أٌقلام أسسها ويرأس تحريرها : عامر تايه
مقالات مشابهة
– أزرق النّورس الضّحوك
| تحليق فوق المتوسّط |
El azul de la gaviota reidora
| Vuelo sobre el Mediterráneo|
1-
بين قرطاج وروما
نورس يضحك
والأزرق ما بين جناحيه
سماء
هي أصل الكون
في خارطة اللّون
ومن روما إلى الأندلس
النّورس،
نفس النّورس الضّاحك
يطوي البحر
بحثا عن سماء
هي أصل اللّون
في خارطة الكون
وبين النّورس الضّاحك
والبحر
سماء
هي عشب الرّوح
في الأرض
ولا أرض
لغير النّورس الضّاحك
والأزرق ما بين جناحيه
سماء
هي روح حرّة
تبحر
في ساحلها الأندلسيّ
بين قرطاج وروما
2-
الّسّلحفاة الّتي لم أرها
منذ ثلاثين سنه…
شاهدتها أمس
تواري بيضها الرّمل
وتمضي.
السّلحفاة الّتي شاهدتها أمس
أراها الآن
في ألف سلحفاة…
وما شوهد عند البحر
صيّاد السّنين الفائتة
لا شكّ أنّ النّورس الضّاحك
أثناه عن ذلك
حتّى أنّه نام
وفي عينيه حلم
أن يرى الشّاطئ
في ألف سلحفاة
تقود البحر من أزرقه
نحو بياض الورقه.
3-
قبل أن تعبره الفقمة
نحو الأزرق الأندلسيّ
قدّمت عرضا سخيّا، بهلوانيّا
لحرّاس المضيق
هو نفس العرض، ذاك العرض تقريبا
وقد ألغاه من سهرته طارق بن زياد
وهو في نفس المضيق.
4-
في الأزرق
– هذا الرّابض بين أراضيه الخضراء –
زجاجة عطر
لا تحوي إلاّ كلمات
تقذفها الأمواج إلى الأمواج:
إلى مدريد
إلى قرطاج
إلى روما…
كلمات شبه مشفّرة
لفلاسفة الإغريق
تلقّفها كريستوف كولمبس عرض البحر
فكان له حلم :
| أمريكا تلك ستقتله
وبذلك تمحى بصمته
من ذاكرة الكاوبوي
ومن الأرشيف القادم للأسماء. |
5-
الشّاعر في منفاه
يجنّد كلّ فلاسفة اليونان
وكافّة عشّاق المتوسّط
من أجل امرأة حبلى
هي مرآة المتوسّط
تعكس ما بالأزرق
من أقواس قزح
هي تاريخ المتوسّط
في منفاه.
6-
وأنا في البحر الميّت
أشعر أنّ يدا زرقاء
تجرجرني نحو المتوسّط
حيث امرأة من رام الله
تجني الزّيتون بملء أصابعها
والرّيح كعادتها
بضفائرها تلهو.
7-
رفيف الفراشة
أيقظ
في مثل هذا الصّباح الرّبيعيّ
قرطاج
مدريد
روما
وكافّة أفراد عائلة المتوسّط
حتّى القبور
اعترتها قشعريرة
فانحنى في تجاويفها
ميسوليني
وفرانكو
وكلّ الطّغاة
الغراب فقط
ساكنا ظلّ
ينعق فوق الخريطة
ملتحفا بالسّواد.
8-
هذا الهوى المتوسّطيّ
بكلّ أزرقه وأخضره وأحمره وأصفره وأسوده وأبيضه
أراه الآن في عينيك
باخرة تشقّ البحر
نحو الضّفّة الأخرى
من الحلم الّذي هو إرثنا
منذ اشتباك جدودنا
في الغربة/المنفى
لإلغاء الحدود
– ولا حدود وإن أقيمت بيننا تلك الحدود –
فللهوى المتوسّطيّ
أصابع في الأرض، لامرئيّة
هي ما أراه الآن في عينيك
في هذا التّشابك
حيث لا منفى
ولا أسلاك شائكة
فقط هذا الهوى المتوسّطيّ
وما يخبّئه لنا من معجزات.
2- هايتو
| شيء من الهايكو على الطّريقة التّونسيّة |
1-
الوجود…
ألخّصه في يديك
تجوسان خارطة الشّرق…
بحثا عن اللّغم، في الجانب الهشّ ،
منّي.
2-
الّذي نحن فيه
أعلى من الكلمات
افتحي النّافذه
ثمّة امرأة في الرّصيف المقابل
تنتظر الآن فارسها
وهي ترنو إلى النّافذه
هذه النّافذه
افتحيها إذن
لأراك هناك
فما نحن فيه
أعلى من الكلمات.
3-
* ما الّذي يضحك هذا الطّفل؟
– شيخ يتصابى.
4-
كلّ هذا الإرث لا يلزمني…
يلزمني حقل
ومحراث
وبعض الكلمات
لأرى المدهش يعلو
فوق كلّ الشّبهات.
5-
القائم بالأشياء،
وحيد القرن
وفحل القرية…
ألغى موعده اليوميّ مع الحمّى
و مع امرأة…
ظلّت تترشّف قهوتها السّوداء
وعيناها تلتهمان عقارب ساعتها:
يأتي؟
لا يأتي؟
يأتي؟
لا يأتي؟
ما معنى أن تهب امرأة رجلا شفتيها
والباقي من عالمها السّرّيّ
ولا يأتي في موعده؟
6-
في قريتنا
-قرية ماكلوهان-
* من الأقوى؟
– لا فضل لعلبة سردين في الرّكن
على قارورة عطر
إلاّ بالفحوى.
3- 2 جلجامش1990
( عودة امرأة اسمها أموركا)
-1-
الآن
في أوروك
من ” تل العبيد
– جنوب وادي الرافدين –
و من هناك
إلى هنا
تلج القصيدة ” شرق أوسط” ها من الجرح القديم
و بين طوفان الزمان السومري
و هذه الأمطار
ألواح
و أعمدة
و أنكيدو الجديد
-2-
أنكيدو
أعلى ما أطلقه جلجامش وهو يرى الأنكى
وهوى
يتخبط
في غده
سقط العملاق
فأسقط في ” برنامجه النوويّ”
و في يده
… أما أنكيدو
الواقف غير بعيد
يرصد ما يجري
فقد استرخى في الغابة
بين وحوش اللحظة
لا يصحو
إلا ليعاوده
نمل الحمى و .. الليبيدو
أنكيدو
ما أقوى هذا القصف
و ما أقواك
و أنت تراوغ حتى نفسك
من أجل امرأة
هي عاصفة الصحراء
أمط جلجامش عن أرجوحته
و كفاه هوى
و هواء
خنه كثيرا أنكيدو
و اتركه وحيدا
بين حدائقه و.. حرائقه
أو
بين ثعالبه و.. مراكبه
في البحر، هناك
فلا أسطول له
ليخوض معارك طاحنة
ضد الحيتان
..أما أنت / الطاغي بدبيب الليبيدو
تذكيه
يد من خلف ستائرها
فستدعى
-معصوب العينين –
إلى حفل
لن تحضره
إلا.. امرأة خرساء
و طاغية بهشاشتها
و هوامشها
راقصها يا أنكيدو
ألهمها النطق بأسماء الزمن الآتي
ألهمها بهجة أن تنسى التاريخ
و مقبضه المسموم
و أن تهب الحركات الساكنة
اليوغا و الرؤيا و الجيدو
شيئا من فيض أنوثتها
لنرى يا أنكيدو
من خلف ستائرها و .. مشاعرها
ما تصنعه أنثى بالكون
و كن يا أنكيدو.. الطفل المفعول بها
تدعوه فلا يخشى يدها
غده يغدو غدها
