إلى صديقي صلاح النصراوي وكفى
أن تكون غيمة
لونها الأرض ..
والألم الواقف على قدميه تحت جلدك ،
أن تكون غيمة
لا لسان لها ..
تثرثر بأغنية مهملة في جيبك الفسيح ،
أن تكون مدعاة لتواريخ ناحلة
ومنحلّة
تبوح بها لنوافذ متأخرة عن الليل …
ذلك أدعى من سفرك بلا ناي
في ما يعن لك من المراعي ،
وأدعى من احتمالك قارورة سعادة زائفة
بينما تنفلش على نفسك
كما لو كانت صخرة صلدة
وكنت قارورة هشة وزائفة من سعادة مثلا …
* * *
هل لك الآن ، ودائما ..
أن تشرع رأسك لأفق آهل بحدائق من الغيم
هل لك أن تجلس أغانيك المشغولة من الصمت
على كرسيك ،
وتأذن لأجنحتك بالصعود ؟
* * *
المسافة التي نشأت بين دمك وأنت ،
ممحوة بنظرتك إلى كسل ماكث في البياض
ذلك الذي تلمعه دموع شجرتك لدى ترابك القديم .
البياض الذي لا يراك
يرى قلبك الذي منه ،
ويغسله بالدموع التي منه أيضا ..
حتى تنفد الشجرة ..
وليس يبقى سوى ذلك النهر الذي يفيض عميقا
عميقا ..
على ترابك القديم .
* * *
ألست معي ؟
أن غيمة هي أدعى لك
من قبلة حائرة بين شفة وشفة لم تكن .
ألم يكن الذهب الذي تركته فائحا على ترابك القديم
هو الذي منحك حكمته
حتى غدت لوثة
ممهورة بغضب شاحب وحياء .
كن غيمة ذهب إذن
وعلى دروب كنت ستطأها كل يوم
أرق الحكمة المرة
كأسا ..
كأسا ..
حتى تنطفئ لأجلك جمرة الحياء ،
وحتى تصير غيمة جناحها من ذهب .
* * *