( لحظات)

ينظر نظرة خاطفة الى الجميع ويقول

تلك الأولى , نعم أنها ستنقذني هذه الليلة ( لديه مشوار مهم غداً )

أريد الذهاب الى مشواري المهم وقد قضيت ليلة ممتعة وهادئة في السرير ….

-( يدفع ثمناً بخساً مقابلي )

-(يقبض عليّ ويتسلمني بيده اليمنى المليئة بالدمامل الحمراء )

-( يقتادني خلال شارع مزدحم الى مصير مجهول )

-( ترى كم واحدة مثلي أبتاعها هذا الرجل ليقضي ليلته متمتعاً في السرير ؟)

-( يتلذذ براحته على حساب موتي البطئ)

-( سيكون مصيري كمصير زميلاي … الموت … نعم الوت الى آخر نفس فينا )

 

**************************************

 

قبل أسبوعين

————

  • ينظر نظرة خاطفة الى الجميع ويقول
  • – تلك . الأولى نعم تلك

 

حالفها الحظ في تلك المرة فقد أقتاد زميلتها معه ولم يركز عليها.. وجهه مليئ بالدمامل وقد توزع قسم منها على رقبته أيضاً

 

 

بعد أسبوعين

———–

-( ماهو مصير تلك المسكينة؟)

-(ترى من أي صنف هذا المخلوق ؟ ولماذا هذا القبح؟)

– وجهه أقل دماملا من المرة السابقة

– يديه أيضاً

– أستمتع بزميلتها وبوجودها معه

-( أستمتع بزميلتي وبوجودها معه؟)

  • – قرر أن يأخذها في هذه المرة معه
  • – (سيأخذني معه هذه المرة ليتمتع بليلة هادئة وجميلة , ولكن على حساب من؟ على حساب موتي البطئ؟)

 

  • يخرج الرجل ممسكاً بقبضته اليمنى عليها

-(يخرج الخنزير ممسكاً بقبضته اليمنى عليّ….ترى من هو الخنزير منهم ؟ الذي قبض ثمني أم الذي دفعه؟)

 

– شوارع مزدحمة.. ناس…سيارات…دخان…شمس تحاول الأختفاء خلف عمارات وبيوت شاحبة متعبة

– قنينة عرق تبتاع من أحد محلات الخمور

– تخفى داخل كيس ورقي

– 200 غرام من اللب والفستق تبتاع من محل آخر وتوضع في كيس ورقي آخر

– ( وأنا معه يقتادني مزهواً بي ,خلال شوارع تغزوها الحفر والمياه الآسنة)

– زقاق ضيق وقذر يتصل بآخر أكثر قذارة

– أطفال حفاة الأقدام يملؤن الزقاق

– نساء يتخذن باب الدار كمكان للجلوس

– ( يسرع بخطواته قبل أن يقترب منهن)

– النساء ينظرن اليه بأشمئزاز

– ( ربما ينظرن اليّ بأشمئزاز)

– ( أنا أفهم نظرات الأشمئزاز تلك)

– يصل بيته في نهاية الزقاق

– يدفع الباب داخلاً بسرعة ليتفادى نظرات الأحتقار تلك

– يفتح باب غرفتة

– ( يفتح باب غرفته ليجلس على سريره ويضعني الى جانبه )

– توضع الأكياس الورقية ومحتواها على الطاولة

– ( يضع الأكياس الورقية ومحتواها على الطاولة ويخرج قنينة العرق ليهيئ الأجواء الخاصة بحفلة الموت)

– يتجه الى جهاز التسجيل

– تبدأ مطربة ما بالغناء , فيبدأ الغناء معها

– (يتجه الى جهاز التسجيل , ويختار أحد الأشرطة الموسيقية التي على الطاولة , فتبدأ موسيقى جنائزية فيبدأ الغناء معها لموتي البطئ)

– يخلع قميصه , حذائه , بنطاله

– عرق , ماء , وقطع ثلج في كأس على الطاولة المتعبة

– ( يسكب قليلاً من عرق القنينة في كأس قذرة فيضيف له ماء وثلج ,فيقرب الكأس مني مغنياً وكأنه يريدني أن أشاركه مأتمي )

– ( أحاول أن أزيح وجهي عنه ولكن…………….)

– يسكب محتوى الكأس في فمه

– يهيأ نفسه ويتجه اليها

– يشرب الكأس

-(يهيأ نفسه ويتجه اليّ.. يرفعني من على السرير ويسحبني قرب فمه وشفتيه المتورمتين )

– يقبلها

– (يقبلني ويضمني الى صدره)

– يمسكها بأحدى يديه ويبدأ برجها

– ( يمسكني من عنقي , فأتحسس أصابعه أيضاً على رأسي )

– ( أعرف أنه سوف لن يتركني إلا عند خروج ذلك السائل الأبيض اللزج متطايراً مالئاً أجواء الغرفة القذرة ’ معلناً موتي البطئ وموت كل بعوض الغرفة).

 

 

عامر تايه

بغداد 1986

 

عن عامر تايه

شاهد أيضاً

عيدون

“عيدون”.. الأسطورة شميسة غربي / سيدي بلعباس / الجزائر يجلس أمام مكتب عريض؛ رُصَّتْ عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *