الرئيسية / أخبار / أمسية وحفل توقيع لجمانة حداد في “المكتبة الوطنية الجزائرية”

أمسية وحفل توقيع لجمانة حداد في “المكتبة الوطنية الجزائرية”

أمسية وحفل توقيع لجمانة حداد في “المكتبة الوطنية الجزائرية”

“لن يخيب أملك أبداً إذا التقيتها!”

محمد بسرة

 

مهما كان الذي قال: “حذار أن تلتقي كاتبك المفضّل!”، إلا أنه مخطئ فيما يتعلق بالشاعرة اللبنانية جمانة حداد، التي لن يخيب أملك أبدا إذا التقيتها، لأنك ستقول مع القائلين: موهوبة جداً، مثقفة جداً، ثورية جداً… وجميلة جداً!

حلّت بالجزائر مطلع هذا الأسبوع، وبدعوة من المكتبة الوطنية الجزائرية ورابطة الاختلاف، الشاعرة اللبنانية جُمانة حداد، السؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة ”النهار” ونجمة الصحافة الأدبية وحاملة راية الجيل الجديد في الشاعرية العربية. في قاعة الأخضر السايحي في المكتبة الوطنية، وعلى امتداد ساعتين كاملتين، كان للجمهور الثقافي والأدبي حظ الاستماع للشاعرة المتألقة في أمسيتها الشعرية، مساء السبت 5 مايو الفائت، بعدما قدّمها كل من مدير المكتبة الدكتور أمين الزاوي، ورئيسة جمعية الاختلاف الدكتورة آسيا موساي، وسط الحضور اللافت لأبرز وجوه الثقافة الجزائرية، من أمثال الطاهر وطار، السعيد بوطاجين، عبد العزيز غرمول، زينب الميلي وعدد كبير من الشباب المتعطش لمواسم الشعر والعطاء والمكاشفات الإبداعية.

داخل تلك القاعة المحتشدة، كان لسان حال البعض على وشك أن يسأل بكل فضول وعفوية: أليس كثيرا على كائن واحد، كل هذه الموهبة وكل هذا الجمال! لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ سرعان ما اتضح أن الشاعرة اللبنانية تتقن أيضاً سبع لغات، وأن رصيدها الإعلامي يتألف من حوارات عميقة مع عدد كبير من الشخصيات الأدبية، منهم من هو حائز على جائزة نوبل، وأنها علاوة على ذلك صاحبة لغة شعرية مدججة بالثورة والاستفزاز المدروس، الناعم نعومة الأفعى التي وسوست لآدم وحواء بلغة المرأة الأولى ليليت. وقد عرفت القاعة أجواء نقاشية غاية في الحماس والسخونة الأدبية، وانتهز الروائي الطاهر وطار الفرصة ليقدم للشاعرة وللحاضرين جميعا دعوة لفنجان شاي في مقر الجاحظية.

وفي سؤال  لـ ”الجزائر نيوز” حول ثورة جُمانة حداد على الرجل العربي وعلى سلطة المجتمع الذكوري، أجابت الشاعرة أنها، رغم طابع كتاباتها المتمرد على كل سلطة، وليس سلطة الرجل فحسب، إلا أنها تعتبر الرجل شريكها وندّها، لا عدوّها.

تجدر الإشارة إلى أن الشاعرة والأديبة اللبنانية عرضت على جمهورها الجزائري مختاراتها الشعرية الصادرة في الجزائر عن “منشورات الاختلاف” و”الدار العربية للعلوم”، وعنوانها “النمرة المخبوءة عند مسقط الكتفين”، فضلا عن كتابها الحواري “صُحبة لصوص النار”، الذي يؤسس لطريقة جديدة في الحوار الصحفي مع الأدباء والمبدعين خارج الأساليب الترويجية والتعليمية القديمة، مستهدفا العلاقة الحميمة مع أجواء الكاتب وتناول ”اللحم الحي” مباشرة، واستهداف القضايا الفكرية والأدبية قبل الحياة الشخصية. ويذكر أن جمانة حداد نالت “جائزة الصحافة العربية'” لسنة 2006 لحوارها مع البيروفي ماريو فارغاس يوسا.

 

***

صوتٌ شعري مجدّد ومختلف

نور الهدى غولي

 

“لا ترياق للعنتي”: بثقة الشاعرة “الليليتية” (نسبة الى ليليت، المرأة الأولى) المتكئة على موهبتها وخصوصية صوتها الشعري، وفي إطار أمسية وحفل توقيع جمعاها بالجمهور الجزائري، طوال ساعتين كاملتين، تحدثت الشاعرة اللبنانية جمانة حداد عن تجربتها في الشعر والصحافة والترجمة، وقرأت منتخبات من قصائدها صدرت لها أخيرا في الجزائر عن “منشورات الاختلاف” و”الدار العربية للعلوم”، وتتضمن قصائد من مجموعاتها “دعوة الى عشاء سري” (1997) و”يدان الى هاوية” (2000) و”عودة ليليت” (2004)، (الصادرة أصلا عن “دار النهار للنشر” في بيروت)، فضلاً عن باقة نصوص غير منشورة قبلاً في كتاب.

انعقدت الأمسية بعد ظهر يوم السبت 5 أيار الفائت، بتنظيم من “المكتبة الوطنية الجزائرية” و”جمعية الاختلاف”، وهي تندرج في إطار الاحتفال بالجزائر عاصمةً للثقافة العربية لسنة 2007، وقد شهدت حضوراً حاشداً ولافتاً لبعض أبرز وجوه الثقافة الجزائرية، من أمثال الطاهر وطار، السعيد بوطاجين، عبد العزيز غرمول، زينب الميلي، رشيدة محمدي، فضلاً عن عدد كبير من القراء الشباب.

قدّم الأمسية كل من مدير المكتبة الوطنية الروائي والدكتور أمين الزاوي، ورئيسة “جمعية الاختلاف” الثقافية الدكتورة آسيا موساي. قالت موساي إنها أصرت على “دعوة هذه الشاعرة التي سطع اسمها في سماء الشعر العربي”، وأصرّت “على إصدار مختارات لها في الجزائر، لتكون ضيفا جديدا ينضم الى كوكبة المثقفين الذين يتوافدون هذه السنة على جزائر الثقافة العربية”، لافتةً الى أن جمانة حداد “كاتبة خلقت تميزها كصوت شعري مجدّد ومختلف، لا يقف على عتبات الكتابة المجترّة والمكررة، بل راحت تبحث لها عن أفق أوسع وأكثر رحابة وحرية واختلافاً”، وانها “تميزت أيضا من خلال عملها الصحافي وحواراتها العميقة مع كتاب عالميين، وترؤسها الصفحة الثقافية في جريدة “النهار”، فضلا عن دأبها على ترجمة الأدب والشعر عن لغات عدة تتقنها، فبرزت لهذه المرأة وجوه مختلفة وغنية، وبدت للقارئ العربي شاعرة مبدعة وصحافية متمرسة ومترجمة خلاقة وصاحبة حس نقدي وحواري ممتاز”. اما الزاوي فاستعرض تجربة حداد شعريا وصحافيا، وعبّر للحاضرين عن جدوى استضافة هذا الصوت المميز الذي لا يهادن وهو “على قدر كبير من الشعرية والتمرّد، ومن الجمالية والعنفوان، في آن واحد”.

أمام جمهور كبير أعلن الفضول في الالتقاء بجمانة حداد، وبين قصيدة وأخرى، ودهشةٍ وثانية، سردت الشاعرة بداياتها مع الكتابة والشعر، ثم انتقلت الى حكايات حواراتها مع “لصوص النار”، وأجابت عن أسئلة الحاضرين الحماسية، لتختم اللقاء بـ”مسك” الشعراء المنتحرين، اذ قرأت أيضا قصائد ترجمتها لمجموعة من هؤلاء، ضمن مشروعها الجديد “سيجيء الموت وستكون له عيناك”، وهو أنطولوجيا تضم 150 شاعرا انتحروا في القرن العشرين. ثم تحدثت عن مجموعتها الشعرية المقبلة “مرايا العابرات في المنام”، التي “انتقمت” فيها شعرياً، على قولها، من المعاناة التي عاشتها مع الشعراء المنتحرين طوال 4 اعوام دأبت فيها على تحقيق هذا الكتاب الضخم.

لكنّ الاحتفاء الجزائري بالشاعرة اللبنانية لم ينته عند حدود القاعة الحمراء للمكتبة الوطنية، بل تعدّاه إلى فضاء الصفحات الثقافية في أبرز الصحف الجزائرية، فضلاً عن لقاءات على المحطات الاذاعية وشاشات التلفزيون، كان أهمّها لقاء في “الفضائية الثالثة”، حيث استضاف الكاتب والشاعر عبد الرزاق بوكبة الشاعرة في برنامجه الثقافي الأسبوعي “وجهة نظر”.

“النمرة المخبوءة عند مسقط الكتفين”، هو “الثمرة” الشعرية الجميلة (الغلاف المميز من تصميم الفنانة عبر حامد) التي تركتها جمانة حداد بين يدي القارئ الجزائري، قبل أن تحزم حقائبها من جديد، في بحث متواصل عن وطن للكتابة وكتابة عن العالم.

elnourgh@yahoo.fr

 

———————————————————————————-

عن عامر تايه

شاهد أيضاً

حفل فني وخطابي بمناسبة إشهار منظمة السعيدة التنموية الإنسانية

أقيم في الجهمورية اليمنية حفل إشهار منظمة السعيدة التنموية الإنسانية التي يرأسها سفير السلام العالمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *