الرئيسية / دراسات / لقاء مع المستشرقة الالمانية البروفسورة الدكتورة فبكة فالتر

لقاء مع المستشرقة الالمانية البروفسورة الدكتورة فبكة فالتر

لقاء مع المستشرقة الألمانية البروفسورة الدكتورة فبكة فالتر..

أجرى اللقاء وترجمه إلى العربية : عامر تايه

1 – لماذا تهتمين بالادب العراقي ؟

اهتمامي بالادب العراقي الحديث لاسباب خارجية ( ظاهرية) . بدأ اهتمامي منذ فترة مبكرة بالادب العربي الحديث يكبر مع الادب المصري. كنت اعمل ولغاية كانون الاول 1988 في جامعة مارتن لوثر في هالة حيث ان مدينة شفاين فورت بالاتفاق مع الجامعة منحتني وبتاريخ 13\2\1988 جائزة روكرت, فاستطعت للمرة الاولى وبصحبة زوجي مغادرة جمهورية المانيا الديمقراطية وبتاشيرة خروج,فقط للحصول على الجائزة فاستخدمناها نحن في ذلك الوقت للهروب من الجمهورية.

واعتبرنا بعد ذلك من الخارجين على القانون.وبما ان جامعة هالة ومنذ السبعينات لديها اتفاقة صداقة مبرمة مع جامعة بغداد,استطعت ولكوني ليست عضوة في حزب الSED الدخول الى العراق بسهولة اكثر من بقية البلدان العربية.

القيت محاضرات في جامعتي الموصل وبغداد,تعرفت على زملاء وزميلات وعملت في المكتبة الوطنية في بغداد.كانت وزارة الثقافة العراقية سخية معي في تقديم الكتب التي كانت ضمن اهتماماتي واحتياجاتي اظافة الى ذلك استطعت شراء الكتب وحصلت كذلك على اعمال ادبية وعلمية كهدايا من زملائي العراقيين.

لاحظت وبسرعة اهمية الادب العراقي الحديث مقارنة مع الادب المصري والسوري الحديث, لكن عالميا الادب العراقي غير معروف كثيرا قياسا بالادب المصري.

وهكذا اخترت مجموعة قصص لنجيب محفوظ وترجمتها وكتبت مقدمتها في عام 1978 كذلك ترجمت رواية للاديب اللبناني توفيق يوسف عواد في عام 1983 لسلسلة بحوث لدار نشر الشعب والعالم,وفي عام 1986 ولفت مجموعة للبحوث العراقية واصدرتها في خاتمة مفصلة مسهبة,المجموعة المختارة كانت ضمن 28 قصة قصيرة لكل كاتب واحدة وللفترة ما بين 1932-

بعد مغادرتي جمهورية المانيا الديمقراطية استمريت على الرغم من التوقفات من خلال عملي كبروفسورة ومحاضرة في عدة جامعات المانية وضمن اطار المشاريع البحثية مع الادب العراقي,انشغلت بالشعر والنثر من بداية القرن التاسع عشر والى الوقت الحاضر,كذلك بدات بالتعريف على سلسلة كاملة من العناوين ونشرتها في المانيا وانكلترة وامريكا.

القصيدة العراقية بالطبع مميزة ومهمة وذلك من خلال الريادة الشهرية في الشعر الحر لنازك الملائكة وبدر شاكر السياب منذ عام 1947 والتي اصبحت صورة مثالية لبقية البلدان العربية.

ما يثير اهتمامي بالادب العراقي وعلى سبيل المثال الصياغة الخاصة للاعمال الادبية الشيعية في مجال الشعر والنثر,عدا ذلك التواصل للارث الكبير للادب العربي الكلاسيكي من جهة,واستقبال وتحويل مختلف تاثيرات الادب العالمي من جهة اخرى.حالة الشد المريعة بين الاثنين هي في جميع الاحوال في جيل نازك الملائكة,بدر شاكر السياب,بلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي وكل حياتهم الشعرية ومختلف الحالات كانت جديرة بالاهتمام.

في العراق كان الشعر ومنذ القدم اي منذ زمن العباسيين له تقليد خاص حمله معه الى الوقت الحاضر

كذلك الشعراء العراقيين,هم مشاعر من الحب والكراهية, والغضب على العلاقات السياسية,حزنا يعبر عنه شعرا..هذا كان مهما جدا بالنسبة لي.

2 – اي من الاعمال الشعرية ولشعراء عراقيين في القرن العشرين كان من وجهة نظرك قريب او مشابه للشعر الالماني؟

هذا سؤال من الصعب جدا الاجابة عليه,اذ ان كل شاعر او شاعرة عراقية له خصوصية,والشعر الاماني كذلك,الشعراء العراقيين ركزوا بقوة واخذوا الشعر الفرنسي والانكليزي كمثال لهم اكثر من الشعر الالماني.

شعراء المهجر الذين هم ومنذ مدة يعيشون في المانيا مثل فاضل العزاوي الذي يقيم منذ السبعينات فيها,

وكما هو معروف لي متاثر ببرشت,ربما كذلك بG.Benn اوH.N Enzenberger كذلك كما هو معروف الشبه الشعري ل انسنبيركر والبياتي ووجود الاحتجاج السياسي والسياسي الاجتماعي بينهما.

وبقوة الشعر الوجداني لنازك الملائكة ممكن وفي بعض المقاطع مقارنته مع Rainer Maria Rilke

والتي هي بالتاكيد لم تتعرف عليها.

3 – على اي جيل من الاجيال الشعرية تركزت دراستك؟

ركزت على جيل الرواد في الشعر الحر,وانا بلا ريب انشغلت باعمال جميل الزهاوي,الجواهري,وشعر المدن الشيعية في العراق,وحديثا مع شعر حرب الخليج الاولى,وعلى سبيل المثال انا نظمت عدة عنوانين في الاجزاء التكميلية لموسوعة Kindler الشعرية الجديدة لكل من الزهاوي,الجواهري,البياتي,

الحيدري,الملائكة,السياب,والحاق ترجمة خاصة بها,حيث ان هذه الموسوعة العالمية افتقرت والى ذلك الوقت الى اي شيء عن الشعر العربي الحديث.

4 – اي شاعر وشاعرة المانية من وجهة نظرك مماثل او قريب الى نازك الملائكة ؟

هذا سؤال صعب الاجابة عليه ايضا,ان اشرت الى ريلكه حيث نازك هنا امراة وشعرها عمل شعوري نسائي خالص ومثالي,وبالتاكيد مرتبط بعض الشيء بجيلها,كونه رقيق ويوصلك الى الانطباع الجارف المتحمس, وعلى الاكثر اضم لتلك المقارنة ربماSchuele Else Lasker و Annemarie Bostroem

5 – الى اي مدى تستطيع ترجمةالشعر العربي الحديث ان توصل الصورة الاصلية الى القارئ؟

اي ترجمة هي خلق ابداعي للمترجم او المترجمة,وكلما كانت الفروق الجمالية وحداثة اللغة الدارجة واللغة المعنية كبيرة,كلما صعبت مهمة الانتقال الى اللغة الاخرى والثقافة الاخرى على رغم كل تاكيدات العولمة اليوم.

شعر الحداثة للجواهري او الشعر الكلاسيكي العربي او شعر ما قبل الاسلام يؤثر وبالتاكيد كترجمة حرفية كشعر غريب جدا على القارئ الالماني ويخاطبه بجمالية قليلة وذلك لان الشعر في رنينه العربي مؤثر جدا.الشعر العربي اصبح ومنذ قرون يصل بالالقاء الصوتي اقوى واكثر من القراءة الشخصية الصامتة. ان الترجمة الحرفية للقرآن لاتعطي جمالية الاصل,وبالاخص الوزن في الصور القصيرة الاولى,واشارة الى هذا هو اعادة صياغة الجملة مع كل السياق التابع لها,وهي دائمة في عموم الادب العربي.ان القارئ الغير عربي يفهم فقط عندما يوضح له في هامش,وان الشعر الحر ومع اختلافات الهوامش الشعرية هو صعب في اعادة المطابقة الوزنية,انتهائا بالاختلافات الصوتية للغتين العربية والالمانية.في انشودة المطر للسياب يؤثر التقطيع الصوتي بحدة عند اعادة كلمة(مطر) بالعربية ورنينها مختلف عن كلمة Regen بالالمانية.

ععندما يترجم Stefan Weidner هنا Regentropfen , Regentropfen (قطرة مطر) فهذا اسم صوتي جيد,علاوة على ذلك فان نقل اللغات التي هي مصاغة من خلال اختلاف ثقافاتها والتجانس معها يلعب دورا مهما والذي هو في لغة ما يتلعق بكلمة او بعدة كلمات معينة اما في اللغة الاخرى فالعكس.

الكلمات والجمل العربية ممكن ان تكون اقصر في الالمانية على سبيل المثال,لان في الجمل الاسمية لايوجد افعال مساعدة مقارنة بالالمانية,لان التعبير الشخصي للافعال يظهر في نهايتها وليس خلال الظمير الشخصي كما في الالمانية.في الالمانية Ich liebe Dich تعني في العربية احبك حيث تعتمد على قائلها ان كان رجلا او امراة..الخ.

من السهولة وبالتاكيد ترجمة قصيدة النثر,وعموما يجب على المترجم او المترجمة للشعر العربي ان يكون خلاق ولديه امكانية الابداع,وينطبق ذلك على الترجمة من الالمانية الى العربية,كذلك هناك اختلافات من كاتب الى اخر.

6 – اللغة العربية مشهورة ببلاغتها الجميلة ومعروفة باسلوب بلاغي خاص بها..هل وجدتي صعوبة في الترجمة وفي ايجاد الكلمة المطابقة بالالمانية الى العربية؟

هذا ينطبق على ما ذكرته اعلاه حول حداثة الاختلافات في تحويل العربية والالمانية,وينطبق هذا اكثر في ادب النثر,بالطبع توجد هناك كلمات عربية خالصة وخصوصا في تحولات الحداثة الشعرية والتي لامماثل لها في الالمانية,عندها تكون ترجمة حرفية من لغة الى اخرى وتكون بالتاكيد مشابهة تماما.على سبيل المثال هناك قصيده جميله لاذعه للجواهري حول الانتهازيه في العراق في الثلاثينات وهي تبدأ ب يا طرطاره يا طرطاري …. هنا وجدت صعوبه كبيره في الترجمه.

الشعر الشعبي لعبود الكرخي ومظفر النواب وسخريته السياسية من الصعب مطابقته واعادته الى الالمانية لانه باللهجة الادبية الالمانية له معنى اخر بالمقارنة مع اللغة العريبة الفصحى.

7 – الى اي مدى تصنفين الشعر العراقي..هل هو شعر ذو صبغة عراقية خالصة ام تطغي عليه العالمية؟

الشعر العراقي عموما الحر او المقفى الكلاسيكي والكلاسيكي الحديث هو عربي خالص,حيث عندما يلعب الشعر العراقي دورا في البلد اذا هو شعر عراقي خالص.

الشعر في القصيد’ الحرة وقصيدة النثر,هو دائما سهل التوصيل عندما تكون هناك فروقات طبيغية بين شاعر وآخر.

بلند الحيدري ينقل نفسه على العموم بصورة اكثر سهولة من بدر شاكر السياب . وخلال العمل الشعري للشلعر هناك ايضا بالتاكيد عدة فروقات,السياب اصنفه كشاعر عراقي خالص على الرغم من انه تحول في مثيولوجيته الشعرية الى العالمية,ان اي شاعر له لغته الشعرية الخاصة,ياخذ التاثيرات ويحول الطباع,واذا يؤدي هذا بصورة جيدة او رائعة يستطيع ان يدعي العالمية ويكون كذلك محلي ايضا,وفي كل حالة يحمل خصوصيته الشخصية ويتكلم لغته الشعرية الخاصة.

 

 

اجرى اللقاء وترجمه الى العربية : عامر تايه

 

عن عامر تايه

شاهد أيضاً

قراءة في رواية “رقص السناجب” لعباس خلف علي

قراءة في رواية “رقص السناجب” لعباس خلف علي بقلم: شميسة غربي/ سيدي بلعباس/ الجزائر “رقص …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *