شعر
ُ
الإهداء
إلى والدي
الحاج أحمد الجريدي
من خنت وصاياه
فأصبحت شاعرا
الفاتحة
إن المبدع لا يتخذ له رفاقــا إلا ممن كانوا مثله مبدعين.
إنه يتخذهم ممن يحفرون سننا جديدة على ألواح جديدة …
إن المبدع يطلب رفاقا له بين من يعرفــون أن يشحــذوا مناجلهم. وسوف يدعوهم الناس هدّامين ومستهزئين بالخير والشر، غير أنهم يكونون هم الحاصدين والمحتفلين بالعيد.”
نيتشة
” هكذا تكلم زرادشت “
كتاب الإشراق
طريق الصحراء نجمة الماء
أي نهار فاضح
أطرد الشهداء
في منتصف الكلام
وأطرد النخل من دمي
لأضلّ طريق العودة
فالصحراء شاسعة
وانطفاء الصدى
صوت بلا سحب
سأطرق باب الرمل
حدّ الفلق
أسأل الصحراء
عن السيف والشعر
عن القرطاس والقلم
عن جدي
حادي العيس
في ترحاله أجلي
عن عاشق تأبط وجدا
فجنّ من فرط العشق
عن دروب الفجر
طريق العابرين لأندلس
وعن النخلة المرضعة
أمّ الأنبياء جميعا
بوّابة الملحمة
وتد في معيار الوقت
والفلك شاهدة
تأتي حوافر شتى
وتمضي على ندم
وتد في الصحف الأولى
خارطة الأرض
المتكئة على شغفي
تبصر
إن خفضت لها جناح البصر
وإن استدرت
يصيبها الضرر
شمال الأرض صحفي
جنوب الأرض صحفي
شرق الأرض
غرب الأرض
تاريخ الأرض
أوراق الجسد
فانثري يا ريح ملامح وجهي
لقاحا للذاكرة
مسالك المدد
ذاك زمان
وهذا…
منذور للجدب
يدبّ في حلقي
الضامئ للصدّ
فأتقاطر على أرق
ثوبا لأعراس لم تأت
كأنّي أستدلّ على الماء
بخرافة عدّت
قربانا للصنم
أو حجرا يراقب عريي
ويتلذذ بحرائق أدمعي
وعلى حافة الوادي الكبير
غمغم باللحن
جادك الغيث إذا…
يا زمان الوصلي
فانهمر دم قرطبيّ من جسدي
يسحبني إلى نفسي
ليطردني القميص
الملطخ باسمي
هل أنا الذئب يا أبتي
أم همو من تكحلوا بالرّمد
قميصي دليل القوافل إلى النبع
براءة من شمس تعدّدت مداخلها
للحمراء فانتابها العجب
براءة من سفن هنا احترقت
براءة من زخرف رقّ للوتر
وحيدا، أغسل النشيد
من الشبهات
وأغسل لغتي
من لكنة العجم
أحرسها …
من سيوف الزينة
في حدائق الصمت
وأصوغ النداء
باقة مرجان
لأعراس الغرقى
إنهم أهلي وعصاي
ضوء في الثنايا
إن خبت مشكاتي
أهيء السماء لنجمهم
شلال ماء
يهدهد عشب الروح
كلّما اشتدّ عوائي
لست بالذئب يا أبتي
إنها ولولة ريح
شرقت بآهاتي
تاهت الأرض وتهت
من يرشدني
على سرّ قديم
كتاب البدء
مفتاح أسبابي
من يخطفني
من جرح يقاتل عشقه
وسراب يباعد بين أنفاسي
من يفتح سياج الوقت
لأطلّ على بهرة أصدافي
الشوارع في تشابهها
لا تفضي إلى البحر
الشوارع أتلفت رايتها
الشوارع سوق لبيع الجند
تاهت الأرض وتهت
في رماد ونيف
الأرض متسع للفرار
شطّ لاختفاء العاصفة
والدّمع المكوّر
في موكب الدهشة
جوع يقتات من ثدي القحط
إدمان ريح على تعاطي الإفك
تعبت من صراع الشفتين
على قبلة واهمة
تعبت من إحصاء القتلى
تعبت من العدّ
من مناديل أمّي
حمام يحطّ على الرمل
تعبت
من التعازي الوثيرة
أناقة المكر
تعبت من توديع النفط
هبة خالصة
لوجه زائر فضّ
تعبت من سلام
يرشح بالموت
تعبت
تعبت
تعبت
وتعب مني الجمل
أحتاج قمرا يحرس حزني
في قرطبة،
جنين وبابل
أحتاج ذاكرة النوافذ
المطلة على الجنوب
أحتاج تورّط الشهوات
في قش المستحيل
أحتاج شعرا
يوزعني في مدائن القحط
ماءا للرؤى المربكة
أحتاج خيطا من جسدي
سهما يرتق ثوب البلاد
نجمة واحدة
أحتاج زهرة سافرة
تغتال المراثي
وتسكب في كأس الروح
خمرة الآتي
أحتاج كلّ حروف النفي
أحتاج
أحتاج
أحتاج
أنا لا أحتاج شيئا
سوى ميلاد ذاتي
وتفجير الكلمات.
