(2) يخرج فرحاً من الدار الطينية الى صديقيه المنتظرين حافي القدمين , وهو يرتدي ( الدشداشة)* الجديدة ذات اللون الأزرق كزرقة السماء والمخاطة بصورة لاتنم عن براعة خياطها , بعد قضائه دهراً طويلاً وهو ينتظر قدوم عمه شدهان من بغداد الى القرية حيث وعده في زيارته الأخيرة لهم بأن يجلب له ( صوغة)* من بغداد , فقد قضى دهراً آخر مع دشداشته القديمة التي بدأت من أسفل قدميه حتى كادت أن تصل الى ركبتيه.
(1) يفغر فاه مندهشاً ل
أ- كيفية حصول (2) على هذه الدشداشة الجديدة.
ب- جمال الدشداشة ونظافتها.
ج – وجود الجيوب المخفية في جانبي الدشداشة
حيث أن (1) ومنذ تسع سنوات حين ولدته أمه لم يدهش برؤية دشداشة مثلما دهش بدشداشة (2)
(3) يتسائل عن الوسيلة التي حصل بها (2) على هذه الدشداشة الجميلة الطويلة حد القدم.حيث أعتاد (3) على رؤية (2) بدشداشة قصيرة ممزقة ومخاطة بقطع قماش مختلفة اللون والنوعية عن قماش الدشداشة الأصلي.
(2) يبتسم فرحاً مزهواً بها ( صوغة* …….صوغة من بغداد)
(1) و(3) ( ها…ا…ا ..بغداد؟؟؟)
(2) يحثهم على الذهاب الى المشوار المتفق عليه.. حيث كان (2) يعتقد بأن هذه الدشداشة النظيفة لاتليق إلا بجسم خالي من أوساخ أسبوع حار بأكمله , ينظف في نهر القرية مع هذه الشمس المحرقة.
(2) (1) (3) يصلون مبتغاهم الغير بعيد وقد ساعدت الشمس المحرقة بوصولهم راكضين , حفاة الأقدام .
(9) يراقبهم بعيون ذئب
(1) يخلع ملابسه المتكونة من بيجاما وقد تهرأت من جراء الأحتكاك بالأرض من الركبتين والألية , وقميص متهرئ خالي من الأزرار إلا واحدة عند العنق…. يتوجه مسرعاً نحو النهر ناشراً الماء الى الأعلى ومحدثا ًموجه دائرية صغيرة قياساُ بعرض النهر الذي تبعد ضفتيه الواحدة عن الأخرى حوالي الثلاثين متراً.
(3) يجذبه منظر (1) فيسرع نحو النهر تاركاً دشداشته المتهرئة على بعد خطوات من ملابس (1)
(2) ينظر لألاعيبهم وحركاتهم في الماء.
(3) و (1) يحثان (2) على النزول الى الماء .
(2) يتردد في البداية , لم تطاوعه نفسه أن يخلع الدشداشة الجديدة , لم تشبع نفسه من أرتدائها ولكن حلاوة منظر (1) و(3) أصدقائه في النهر , والدبق الذي يغطي جلده من شدة الحر , جعلاه يخلعها بسرعة ويتركها على بعد خطوات من ملابس
(1) و(3) .
(3) و (1) و (2) يمارسون لعبتهم المعتادة في الماء وهي معرفة من أكثرهم تحملاً في البقاء تحت الماء دون هواء .
يأخذ الجميع نفساً عميقاً …………..يغطسون.
(9) يأتي بخلسة ثعلب وعيون ذئب …….يتأبط دشداشة (2) تاركاً خلفه النهر وهو يجري بكامل سرعته…. يرمي بعيونه الألف الطرق والأتجاهات مسرعاً أكثر وأكثر.
* (الدشداشة ) = الجلابية *(الصوغة) = هدية