الرئيسية / شعر عربي / أرض الصفــر

أرض الصفــر

هجرة البجعة المجروحة و عودتها قبيل الفراغ من تجويد غنائها على ضفاف وادي السيليكون.

أهديك كتاب العصر

فلا تدخله بعين السائح فيك

و لا تدخله بغير زمانك

فهو سلاحك ذو الحدين

و تلك هديتك الأغلى في العالم، لي.

… أما متصفحه،

و الباحث عني فيه

         و عن أثر لي

         بين الأجداد  الموتى، بأجندته ..

فليعف كتابي، مشكورا ..

من شر زوابعه

و ليمض مع الأجداد، إلى منفاه…

فهم بأصابعه، أولى…

و قد انقلبوا

–          أعني الأجداد-

إلى كتب صفراء

يقلّبها نقاد صفر كالأسطورة ..

         من فئة الفئران !

 

 

ما أكتبه

ليس الشعر الموزون أو الشعر المنثور

و ما هو بالإعجاز

( فقد ولى زمن الشعراء المنتفخين بأنفسهم

– زعماء النظم الزائف و الزلفى-)

… ما أكتبه بالفحم

–          هنا و الآن –

محاولة للحلم

         و للتحريض عليه

و فلسفة للثأر من امرأة …

ولدت هذا الأسطول الهائل

.. من حمقى العالم

و انتظرتهم – وهي على قلق –

حتى أثموا !…

 

… أما القصيدة

–          وهي تستدعي عموم معارضيها من أساتذة المجاز و ما إليه-

فقد رأت أن تجلد ” الأدب القديم ” أمامهم ..

دعت الحطيئة، عروة بن الورد، بشار بن برد، الشنفرى

و الآخرين ..

إلى مبارزة أشد ضراوة

أن يتركوا كل السيوف، هناك، في الصحراء

و ليضعوا الحروف، مكانها

لتقول بالدفق الدقيق زمانها

شرط التقيد بالشروط

         و من أهم شروطها :

– عدم الهروب إلى الوراء

                   إلى تقمص نخوة البطل العظيم و نحوه

– عدم التحصن بالتشابيه البليغة

         أو بما يدعو إلى سحق العدو و محوه

– عدم التشدق بانتصارات الجدود

         و / أو بأندلس تعود و لن تعود !…

– ضرورة الإضرار بالأنموذج الطاغي :

                   الأب المجرور من غده إلى ماضيه

                   يزني ثم يرفض أن يشاركه أب في زرعه

– و ضرورة التلويح بالآتي

و ما الآتي ؟

سؤال يقتضي، من حيث لا يتوقع الحمقى، جوابا نادرا

من نوعه ..

دعت القصيدة كل أستاذ على حدة

و ترجمت القصيدة

وهي تدعو كل أستاذ على حدة مفاتنها إلى لغة ..

رآها كل أستاذ على حدة ..

مؤامرة تحيق بكل أستاذ على حدة

                   و من كل الجهات

خيانة عظمى !

رماها كل أستاذ على حدة ..

و لم تجد القصيدة

وهي تجلد كل أستاذ على حدة

                   بفائض صمتها

إلا الخروج

إلى الهواء الطلق في أولى مظاهرة لها ..

ضد النقيق : حديثه و قديمه …

 

.. أما أساتذة المجاز(ر) و الـ ..مزاج

فلم يروا إلا الحطيئة، عروة بن الورد، بشار بن برد، الشنفرى والآخرين ..

دعتهم ” الخنساء “

لبى كل أستاذ على حدة و ..فورا

دعوة ” الخنساء ”

و اتفق الجميع

و كلهم صخر

على تخليد دمعتها على مر العصور

..و إنهم، في وصف طوفان الدموع، لمبدعون !..

 

في الظل /

في المبنى الجديد من العبارة، تحت شرفتها…

بمقياس اثنتين و أربعين حرارة في الظل ..

تهمس نحلة للنخل /

تطلب نقطة لا غير .. قبعة لحرف الحاء /

هذا المنحني بين اسمها و سمائها ..

لتطير من وضع إلى وضع

و تصبح نخلة ..

عبر الهروب – ولو نشازا-

من طنين النحل

في المبنى القديم من العبارة ..

نحو مملكة النخيل.

 

هي دولة الدول :

انصهار دويلة بدويلة ..

                   بدويلتين

و .. هكذا

لتقوم أكبر دولة ..

تحنو على سكانها بضراوة ..

و تحرض الغرباء

كي يلجوا عواصمها، بلا تأشيرة ..

و بلا مجاملة لحراس الحدود

و .. هكذا..

اللا حدود حدودها

هي دولة المعنى و موسيقاه ..

في المبنى الجديد ..

بشارع متفرع عن شارع ..

هو شارع ” الحرية الخضراء ” ..

وسط مدينة تتقاطع الطرقات فيها و الخطى .

.. هي قبلة القرنين

بينهما تمركز شاهد من أهلها …

فتخضرمت شفة ..

و أنشب شاعر قرنيه بين قصيدتين ..

يناطح القرنين

وهو يمر من قرن إلى قرن إلى قرنين في قرن

         و من بحر إلى بحر إلى بحرين في بحر ..

و ليس له عدا : اللغة / الشراع.

 

 

من أنا ؟

ما صلة العالم باسمي ..

و أنا العالم

و العالم في قارة جسمي

ليس إلا قرية من ضمن آلاف القرى ..

تهتف باسمي ؟

***

 

قريتي العالم :

هذا سبب كاف لتمتد يد العالم

– من حيث أنا أعلم –

كي تكتبني ..

فليكن العالم وجهي

             و قناعي

و لأقم لي دولة عظمى

بحجم الكلمات

سأسميها كثيرا : وطني ..

 

تشابهت الاتجاهات و الاتجاهات شتى

و لا مهد للفاطمي الجريح

عدا ذلك الاتجاه :

له أن يشق الخريطة شطرين :

                            شرقا و غربا

و أن يتمترس بينهما، في السماء، هلالا…

تشيعه – وهو بين النجوم –

الرياح اللواقح و النظرات

جنوبا، شمالا

و تتبعه الأرض

– مشدودة من مشيمتها-

وهي تدعوه ثانية ..

كي يعود

فينأى كثيرا

و لكنه – وهو يدنو كثيرا، من امرأة

كشطت جلدها المرمري لمرآتها –

.. عاد من رحلة الألف تيه

إلى رحم الأم، أم الجميع

و أنشأ يحثو التراب بكلتا يديه

ويثغو ‍ !

 

تلك أيقونته !؟

يصعب تصديق الدم الاسود و الإخوة و الذئب

–          و إن جيء به في عز شيخوخته بعد ثمانين ارتجافا فاعترافا-

بل يصعب حتى أن ترى يوسف في يوسف،

في إخوته، في البئر، في صحرائه…

يصعب …

لكن القميص اليوسفي …

ظل أيقونة ما كان من الذئب

و ما لم يكن …

استولى الغياب ..

–          وهو أيقونة ما شاع-

على الذئب ..

على إخوته الهمج : أبناء الذئاب..

و ارتمى يوسف في البئر

         على سر الأب الأعمى

.. كانت تلك أولى درجات العلم بالبئر و ما أخفى

و ما أعظم ما أخفاه بئر الأخوة الهمج :

أبناء الذئاب …

 

زردة (*)صيفا : 2001 أو 3001 فـ/ صاعدا ..

لن أصف الصفصاف بساحة مدرستي

         أو موسيقى الصرصار ظهيرة هذا اليوم القائظ

لن أصف البئر الأولى

         صدأ البكرات، عطالتها عن ضخ الماء مساء للأنعام

         و / أو للري

و لن أصف الأطيار بكل فصائلها

         الأشجار بكل فسائلها

         ما اخضر بكل مشاتله

بل لن أصف الأعراس : هوادجها و مباهجها

         و حم الزيتونة / دينامو كينونتنا :

                            ديمومة ما يتراكض في قلب الدوامة من أنساغ

لن أصف الفلاح

         بيادره و نوارجه

         أو ما تحوي مطمورته

         أو أظلاف الصبار : مقددة علفا للنوق …

و لن أصف الفزاعة و الناعورة في البستان..

         و لا الغيب المحتال بقمحته : فخا للقبرة العرجاء ..

و لن أصف الأشياء هنا ..

         أو كيف تعسلج دالية في الليل، على ضوء القمر …

لا يشغلني

–          و أنا في زردة : قرية أجدادي –

–          إلا قمر ..

–          ما غاب، الليلة، عن بصري

–          إلا ليشاهده في ” أرض الصفر” (*)ملايين البشر ‍!

 

” الأرض عالقة بخيط ‍!”..

قال حسب الشيخ جعفر (**)

وهي ضفدعة الهنا و الآن …

         جس العسكري خريطة بعصاه ..

         و استولى

         – بضفدعة تنط من الشمال إلى الجنوب –

         على المكان

                            **

         فقدت أصابعها اليدان

         وجيء بالإنسان

         من شفتيه

         – وهو مورط في تهمة عظمى –

         و قيل له :

         لك الهبة الأخيرة أيها الإنسان ..

         ماذا تشتهي ؟

–          لا شيء !

قال ..

.. و كان ذلك أول الخسران !

حين تلولب الإعصار ..

         ملتفا على مستنقعات الكون

         أمطرت السماء ضفادع ..

         انطرحت على الإسفلت

         في جلبابها الدموي !

         وهي تنط بالآلاف، في زحف مغولي، على اللاشيء..

         كارثة !

         و جس العسكري خريطة، بعصاه..

         فاستولت ضفادعه على الدنيا بأكملها

.. و كانت تلك أولى التهلكات تفاجع الإنسان، في القرن الجديد

         أرض

بوسع شماتة الأعداء و الموتى

ممزقة

أرقع ما تمزق من عواصمها

بإبرة شاعر ..

         هو نفسه انشطرت قصيدته …

إلى ما يشبه الرأسين، منفصلين ..

منذ هبوطه رأسا بلا رأس

على هذا التراب !

و منذ أن حط السواد على البياض/

على ذؤابة ما نقول و ما نرى ..

الأرض؟

– أرض الصفر، أرض الصقر –

تكفي نقطة صغرى لقلب الوضع من صفر إلى صقر

                                                        و من صقر إلى صفر

و تكفي نقطة أخرى

لوضع القلب موضع شبهة أو .. نحوها

كهروب ذاك الوغد من وعد :

من (الـ) أرض القديمة – وهي كنعانية جدا-

إلى أرض مجردة من (الـ) تعريف

                                     و التصريف في الفعل المضارع ..

.. ما مضى لم يمض !

تكفي نقطة لنراه في الآتي : قريبا أو بعيدا …

في يدي إليوت :

أرضا للـ ” رجال الجوف” / غربان الخراب !..

 

أهي الفراشة أصل غربتنا إذن ؟”

لطمت جناحيها ببعضهما إلى حد انفصالهما

                                     و ما انفصلا

فحاولت الهروب

فلم تجد اتجاها واحدا لهروبها

ورأت

فلم تر غير شمس، في تمام غروبها

مدت جناحيها بعيدا، عاليا

                       غربا و شرقا

و احتمت من همجة النيران بالآلاف من أمثالها

ما كان،

لم يكن ارتطام مسافر بمسافر

                        أو طائر بعمارة ..

ما كان،

كان مسافة

– في مستوى قلبين مصدومين –

بين مدينة و مدينة.

أما الفراشة

– وهي تأكل من جناحيها –

فلا جدوى هنا، لوجودها !..

و لها ملاذ واحد :

إما الرجوع إلى شرانق أهلها

أو نسف كل حدودها

للامتلاء بعالم

هو ملتقى كل الوحوش …

         ***

لعابر أن يسأل الأبراج :

ما الداعي إلى استبقاء جثة طائر متطاول ..

