كان الفصل ربيعيا..وكان ذلك اليوم ربيعيا….
وأنا البدوي المسكون بسعة الفضاء..كنت اتجول..
لا شيء كان يشغلني ذلك المساء.زالا ما اقرأ من قصص في هذه الأمسية التي دعيت أيها..
……………………………………..
جامعة…مليئة بالحضور
ربيعية كانت هي الأخرى وبألوان قوس قزح..
شققت طريقي بصعوبة بين الجموع ..اتجهت صوب المعرض
قرأت البرنامج انتشيت ..كان اسمي مرسوما بين أسماء قصاصين مشاهير.
…………………………………………
دخلت القاعة.
استقبلني احد الأصدقاء المفتونة أحلامهم مثلي بالارتطام والارتداء ككرات المطاط ..فقد ظل مثلي يكتب وضل في الظل.
-أهلا بك ع القادر…
-لم نرك منذ مدة ..
لم اعلق ..فهموم اللهاث وراء الخبرة في هذا الزمن الوعر لا يحتاج إلى كلام وقوة بيان
…………………………………………………..
جاء دوري.
صعدت المنصة.
رحت أقرا..
حولني لهيب التصفيق ونظرات الإعجاب من مواطن بسيط فقير الى مواقع ثري أمير..نسيت وضعي…تحولت القصة بين يداي قصيدة شعر..,كلمات حنونة تنزل مدرارة…جمل سيالة تعابير أسرة واخزة..اعطيتها كل عفويتي ..كل كياني..
……………………………………………….
كانت تلك الأمسية كأي أمسية ربيعية : دفء ورحمة.
كنت في قمة النشوة ..صورني المعجبون والمعجبات ..كثر الراغبون في المعرفة والإمضاءات.
آه ..اح ..
من قمة النشوة انتشلتني يد من بين الجموع لتسر في اذني باني مدعو الى مكتب الامانة
في طريقي الى الامانة داعبتني اماني وغازلتني امنيات كبيرة:
توصية بالجميل ..تاهيل …مكافاة …تنويه وتقدير..
انبجس من اعماقي شعور ناعم كالغزل يدعوني لتذوق راحة لم تخطر على بالي طيلة حياتي.
……………………………………..
دخلت الامانة.
وجدت رجلين.
خمنت ..فطاحلة ثقافة ..ساستفيد من معرفتهما..
اجلسني المكلف ..خلف مكتب فاخر ..قابلتني مكتبة عامرة ضربت عناكب خيوطا صفراء في جل رفوفها ..دليل على عذريتها .
غادر المكان بشكل الي ..
………………………………………
ملرت فترة.
تراءت لي الغرفة عريضة ..طويلة..زلا نهائية..
فجاة.
بدات تضيق..صار الجو كئيبا..صارت الغرفة جنائزية لا رائحة فيها..نهض احدهم تثاءب ..تمطط كديك رومي …دون مقدمات اشرب يمناه الهواء وهوى على وجهي ..احسست بالغثيان والدوران وكمن به وخزة ابرة ..صرت واقفا …تلقيت ركلة بين الفخذين في منابع الموت ..سرت قشعريرة باردة عبر كامل الجسد …تلويت …تقوست …مددت يدين مرتعشتين بين الفخذين..استمد دفئا غاب …وجهت بلكمة في عرض الصدر جهة القلب .ال تقنفدي …اقعدني مكافئي على كرسي ..كنت في حاجة الى ….
…………………………………………
ماذا كنت تقول ؟
لا شيء يا سيد …
سيدك البغل يا ابن الز….
ادخلاني الرجلان في متاهات لا نهائية من سين وجيم..
استفسرت عن سر استعمالي من الحيوانات الحربوات والصلال , ومن الالوان الاحمرار والاخضرار , وعن اسرار الرياح العاتية والامطار الخصبة ونحن في زمن ربيعي ..قال الرجلان..
فقدت الخيط الابيض من الاسود..تهت.. لم اجب..
تلقيت بصقات ..كلمات ولكمات ..
…………………………………………
اخيرا.
دخل العميد هو نفسه …راني جالسا ولكن ليس كما تركني….حملق في قليلا …وتمتم بادب بالغ فيه:
-اعترف واعتذر.
غالبتني دمعات ..بلعت ملوحتها الذابحة..تمنيت حفنة ماء وجرعة هواء..
-اذا عدت لمثل هذا سنغبر امك الى الابد.
-ايا يا ابن القح…
وبصقتني ركلة في المؤخلرة الى الخارج.
…………………………………………
تنفست.
كان الظلام يتثائب ويستعد لارخاء اهدابه.
كنت وحيدا ..وكئيبا..
خطوت …طق …طق …”ق …
-قف.
التفت.
مجموعة اشخاص مقنعون بشكل مبالغ فيه…اختلوا بي في مكان مظلم ..سوروني كاصبع في خاتم ..
بادرني الاول:
لقد غرر بك الملاحدة الكفرة وصرت تتعاطى رموزهم وايحاءاتهم ..
اردف اخر:
انتم لا تعرفون حقيقة الحلاج ولا ابا ذر ولا اسرار ثورة الزنج ..انتم بالونات منفوخة لا غير..
انطلق ثالث في خطبة عصماء عن الوعد والوعيد وما ينتظر الملاعين….
لم اعي شيئاز..احسست بالصداع .
اخذ احدهم وريقاتي ..مزقها اربا اربا..
تصدع كياني
احسست بغبن العالم كله وسافرت في بكاء لم احدد غايته.
……………………………………….
كم كانت تلك الامسية ربيعية وكم كنت حزينا للذي يحدث..لكن ج فقط استطاعت ان تريحني من هذا الذي اكابده ..فقد اسرت لي فيما بعد:
-لا تبك وابشر..فقد وصل خطابك وهذا من شظايا كلماتك.