الرئيسية / شعر عربي / المدينة ُ في رحاب ِ المدينة

المدينة ُ في رحاب ِ المدينة

مهلك يا رب ّ

لا تسمع دعائي

بشان المدينة

ان قلت حطم هياكل ابنيتها

وافرغ جماجم اهلها من عصارة شعر الغرام

الآن اكتشف

ان المدينة

ليست هذه

في حقيقة امرها

هي قلب حبيبتي

هي نعاس جفنيها

هي خفق اضلاعها

كلما سكنت من جنازتي بيتا

واكتشف ان المدينة

حين اتمدد حثا لذاكرتي

على استرجاع اشياءها

فوق اسفلتها

تترجل من فرس ٍ

هو غيم فؤادها

وتقول دعني

ادخل الى روحك

من منخريك

ودعني ارمم كيانك

بغناء فراتي اصيل

هو

صحوي

ونومي

تقو ل المدينة

هذا الشاعر

ليس سجنا

وليس فضاء

اقول لها

ايتها المدينة

أكثير ٌ علي َّ

ان اكون فضاء ً

فضاء ً كبيرا ً

فضاء ً لانهائيا ً

داخل حدقة الروح

فيما تصير سجنا ً

عندما اتنزه في عشقها على غير عادتي كملحد ٍ اشعل بخورا في محراب دمي وافرش دمعي سجادة واصلي ….

ستقولين لست تخشع في صلاتك

وصلاتك رياء ٌ كلها

لاجل استقامة فمك باتجاه فمي

يعجبني ان اتخيل فمك ما يشبه الشعر في لحظة الهذيان

فمك سيدتي

ليس الا المدينة

حين انافح عنها ضد الخصوم

في تلك اللحظة

المدينة لا ترى

بل اشعر فقط انها هي

واستسلم للبكاء

اشربي معي كاس قهوة

على انغام فيروز

ولا تسالي عن جديد شعري

حين اركز فيك

وانت تشربين كاس قهوتك

على انغام فيروز

لا اكون شاعرا

الا من جهة اني اشارك في تاويل المشهد

المشهد شعر ٌ لم يقله احد ٌ

لم تقله الا نفسه

هو شعر

وشاعر نفسه

بلا حاجة الى منطيق مثلي

ان يرتقي بجاذبية السحر في صمته

الى مستوى الضجيج

كلما قلت حبيبتي مدينة ٌ

غابت

ولم تعد الا بهيئة موت

ولاقل الحق

ذلك الموت

ما تحت اظفاره ليس رعبا

بل حدائق مزروعة فيها الشاعرات العاشقات

العاشقات الباسقات

جميل جدا

ان يستظل المرء

بشاعرة عاشقة باسقة

لحظة ان يموت

ان كانت لذة الموت واقعا

فلا بد ان عزرائيل

عصر انفاسك في زجاجة

ودسها في جيب صايته

ليزرق منها قطرة او قطرتين

في عين كل شاعر

حين يرقى بروحه

الى مستوى الدخان

وانك لست شاعرة ً وحسب ُ *وانك هكذا في القلب قلب ُ

وانك حين اكتب لا وجود ٌ * ولا دنيا ..جميع الكون حب ّ

وانك ما نطقت الله الا *قصدت بان عشق العشق رب ّ

وانك هاك روحي لا اراها *غدت روحي ونحوك تشرئب ّ

وانك لا امان ٌ في كياني *بغير وجود طيفك يستتب ّ

وانك لا خيال او جمال ٌ *بلا عينيك الا وهو ضب ّ

وانك لست سلما او سلاما *لانك دائما في الشعر حرب

وانك كل شئ فيك منفى *ووجهك رغم ذا وطن ٌ وشعب

 

 

ثعبانان

رقيقان

تحت صدغيك

يداي

 

 

اضغط على عضديك

واصعق

بعدها لا افيق

 

اكرع محيط الحنان

ما بين قارتي صدرك

وارقى

قبلة

قبلة

الى حجر ابيض

لم يرث ذنب حواء

وحده لم يصر اسود

مثل جلد هذي الحياة

عنقك

 

فوق سرة حزنك

اسكب فرحا ابيض

يليق به الحزن

شريطة ان يكون احمر

من قوة البياض

 

 

الالوان فوق عريك

لا تحتفظ بمواقعها

في خارطة البصر

فالابيض احيانا

لا يجد حقيقة كونه ابيض

الا في ربع نقيضه الاصفر

الاصفر يجد نفسه

متحققا اكثر

في نصف سكره الاحمر

الاحمر

آخر خطوة

في مراثون الغرام

بعد هذا لا يبقى

امام العاشقين

الا ان يعجنا جسديهما

بضغط القبر

هل اثم ان احبك حتى وانت موت ؟

أمن الوضاعة ان اقبّل صدرك حتى وهو برزخ قيامة من دون قبر ؟

أالى جهنم مصير عشق

ليس لا يصبح جلناره رمانا فقط

بل حتى كان يخجل

ان يصرح بانه نار الجلنار

هذه قسوة فوق ما يسع القلب

بل قسوة فوق ما يسع الله حتى

 

لم ار عينيك

لكنهما فرح بكل تاكيد

ليس فرحا مثل فرح الناس

من رخاوته لزجا ً

بل فرحا مثل صلب الحسام

لا يسمى فرحا

الا ليوصف بانه زمزم

فمي هاجر ٌ

زمزم انت ؟

لا لست هي بجميعك

انت هي بنبضة من فؤادك

نبضة

حين التصق براسي

على صدرك

اسمع روح الوجود

تتمتم من خجل

بما يشبه الصمت

احبك

لا تتحول مقابرنا

في الروح عطرا ً

القبر ليس مكفهرا ً

هناك

في البادية الاخرى المضاءة بالنوم

مقابرنا وحدها رغم ان عيونها عميت من التركيز في سطور الكتاب

تتلكأ كثيرا حتى انها غالبا ما ترسب

في اختبارات قياماتها

وجع ٌ اكبر في مفاصل قياماتها

يجعل صعبا عليها ان تقوم

قياماتها حتى وهي قائمة لا تقوم

ترى كيف اقتنع الرسام اذن

بان يضفي عليها من مخيلته جلالا ورعبا

حتى رسمها فعلا

على لوحة فنه ديناصورا

واحاطه بالناس

دلالة انه لم ينقرض

 

الجبل مهيمن على الواد

الجبل نهدك سيدتي

الوادي

هذا المتصوف المتلهف

لعشق كل النساء

لا تستغربي

فلا استحالة مطلقا

ان يتركز عشق النساء جميعا

في قطرة حنان تسيل من حلمة نهدك

يا لفمي

كم هو قديس

وهو ملتقم نصف نهدك

ويالفمي كم هو ابليس

حين يحس بضراوة عشقك

فيصمم على ان يذكي

قوة ناره اكثر

فيملا نفسه اضطرابا

ويهدأ

الغزل بالمدينة لا يطاق

وانت لست فيها

لا يطاق

وانت لست  في بساتينها

نخلة فوق سعف قلبها

تبنى اعشاش الحمام

الغزل بالمدينة سيدتي

يزعج راسي كثيرا

لولا انك ارتيدتها تنورة في الجنون الاخير

 

اكثر ما احب المدينة عندما يشرئب حنانها

لعناق مشنقة يتدلى يابسا من حبالها

جسد ٌ قمر ٌ \جسدي

عندك يا حبيبتي ما ليس عندها

فحنانك يشرئب

حتى الى جسدي \ الغياب

ليس دائما

جسدي قمرا

ليس دائما

اكثر ما يكون جسدي

وهو مصاب بدمّل الغياب

للمدينة رب سوى ربها

تبول وتشرب من بولها

وعلى رزها تضع غائطا ً

تسميه وجهها

وجه المدينة غائط

وحليبها

حليبها

دم يروب

حتى قبل ان يكون حليبا

قوام اطفالها

ينز دما

فرط ما رضعوا امواس الزناجيل

وتذوقوا شفرات السيوف

حلوى

حسب اسم المدينة وضاعة

ان يدسها الشاعر في القصيدة

فلا ينز منه الماء

لا تتفرع من صعيدها النساء

لا يصرن اشجارا

ولا  ثمارا

ولا جذعا يابسا حتى

الكآبة

ديدن روحك يا شاهر

حتى وانت تضحك  كثيرا

حتى وحبيبتك

يتفسخ فرحها سريعا

وتصير دمنة

وتعاف الربابة

كلما ابصرتك

تضحك وتبكي

تضحك وتبكي

حتى تصير خطا مائلا

لا يعني أي شئ

في نسيج الكتابة

 

ليس حزن السماء حزن التراب

فلماذا حشرتها في اهابي ؟

ولماذا ابكي على ساكنيها

ساكنوها وجوههم من ضباب

لا وضوح الا واسلم قهرا

عنقي هذا في يد القصاب

لا غموض الا ويوحي باني

حجر ملقى في طريق الشهاب

لم يعد الا ان اعيش طليقا

من سوى صدرك الرحيب الجناب

فاريني عطف الحياة جميعا

في ثوان من شِعرك ِ المنساب

الحياة التي اراها حياة

تستحق الولوج من كل باب

هي ما نحن فيه من عذاب وعشق

وامتزاج الحبور بالاكتئاب

لا بلاد نبكي على فقدها الا بقاء الجمال

دون اجتذاب

ونصلي

لكننا

لا نصلي

وسوى الجوع

 

 

قبة المحراب

 

عن باسم مزعل الماضي

شاهد أيضاً

شعر بعنوان :- القمر صحاني للشاعر / محمد السيد طه

بعنوان :- القمر صحاني ******************** في ليله وفي عز نومي قام القمر صحاني عايزني قال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *