1- لقاء ٌ عند المركز
أحدُهما
إمتـطى صَهـْوَةَ حـُزْنِه ِ
وكان َ حـزنُه ُ منـْذ ُ الطفولـَة ِ زاهـدا ً
فاتـَّجَه َ قاصدا ً وجْه َ الحقيقـة ِ
صـَوْب َ الشـَّمال
ألآخـَر ُ
بحث َ عن صـهوة ٍ يمتطـيها
فلم يجـد ْ الا ّ جنـون َ الشَّهَوات ِ فرسـا ً
بخفـَّة ِ فارس ٍ قفز َ عليْـها
وحتّى قبل َ أن يرْكلـَها بقدميـْه ِ
على إبطيـْها
عرفـت ْ أن َّ نيَّـة َ فارسـِها
في الرَّحيل ِ نحـْو َ الجنـوب
فانـْطلقت ْ
وخلْـفَها
كان يحجب ُ الرؤْية َ
فيؤجّج ُ شـهْوة َ الزَّمكان ِ الغبار
عندما انطلق َ الاوَّل ُ ناحيـَة َ الشَّمال
وانطلق َ الثـّاني جهـة َ الجنـوب
لم ْ يدر ْ في خُلـْد ِ أحَـــدِهما
أن َّ الحقيقـة َ كالأرْض ِ
وبقيـَّة ِ الكواكب ِ
مدوَّرة ٌ تمـاما ً
وأنَّهما رغـْم َ أنْف ِ التـَّناقض ِ
في جهـات ِ الحقيقـة ِ
فـي نقـْطة ٍ
هي َ قـلـْب ُ مرْكزِها
حـتْما ً سيلتقيـان .
2- الزوج ُ الغيور
مُفْرط ُ الغيْرة ِ
-أعْني زوْج َ عشيقـتي –
حتّى إنَّه ُ يمكن ُ أن ْ يقتل َ بشكِّه ِ
لا عشيقـَها فقط ْ
بل ْ يمكن ُ أن ْ يسْتأصل َ
مدينة ً كاملة ً
بتهْمة ِ أسْماء ِ أبناءِها
إذ ْ انَّّها
إلى جنْب ِ اسْمِهِ
مدوَّنة ٌ في سجلات ِ النّفوس
الزَّوْج ُ
مفرط ُ الغيْرة ِ هذا
فاجأنا أمـْس ِ عارييْن ِ
فبدا غيْر َ آبه ٍ
لمنْظرِنا
ونحْن ُ نحرق ُ أنْفاسَنا
في وطيس ِ اللّهاث
بسكينة ٍ
صب َّ لنفْسه ِ
كأس َ جن ٍّ
كرَع َ كأسَه ُ مرارا ً
وأخَذ َ يهْذي
بانتشاء ٍ
بما كان َ يهْذر ُ به ِ المذْياع ُ
منذ ُ الصَّباح
أن َّ الأرض َ
خطبها منذ ُ مدَّة ٍ
كوكب ٌ قصيٌّ لنفسه ِ
منذ ُ طفولته ِ
يتعاظم ُ كرهه ُ
لمخلوقاتها
وان َّ موعد َ قرانهما
محسوم ٌ غدا ً
وهي لهذا
تحزم ُ أمتعتها الآن َ
وتستعد ُّ لأن ْ تفلت َ
من عقال ِ الجاذبيَّة .
3- اسم ُ المدينة
تقول ُ الرّواية ُ
إن َّ اسم َ المدينة ِ
لم يكن ْ هو َ هذا
كان َ اسم ُ المدينة ِ
عنبا ً وتمْرا ً
ليس َ عنبا ً وتمْرا ً تماما ً
بل ْ ما منْهما
يجعل ُ خارطة َ جمجمتها
ممتدَّة ً حتى تخوم ِ الإله
ما يعني أنَّ اسمَها
كان َ مسْكرا ً جدّا ً
حتّى إن َّ النّبيذ َ الأستراليَّ المعتَّق
إلى الآن
يذرف ُ دمْعا ً ويبْكي
كلـَّما شم َّ بقايانكـْهته ِ القديمة
في حواف ِّ شفَتي ْ امْرأة ٍ
مصْنوعة ٍ من خزَف ِ مدينتِنا
مدينتِنا التي
لم ْ تعد ْ تـُؤْوي
الا ّ نساء ً من خَزَف