خدر في مهب الريح
كلما داهمتني جحافل النوى
يشتد عود الأغاني
لن أبكي إن ضاقت عزلتي
عمّا قليل
ستزهر الأسرار في اليم
ويزهر في بقاياها مقامي
هذي ي
يدي
مركب للحق والحق عتادي
تفنى من فنائي الأكوان
وقلبي في ذكرها فإن
هي في الروح أقرب من روحي
وأقرب من أنين كتابي
هي الأكاليل قدت من دمي
ومن عظامي سريرها العالي
ياسرا
مهرها سماوات طباق
وأنا خليفة في الأرض
وما في الأرض ضاق
هب لي من الضوء مخرجا
قد حاصرني الإكتواء
ياسرا
أنا زمان قديم
على كتفي
تضع الأرض وزرها
والقصيدة حزنها
والجبال ثقلها
صابر كتوم
لكن المواعيد الآفلة
تحملني إلى واد ذي هم
أحاول صياغة الأعذار
فيغلبني ظني
ويتشاطر الكلام
بين الرمح والجرح
وحيدا
ليس لي نديم
سوى الذكرى
وطيف يفيض بالسحر
سأمضي إلى سدرة الوجد
أمزج روحي بروحها
في لهيب القول
فيصاعد صوت قديم في البدء
يا حادي الوجد صبرا
إن عز اللقاء في الأرض
شهقة المحبين باب لما وراء العرش
ياسرا
آتني الحكمة وعلمني الأسماء
لأسكب في للوح المصلوب
بدايات أخرى
وفي نخل مريم الرطب
إني أرى ما لا يرى
زمان يقضم أطرافي
بين الردة والثلج
خطى تفتح نوافذ الحلم
ولا تمضي
لغة مشغولة بالنهايات
يقينا في مهب الحيف
الوعد كثافة الغياب
في ذبول الورد
ريح تسلخ موج البحر
ونزف العنب
لعنة الغرباء
في ثنايا الوقت
كيف أرد الخيام
إلى صهيل الصبح
والمواقد عيون الليل
كيف أقطف النجوم
من سقف رمادي
أعيد للتاريخ سترته
وللأطفال حلاوة الحكايات
الأرض حمالة الوجع
والوجع بلسم أوجاعي
أتقد يا نبض عزما
اتقد
إذا ما غلبك التعب
إحذر سم الراحة في البكاء
ياسرا
أنا ساقي الحجيج
وقربتي شاحبة
كيف افسر الرؤيا
وبلقيس تفاحة من رخام
محراب الشجرة الآثمة
الهدهد لم يعد يفقه فك الرموز
خفايا اليابسة
وذي ناقتي
بين منفى ومنفى
شردتها القبائل العاربة
أهيم بسعفة نخل
براءة ثوب شد من خلف
بعشب رضيع ينطق في المهد
بأكوام الحطب
بردا وسلاما في اللهب
أهيم بالتسابيح
في بطن الحوت
بفلك يأوي من الطوفان
زوجين لتناسل الدر
بعصاي
حية تسعى
طريق مفتوح في حشود البحر
وبلغة الضاد
لغتي
سلام الله في الأرض
هذه يدي
كلوا واشربوا
أنا الحب
وكل من ضاع في الحب نقيا
صوتي المعلق
على حائط الأزمان
سيد الأمكنة
زفرة من هموم المدى
وصوتي في المدى ذاكرة
حروف في اللوح المعتق
مواويل عشق
باب للحلم
نطفة ضوء
في الخطى المستعجلة
ها هنا…
يرتب الطفل أحزانه
ويهذي بالذي كان من أمرها
هاهنا…
على مرمى نهار
يغمس السماء
والأشياء
في ماء التكوين
ويرسم العاصفة
ها هنا …
ألف…
ميم…
راء…
حكاية عاشق
ظلاله على الأرض
ولصقيع المجرات
مفرداته الحامية
ها هنا
ألف…
ميم…
راء…
قيامة ضوء
على حافة المرايا
صوت وصدى
ينفض عن وجه الصحراء النعاس
وعن طريق القوافل
تعاويذ نائحة كاذبة
غــوث الغريـب
يـــــــــا دمعها
وحدك تفاوض المدن والتاريخ
وحدك…
تتوغّل في الضوء الحرام
شاهرا صليبك النازف
عند منفى الكلام
وحدك تكابر
ثم تكابر
ثمّ تكابر
صمتك طاغ
بوحك طاغ
وحزنك أطغى
فسبحانك أيّها الدمع الطوفان
يا دمعها
كم موخز شوك غربتنا
وطعم المسافة مرّ
هل يختفي الليل قليلا
حتى أرسم ظلك
حائط مبكى
ملاذا للمتعبين
وجثتي أرسمها
أقواس نصر
فوق صدور الصبايا
أهدي العابرين
عطر الروح وأتلف الجسد
لكم أضناك يا قلبي البعاد
وكم أهمل أحزانك البلد
يا كاشفي
لا يفضح حزني
سوى حزنك
والمواويل…
ودفاتر أحلامنا القديمة
وذكرى…
أكبر منّي ومنك
ومن جمر الرحيل
ظمآن وماء اللّحظة جارح
من يحمل عني أوزاري
وعنب النّبوءة مالح
دثّرني يا كاشفي
هذا الخريف أمامك دثره
ابعثه من بوح العيون
ليصلّي في قرى الورد
ذات عراء جميل
ودع التوهّج
يربك الموت الذي يأتي جديدا أو معادا
ويهدي أصابع الريح
خواتم الخطيئة
فيهتف أن أخلع نعليك
يا نخل
إنّك في هالة الوقت الجليل
أنا المريد يا كاشفي
وأنت الكثير في القليل
يا آسري
وحدك تؤثّث غربتي
تشعل صحراء الجسد
وحدك تحيي وتميت
وحدك الممتدّ في نبض الولد
جفّ ريق النهر
جفّ ظلّي
أما آن للدمع أن يلد
فيا يونس عد إلينا
من غيهب الحوت
كي نسألك
كيف للدّمع أن يلد
يا دمعهــــــــا
لك وحدك
يخرّ النخل المكابر ساجدا
اقترب منّي قليلا
ما زلت منصبّا للحلم
مستمرّا في الخطيئة
اقترب منّي كثيرا
أنا لا أريد استباح التفّاح
قبل اكتمال التسابيح
اقترب…
واتخذ من جسدي سجّادا
لألمس وجهك في نبضي
وأعلن حجتي للري
مقام الدمع
إشراق…
وأنت في التيه
غوث الغريب
كتاب الأشواق
فـتـنـة لزجــة
عطرها تعمّدني بالهلاك
قدّها أغنية جائرة
شفتاها أخطاء جليلة
كلما كان همسها رخوا
تبعثر النسيم في بركة العرق
يا طلقة الورد
الورد هزيمتي الأولى
كيف تورّط قلبي الأعرج
في فضيحة عينيك
وأنتفض الشوق الباهت فيّ
مثل نحل مطمئن
غزاه دخان معاكس
كيف أطفئ دهشتي الآثمة
واشتعالك الضاحك في الرعب
يعيد للروح شهوة الاحتراق
دعيني رجاء
دعيني لحزني الفادح
فالصبر عن ضمإ موجع
خير من ارتواء قاتل
يا طلقة الورد
صمتي عاهة متوهجة
غيوم شرقت بالوهم
وحنين تعثر في الأسماء
لم يبق من لغتي
سوى فعل ناقص
أدوات نفيي
وخاتمة بوجه الفراغ
ماذا أقول
إن كانت غنائمي في الحب أفول
امنعي الفتنة عن دمي
أنا منشغل باستقبال الرحيل
يا طلقة الورد
الحب و الموت سواء
شفتان في فم واحد
وجهان لدهشة محرجة
منذ أربعين فجيعة
ودمعي المتساقط كالمدن
لم يجهش بالتوبة
في وجه الطعنات
آن له أن يتوسّد الغباء
و يستريح في ثياب خاوية
يا طلقة الورد
النهار المتكرّر
في بهجة اليباس
وقت يتنزه في رماده
جراح متورّدة عن كثب
وذكرى تحتسي الحاضر
بارتباك قديم
كان يمكن للحلم
أن يلهو قليلا
لكن
ساحة القلب ضيّقة
سـكر
بكى الليل على شرفتها
حين بكت
ذوت أنجم
وأخرى …
من لهفتي اشتعلت
بكى الليل
فقطفت من الدمع خلودا
كلما الأجساد أينعت
وغمّّست يدي
في الموت قليلا
لأطرد فضول نهار
يقتات من سكارى البارحة
مـوعـد
من أعلى قامتي
انهارت كتل الحنين
مسحت الغبار
عن موعد قديم وقديم
فلم أجد في المكان
سوى ظلي
ذلك الواقف
… منذ سنين
إصــــرار
لوجهي ألف عنوان
ومقبرة
لوجهي
أحلام صفصافة
غادرتها الأجنحة
لوجهي بقايا نشيد
تسلل من طرف جنازتي
ليقطف شفاه امرأة
لا تشبه المرحلة
لقـــــاء
بعد جوع وطويــــل
افترشنا الشفاه
وتوسدنا القبل
يا عطر الشوق
صاخب حديث نهديك
اخفضي صوتك
حتى لا يستيقظ الفجر
وجــــد
كلما
أذّن الليل في العاشقين :
” هيّا للصلاة “
أشعل بقايا دفء
تركته عيناها
أتيمّم بتراب نعليها
و أطوف … أطوف … أطوف …
بالسرير الذي ذات تقوى
صلّت عليه
وتاهت في الفلاة
ذكرى
حين تقضم الخطيئة
تفاحة الرغبة
تستقبل الفكرة ليلتها
بثياب شفافة
وعلى حافة منام شتوي
يدفئني خيال ملمسها
فينهار السهاد
تحت أقدام أغنية
قطفت زهرها من رماد الذكرى
السر
الليل خمرة العشاق
والصباحات تهم مربكة
هي لم تخرج من دمي
كيف تسلل الخبر
إلى الوقت البليد
وأنا لم أفتح النافذة
حمامة
فوق سنابل كفي
حط عمرها الزغب
وحين فاحت…
أغانيها على كتفي
اشهرت جناحيها
وطارت…
بغداد تخلع أثوابها
الأحداث …
أعقاب سجائر نتنة
والوشاية أم الخبر
حين تسقط الفكرة
من السطر الأوّل
إلى أسفل النهد
يهمل النشيد ضحاياه
أيام سقطت برصاص الرغيف
ويهدي البحر انتصاراته
لآلاف الغرقى
فتتجمل الصحف الكفيفة
بنظارات سود
لتلقى بالسؤال المحرج
في حاوية النفايات
الزهور خانت عطرها
الخطيئة
لاذت بالغنائم المالحة
قتلي تستجدي قبور ا
بعيدا عن سقم الورد
وتبييض النفط
ضخ النقاوة
في النوايا الحسنة
حين يتعكز الضوء
على فانوس ضرير
تزدهر تجارة الغربان
أكاليل صياط
على ظهر الزنوج
وعلى مرمى نشوة مقزّزة
توزعت المتاحف
على عاهة البيوت
حمورابي
سلام الدمار الشامل
أشعل سيجارة من ورق الشمس
وعلى صوت الدسيسة المنمّقة
تحرّش بورقة بكر
ليجهش بالقول
على قارعة الرفوف
كم من حكمة زانية
أنجبت صباحات لقيطة
أرق
ضجيج الأرق
نثر فوق رأسي
مباهج شرّيرة
فقاتلت بلطف حادّ
شراهة فكرة
مسرفة في إيذاء اليقين
الليل أمّار بالسوء
والعاصفة تأكل أبناءها
لا بأس أن يجتمع الشواذ
في الورقة
وعلى نخب النقاء القاصر
نسكر بالوقت المعلق
في النصب
لن ينزل الغيث
دون تكتل السحب.
حديث المصباح
مثل النهر المطارد
أعشق الاعوجاج
أعشق الرقص الممزّق
مثل الرّيح القلقة
و أعشق دمعي
كلما نام الناس
***
مثل الطيور الفرادى
أحنّ إلى فكرة…
رماد حلم
أو صدى نشيد
فالسكينة
نزهة الكلاب السائبة
و القول بعيد
لا بأس أن أكتب عنواني
على مرايا الأفق
قبل أن يطفئ التعب
ضوء رأسي
…و ينام
سفر
لأن الشعر عادة سيئة
والصمت نور الصباحات
لأن التثاؤب دعاء مبارك
والكلمة ولد عاق
ضحك الشارع ملء دهشة
من شاعر يبحث عن وطن
في صندوق البريد
اجتياح
في المساء الضاحك من نفسه
تركوا السؤال للرحيل
تركوا القول لغير نسب
وعلى ناصية الرؤوس
المدجّجة بالإجتياح
زوج الفكر من قبح مياس
تقاطر من ثقب السرير
وشاة غير شرعيين
فيزا VISA
تعاطفا مع الوطن
قررت النوم باكرا
وافقلاع عن تدخين الأفكار
لكن حين هددني الحلم
صرحت في وجهي المدائن
قف
إنه حظر التجول