ما بين طاولتين في مجرى الهواء ؟

تعفن المعنى إذن ؟ ..

و تأرجحت تفاحة الزمن الأخير

– و قد نجت من عقلها –

ما بين منطقة انعدام الجاذبية

و الشعور بجاذبية شكلها

ليظل دود الأرض، عن بعد ..

يناشدها الوقوع

و لا سقوط

لغير صورتها اللذيذة ..

بين أنياب الفراغ

 

في غابة إكس

لا إشعاع لغير أشعة إكس أو ما شابهها :

عدسات الناظور الليلي و كاشفة الجسم المتحرك و الكاميرات

المتحكم فيها عن بعد

أما المندسون وراء صناديق الموز المرصوصة عند حدود

غواتيمالا و المكسيك و غيرهما

فقد اختبؤوا في أنفسهم، من أنفسهم …

لكن العين

بأعلى إشعاع فيها

هتكت حجب المستور

و أجهضت الحلم / المحظور

– و تلك حكاية كل جناح مكسور مع طائره-

(… في ذاك المبنى

– مبنى ” بان أوبتيكون”-

أنشأ جيرمي بنثام ( ق 18) برجا لمراقبة الحركات

و لم يكن النمل البشري على علم بالعين

بأعلى البرج

تراقب كل دبيب فوق الأرض، و تحت الأرض

لهم

وهمو بقناع الخارج

أو بدثار الداخل

أو بهما، في نفس الوقت، معا

عوراء عيونهم كانت

لم يبق لهم وجه لمواجهة المرآة

و قد مسخوا ” فئران تجارب” ..

تحت المجهر و الليزر …

         ***

الآن، هنا ..

أحتاج دقائق تدقيقا

لأطابق بين ملايين البصمات / القرنيات،

لدى الغرباء …

         ***

الإنذار الخاطئ إعصار !…

         ***

يلج المنظار ذو الدائرة المغلقة السوق، محطات القطارات، المطارات، العمارات،

البنى تحت البنى، تحت البنى..

يمسحها بالليزر الخفاق مسحا…

 

ذلك السابح من سطح إلى القاع ..

انتهى بين العيون الاثنتي عشرة مشروع غريق

عاد من رحلته تلك

من القاع إلى الحافة

مولودا جديدا ‍ !

كاد أن يهلك في ظلمته ..

لولا عيون ” البوسدون”…

 

… و عين بـ ” أرض الصفر”..

صادت زمانها و عادت ..

فهل عادت ..

إلى العين عينها ؟

ثلاثة آلاف قضوا..

أم خريطة..

بأكملها ضاقت ..

فألقت بعهنها ؟

تهاووا عموديا ..

طويل صراخهم

كصرخة أم

وهي تقذف بابنها ..

أرى الأم – أم الساقطين-

تشامخت !

كأن الضحايا ..

(قد) أزيلوا بإذنها !

تهدمت الأبراج

حتى تهدمت ..

من القصف آلاف النفوس ..

بحزنها ..

بعيدا، بعيدا

عاليا، عاليا

مضت قصيدتنا

عكس اشتراطات وزنها

عظيم صنيع العبد !

ما كاد يختلي بأنثاه ..

حتى ارتد أعمى ..

لسجنها !..

على أي لون تستقر سماؤه

و لا لون يعلو لونها

غير لونها ؟

رأى كل شيء ..

         كل شيء

         و هل رأى ..

         عدا ما يراه العبد ..

         .. إلا بعونها ؟

أرادته عينا

فانتهت عينه يدا

تعيث فسادا

         بل دمارا ..

         بكونها ..

لها أن تعيد الآن

ترتيب بيتها ..

من الصفر ..

” أرض الصفر” أدرى

بشأنها ! ..

 

بعين المكان

و بين الحشود

على بعد خمسة أبنية ..

كانت العين، بالضوء و اللون، تلتقط المشهد الدموي :

دمارات يورك الجديدة / أشلاء موتى / معادن مصهورة/

و بنى متداعية / حامل البوق: هل كان يرقص فوق الحطام و بين الركام؟

و عون اللحام مصاب بإحدى الشظايا، ملوثة بالسخام ملابسه،

مكفهر الملامح يبدو ..


يضج المكان بشرطته / و بأعوان إطفائه : يفتح الجرح غير المنمق

في المشهد الواقعي على الرعب في أروع اللقطات:

– اشرحوا اللحظة/ الجرح للزائرين !

(روى بيرانيسي ملاحم روما و مأساتها- وهي في بؤبؤ العين

منه – يحمضها صورة، صورة و شريطا، شريطا و يلقي

بها في الحريق !…)

 

 

أنا الهاكر، الماكر، الطفل، ألهو..

و لي في حكومة ظلي ثلاثون زيرا

( هنا، للضرورة ..

طار الخليل بن أحمد بالواو /واو الوزير ..

فـ.. عفوا !) ..

ثلاثون زيرا – أقول –

أعينهم في الصباح و أعزلهم في المساء …

و لي مائة امرأة من نساء الرصيف

أعلمهن الصعود

إلى الطابق الألف من فندق الروح

و الرقص بين الفواصل، تحت النقاط وفوق الحروف …

و لي لعبة شهريارية، كل شهر ..

أموت اشتهاء إلى امرأة تشتهي كلماتي

فتقتلني بغريب الحكايا

و أقتلها بفداحة صمتي

لنسبح في النهر، قبل انتهاء الحكاية، ملتحمين …

دم في الرواق

         و كل الأغاني تؤدي إلى نقطة :

         أن نبع الحكاية طفل ..

         مضى عاليا و .. بعيدا

         رأى في متاهته

         أن أحلامه ألهمته الجنون :

         بأن الحقيقة قبل الرغيف ‍‍!…

أنا الهاكر، الماكر، الطفل، ألهو..

و لي في حكومة ظلي

البلايين من سائر النمل / شعبي الذي ينحني واقفا

.. جوف بالونة الكون لي ..

لي السماء

بليزرها فائق النبض و الومض ..

لي زر هذا الوجود :

لي الكلمات..

ألا فادخلوا جنتي

         من خلال الحديقة

         واجنوا الحقيقة :

                            تفاحة الحلم /

                            فائقة الجاذبية و … المستحيل ‍!..

 

و تستلقي الحروف المعدنية

خارج الكلمات

في صحراء غوتنبرغ

تذروها يد عجفاء للريح …


الآن و عبر “وسيط الانباء” المعفى من دفع رسوم الجمرك

يشرب ” خادم حاسوبي” طوفان القرية أو ما جاورها :

نهرا نهرا

خبرا خبرا..

أفتك الفأرة من عين القط المتربص

أنقرها

و أرى في تقليب الصفحات

محاولة للوهم

و للإبحار

إلى حد الغرق !

في دائرتي متعددة الغرف

و أنا أستخدم سلطان الشبكة

ووسائطها المتعددة : الصور الأخاذة

و الصوت المتموج

فاجأني الإحساس الفاجع بالقرف

هي لا تستخدم نفس المدخل :

بل هي تدخلني من أقصى جهة

لا يعلمها حتى الشيطان !

 

رقميا..

تندفع الحزم / الكلمات

من الأنبوب الكاثودي القابع خلف الشاشة

نحو السطح :

خيالات تتراقص أحرفها في ليزرها العاري

**

في القرن الخامس قبل الميلاد، استدعى سقراط محاوره المتألق أفلاطون..

و قال له بالحرف الغائب :

حاورني و كأنك مجنون !.

لكن محاوره المتألق أفلاطون..

تعلق بامرأة في القرن الحادي و العشرين

فلم يأبه برؤى سقراط

و لا بفلاسفة الماضي و الحكمة و القانون..

رأى المستقبل في كلمات تكتبها امرأة :

رقصا في قلب الليزر

حتى استرخاء مفاصلها و النوم عميقا في عينيه..

.. و كان يراودها من زاوية الزمن القاصي

و يردد :

كيف تعملق ميكروسوفت و أعدم فلسفتي..

لتراقصه امرأة الأضواء بكامل أحرفها..

عوضا عني ؟..

آه مني !

كم كنت بعيدا عن شفتي !

ووحيدا في لغتي !

الآن فقط

ستعاودني في القرن الخامس قبل الميلاد، الحمى..

لأعود إلى سقراط و من معه : أعمى

أعمى،

أعمى ..

فارأف بي يا سقراط

أنا لم أقفز من زمني..

إلا من أجل محاورة أسمى

لكني خبت و خابت فلسفتي

لم ألق مكانا لي في جمهورية مكيروسوفت

و لم أجد امرأة تحبوني يدها

كي ألثمها..

و أعود إلى نفسي

مرتاح البال و ممتلئا بشذى الأنثى/

بأظافرها في فلسفتي ‍.

لم أحظ بغير الليزر

يدفق مؤتلقا من عينيها، كالسيف..

(أقلت ” السيف”؟..)

أأقصد أن الليزر أكثر إنباء في الشاشة..

من سيف يزن الـ..

بل يلزمه في الواقع، كي يزن الآتي

بالماضي

آلاف الجزر الضوئية و السنوات…

 

و يعوذ بـ” النظم الذكية” من ” نموذجه الصديق “

يريد سيلا عارما من برمجيات المدائن كلها

يغفو ليوقظه نباح الأسطوانة من جديد

(يحتمي بكلابه بافلوف

خشية أن يموت بعضة الذئب الأشد

ضراوة

و عداوة

و غباوة)

هو ذائب في الذئب

بل هو ذئب لحظته الاخيرة

وهو لو لم يعو : عو ‍!

عو‍!

عو..

..لمات لتوه..

بين اللدائن :

نسخة من ” جاحظ” الزمن القديم!..

هو الذي ركب القطار

و حل في عرباته العشرين في عشرين مرآة له..

وهو الذي كتب ” الطريق أمامنا”

و أشاع عدوى العدو في أعدائه/

في كل سكان الخريطة..

حوله..

 

كن نفسك.. كي تعفى

من وضع العبد و خذ ما يكفي من حلم

كي تشفى

من منفاك…

**

دمك المتدفق.. أسرع من ضوضاء الطابعة المجنونة،

غير بعيد عنك..

تقوس ظهرك أكثر مما يلزم

و الأكتاف ؟

تلاحمت الأكتاف/ تصلبت الرقبه

اجلس في وضع آخر :

في كرسي دوار مثلا…

لا‍! لا تخش المنفى ‍!


و اطرد فوبيا الكمبيوتر / كل الخوف المتراكم فيك

و لا تخش المنفى:

و اطرد متلازمة الكومبيوتر :

لا تقلق :

دع عنك نقاط الشاشة / لا تهتم بها

و اترك كومبيوترك..

كي تتفسح في البستان قليلا

لا تخش المنفى

و اطرد متلازمة السيليكون

و لا تهرب للداخل، مما يحدث أحيانا، في

الخارج..

لا تخش المنفى ‍!

لا تخش الإجهاد البصري

و هذا الماء الأزرق في عينيك!..

 

زمن الحمى و.. الكوليرا :

طفل يبكي

يبكي

يبكي..

تتناسخ صورته عبر الأصقاع بآلاف النسخ..

الكون بأكمله

أعذاق نخيل خاوية..

و يد تمتد

لتخمش أقصى الأرض، أظافرها…

أين الخنساء ؟

هل ابتلت في القبر

بدمع الطفل، ضفائرها؟…

 

بعض النقده

من ديناصورات الزمن الحجري

جثوا في الشارع تحت الشرفة…

ينتقدون العالم :

كيف ترقمن ؟

و الأنموذج كيف طغى ؟

و الشاعر من عدمه ..

و الشاعر ..

وهو يرى ما لم يره النقده

أغواه الشيطان

و لم يك- وهو يبارزه بالليزر و الكلمات-

من العبده..

أغوته اللعبة :

وهو يدير حكومته العملاقة ..

من ردهات المكتبة الرقمية

يستدعي البواب

مراجعه المتقاطعة، الموسوعة، كل فهارسها و خرائطها و بنوك المصطلحات

(وقد) تدعوه إلى المستقبل

عبر الألياف الضوئية فائقة السعة امرأة…

من أنسجة و دم..

فيبادلها في الوقت الضائع دردشة

خضراء

بدردشة..

تتمدد صورته عبر المسح الضوئي …

ليرسلها للتو إلى معشوقته…

و أنا في الموقع ..

في صلب الترويج المتقاطع للـ”بستان”،

لـ”ثاني أوكسيد التاريخ”،لـ” أعمالي الشعرية”، لي …

أحضن الآن كتابي

و أنا ألمسه

تلمسه عيناي لمسا نشطا

أوقظ إحساسي

و أدعو الجانب الودي مني

من جهازي العصبي اللا/ إرادي…

إلى الأعماق حيث الماء يغلي….

ارتمى في الحيز الرمزي للآخر…

فوق الصفحات

و بنصفي كرة المخ، بهدي الكلمات

أتسلى بحواس الجلد :

تشفيرا لذيذا و اختزانا و… استعاده…

 

في وادي السيليكون ..

بمقربة من مقبرة الأجيال الأولى من أسرة حاسوب بن حويسب …

لم تجد الشفتان – و بينهما الأسرار بأكملها –

حرجا

في البوح بما في الوادي

من نبت شيطاني و نفايات

من أدمغة و جماجم

من سيليكون و عوادم

من حواء و آدم تمثالين بلا روح

حتى الغربان

رأت ما لم يره هابيل و قابيل

اخترعت في المنطقة المتروكة من وادي السيليكون

سنابل خضرا

ترتعش اقشعرارا أو خجلا

بمجرد أن ترعى إفريز مفاتنها

عين متلصصة، عوراء..

و ما اخترعت غربان اللحظة غربال اللون المتدرج نحو الأزرق

وهي تحلق أعلى من يد قناص، أعمى

إلا لتحس بأن سنابل خضرا

تكفيها للثأر من التاريخ الأسود

للغربان …

 

في الوادي السابع من وادي السيليكون ..

ارتفع العمران : عمارات بطوابق لا تحصى

وتوامضت الأضواء

فأوعز للسلطان :

أن افتح بوابتك الزرقاء على مصراعيها

ودع الغرباء ذوي اللون المتعدد و الحمى

يلجون الأزرق نحو الأصفر نحو الأخضر..

نحو يد بيضاء

ملطخة بالأحمر

تستدعي بالتلويح المتكرر ..

كل الأيدي و .. الشيطان

لنجدتها !..

لكن يدا سوداء بقفاز خشن

ضغطت من فوق

على رأس ” الطيف” المسكون

بفكرة أن ينجو

حتى همدت يده البيضاء

بأحمرها القاني

في قاع الأزرق : /

لجة ما لا يرجوه ” البطل” المسكون

بفكرة أن ينجو.

 

في التاسع

ما اتسع الوادي لخطى امرأة خرساء

نضت عنها ما خف و/أو ما شف

فأشفق من برزت عيناه على عينيه

         و من رجفت ساقاه على ساقيه، على غده

الصورة أعلى من يده

فليمض الساهر حتى الفجر

إلى الجهة الأخرى من أزرقه الرفاف

ليبصرها

” تتقفشع” بالكعب العالي

في أروقة القصر الخالي ..

إلا من طلعتها

و قد انتصبت أعلى من كل يد

و عليها أن تبقى أعلى من كل يد” ..

تمثالا لامرأة خرساء

نضت عن مرمرها

جلد الثور المشدود إلى حد الرقبة

ومضت …

.. إلا من مفتاح يتدلى،

يسترعورتها.

 

في جدوله الثاني و العشرين

استثنى وادي السيليكون الفقراء

و أسكنهم كوخا أعلى الجبل ..

