمل مبعثرة، أثيرية التطاير، تجريدية البنية. يقول المشرفان على موسوعة “غاليمار”، سـاخرَين: “إن قراءة تلك الدفاتر أشـبه بممارسـة مازوشية”. ويضيفان: “إنها أقرب إلى ألغاز الرياضيات منها إلى كتابات الأدب”. لكن “نيكول سـيلـيريـت-پييتري” و”روبير بيكرنغ” أفعما بالشرح والتوضيح والهوامش تلك الأفكار المتشابكة المطنبة، المتداخلة ببعضها كالدمى الروسية.
فالرجل عرف بتعددية دغدغت حدود التناقض، ومازالت تحيـِّر. كان، من جانب، مفخرة الجمهورية الثالثة، يدعوه أقطابها بزهو إلى مناسباتهم الرسمية، ويخـُطـُّون اسـمه على النـُصـُب التذكارية؛ ومن جانب لا يتردد في ارتياد “الصالونات” الباريسية، ومـَواطن السهر والحفلات الصاخبة؛ يجود بكتابات جليلة، وفي الوقت نفسه يطلق جمـلاً وطرائف لم تكن تخلو من إشارات “سـوقية” وكلمات عامية. أحقاً هو القائل: “أتمنى أن أكون فكرة، لا غريزة”؟
لكن الغريزة كانت تتغلب أحيانا. (قد نضيف: “لحسـن الحظ”، فالمفكر إنسان قبل كل شيء.) هذا الجانب الغريزي يتناوله الكتاب الآخر، “حـذار من الحُـبّ! مُـلهـِمات ونسـاء پول ڤاليري“. وُفـّق المؤلف، “فرانسوا بيرنار ميشيل”، وهو طبيب، في إبراز هذه السمة من سيرة ڤاليري. يتعرف القارئ إلى محبوبات الكاتب وملهماته الكثيرات، فيفهم (ربما) سـر تلك الجمل المبعثرة المنشورة في “الدفاتر” آنفة الذكر، التي تغصُّ تارة بمعاناة وجدانية، وتارة بانفعالات تفوح منها رائحة حسـية شـبقية. ويقدم الكتاب أيضاً حلولاً لبعض ألغاز “الدفاتر” جاءت على شكل أحـرف أولى مبهمة، فتبيـن أن “سين كاف” و”نون راء”، وغيرهما، تشير إلى نساء عشقهن ڤاليري أو عاشرهن.
الرجال يفضلون… الممتلئات
نفهم، مثلاً، أن ڤاليري ولع، في سن 19 سنة، ببارونة مكتنزة البدن (والثروة): “مدام روڤيرا”. لكنها أعرضت عنه، “ولم تفتح له بابها، ولا قلبها ولا… أي شيء آخر”، بحسب التعبير الفكِه للمؤلف الطبيب، الزاخر أسلوبه بإيماءات “فرنسية جداً”. يذكرنا ذلك بأعرابي تودَّد إلى امرأة بدينة وقبيحة، فأعرضت عنه، فقال:
يا دميمة الخِلقةِ ما لكِ معرضة ٌ وقـد خـلـق الله طـولـَك بـالــعــرضِ
أقسِمُ لـو خـرَّت مـنـك بيـضـة ٌ لما انكسرت لقربِ بعضِك من بعضِ
أباح ڤاليري بعذابه من الأرستقراطية المتعالية إلى صديقيه الكاتبين “أندريه جـِـيـْد” و”پيير لوي”. كان، منذ بوادر الشباب، ميـَّالاً إلى المكتنزات الممتلئات، تسـتهويه أجسـادهن المدوَّرة المكوّرة. وبعد إخفاق تلك التجربة، “تتلمذ” غرامياً على يدي فارسة سيرك تدعى “باث”، ثم استكمل “تأهيله” بين أذرع أخرى… إلى أن تزوج في سن 29 عاماً. العروس: “جانين غـوبيـّار” ملائـِمة اجتماعياً لأنها من أسرة مشاهير، كـُتـَّاب وفنانين (الرسام “أدوار مانيه” كان خالها). شـهود الزواج: الكاتب “مالارميه” والرسام “دوغا”. فكانت نِعمَ الزوجة، نذرت حياتها لتقيـِّض له الصمت والوقت اللازمَين للإبداع. وأنجبت له ثلاثة أولاد.
لكنه، بعد 20 عاماً، في سن 49، بلغ “السن التي يبدأ فيها الرجل بارتكاب الحماقات”، على رأي المؤلف. تعرَّف في حفل أرستقراطي نظمته بارونة شهيرة إلى امرأة أخذت لـُبـَّه: “كاترين بوزي”. المطلـَّقة الحسناء حادَّة الذكاء، مفرطة المعرفة وكثيرة المعارف، حلوة المعشر واللسان. وجد فيها نقيض زوجته “جانين”، المخلصة الكتوم، ربـَّة البيت الهادئة ومربية الأولاد الرائعة. وإن كان لابدَّ من التسليم بمقولة “وراء كل عظيم امرأة”، فـ”جانين” كانت وراء “پول”. لكن، أيضا، وراء كل ملهـَمٍ ملهـِمة. دامت علاقته بـ”كاترين بوزي” ثماني سنوات. وكانت سبيكة من غرام جارف ونـدّية فكرية وحب جسدي، وهو أخطر خليط متفجر. تباعدا وتوادعا مراراً و تكراراً، ثم عادا إلى بعضهما، ولسان حالها يناجي نزار قباني: “أيظن أني لعبة بيديه؟ أنا لا أفكر بالرجوع إليه…” لكنها عادت وعادت. انتهت القصة بقطيعة عنيفة وحقد متبادل. أليس الكـُرهُ بعد عـِشْـرةِ ثمان ٍ دليلاً على حب كبير؟
لا رغد مع النحاتة
لكن الكاتب الكهل لم يتـُب أو يثـُب، مثبتاً قول الشاعر:
إذا الفتى بلغ الأربعين وجاوزها عـدُّ حسـابـِهْ
و لم يـرعـوِ بعد وقـد ارعـوى أكثرُ أتـرابـِهْ
فلا ترجُ منه خيراً بل قل سـيجري على دابـِهْ
وقع ڤاليري بغرام النحاتة “رينيه ڤوتـيـيـه”، المكلفة بنحته تمجيداً. مانعت، فلم يكن له مع النحاتة رغـد. رجـَّحت عنفوان الشباب على هالة المجد، فأنفت الكاتب المُسـنَّ، مفضلة عشاقاً في مقتبل العمر. عانى من الإخفاق الجديد، ما ألهمه كتاب “الفكرة الراسخة”، تناسـياً للفنانة الفاتنة واستذكاراً لها في آن. أعلن اندحاره بالقول: “ما الحب إلا فسلجة للا ّمعقول”.
ويمر “حذار من الحب…” مروراً عابراً على قصة ڤاليري مع “إيميلي نوليه”، مـُدرّسـة بلجيكية من بروكسيل، عشقته ولم يشغف بها، وكأنه يوافق “سـاشـا غيتري”، القائل: “المرأة كظلـِّك، اركض خلفه، يهرب منك؛ اهرب منه، يركض وراءك”! ويذكر غراميات أخرى لا مجال لذكرها. ثم يقص علاقة ڤاليري بـ”جان لوڤيتون” (“جان Jeanne” بالمؤنث). عاش، في السابعة والستين، آخر هوى ً مع صاحبة دار النشر تلك، قوية الشخصية، بالغة الثروة، شديدة التأثير في الأوساط الأدبية في ثلاثينات القرن الماضي، حتى عرفت باسـم “جان ڤوالييه” (لكن “جانJean “، بالصيغة المذكرة للاسم الفرنسي الشائع). عشقها حتى التذلل، وكتب إليها أكثر من ألف رسالة ملتهبة، كمراهق ولهان. فهجرته في نهاية المطاف: في هذه المرة، هو الذي ركض وراء الظل. وتزوجت “روبير دونويل”، الذي ما تزال دار نشره الباريسية ذائعة الصيت. هكذا، أمضى الكاتب الوقور آخر سنواته باللوعة، متأملاً مقولة سلفه القديم بليز پاسـكال: “إن للقلب عقلاً لا يعرفه العقل”.
__________________________