لهم القمر المشنوق

         و دود القز و قد بليت في بهو الكهف

         شرانقه

فتساقط من تلقاء النفس

إلى الأخدود الداكن

من سفح الجبل

 

… الثلج يجدول أسنان القرش المتجمد

و الفينيق بجدول بين الأجنحة الخضراء

رماد الماضي و .. المنفى

و يجدول وادي السيليكون

حدائقه و حرائقه و.. مشانقه أيضا …

 

شين، ألف، نون …

هذا المتشبه بالشرسين و بالشرهين ذوي التشويش المستشري وذوي الشبهات، الشامت والمتشائم و المتشرد و المتشرذم و المتشنج والمتشدق باللاشيء و شاوي الأشلاء المشلولة في الشرق المشنوق على شيء لا مشتعل و الشارب شامبانيا الشعب المتعطش للشمس المشؤومة و الشرير شهيد الوشم الشائع و المشهور بشاربه : مشاط الشارع /


شارعه الشخصي / شريك الشيطان، المتشابك – من شك في شوكته – مع شهوته و قد

انشطرت شطرين، تهمشه شفة شمطاء وتشعره بهشاشته و يعاشره الأعشى، بشار، تأبط شرا أو شعراء “الشوشرة ” المشروطة و المشبوهة ..

هذا الشائن ..

– عفوا-
هذا الشاعر ..

– عفوا –

هذا الشاهد، ليس أنا ‍ !

 

يهزأ اللاحق بالسابق

         و السابق بالأسبق

                   و الأسبق بالقوم القدامى

لكأن الموت، هذا الموت..

         غير الموت، ذاك الموت ..

         موت الكائن الهش و ما جاوره من حيوات !

أو كأن الوقت، هذا الوقت ..

         غير الوقت، ذاك الوقت ..

         وقت الحنظل المحض و ما خالطه من صبوات !

أو كأن الصوت، هذا الصوت..

         غير الصوت، ذاك الصوت ..

         صوت الظالم النذل و ما حف به من هفوات !

أو كأن اللون، ذاك اللون ..

         غير اللون، هذا اللون ..

         لون الضحكة الصفراء من خلف القناع !

يهزأ الشاعر بالقارئ

         و القارئ بالنص الذي بين يديه …

و بنا يهزأ هذا الأزرق الهادر : بحر اللحظة الهوجاء بحر الكلمات.

 

         الظهر إلى جذع الزيتونة

         و العينان الى صور تتلو صورا تتلو جثثا متشظية في ساحة معركة ..

         تتلو امرأة / أفعى في حالة عري ..

         تسترضي الجمهور الغائب

         تتلو أخرى متخطفة ..

         ( في عمق الغابة،

         بين صراصير الليل المزطولة

                            و الشجر المتشابك ..

         ركز شاشته القزمية

         و استرخى أرضا

         يتلمظ ما يجري أو ما يبدو

         و العالم في عينيه :

         شريط بالألوان …)

 

.. لم تعد أسطورة ” الحوسبة الآمنة”، الآن هنا، في مأمن من سطوة الأيدي التي تلهو بعنقود المفاتيح انحرافا و انجرافا فاشتباكا آخر الأمر، مع النهر الذي انساب من الدائرة الكبرى إلى الدائرة الصغرى إلى الدائرة الأصغر، كي يهدم قلب القلعة الزرقاء..

عشوائية أرقامها

مائة خيط

واحد منها لضرب الحارس الناعس في موقعه

للشفرة الحمراء في دودتها

عدوى العبور الحر نحو النظم الأخرى

بـ ” أمر الثغرات”.

هذا الحاسوب

و / أو

” طفحان الذاكرة” ..

انفجري يا ذاكرة البحر المجنون

و للدود الزاحف و المستفحل ..

أن يتناسل عكس هوى المستفعل ..

و لتتكثف – ثانية أو ثالثة –

هجمات الرفض لخدمة هاكرها أو ماكرها ..

من قطاع الطرق ‍ !

و لينطلق الطوفان

إلى أقصى ما استغلق عبر ” الباب المنزلق ” !

         ***

تتلألأ لي

– بالتصوير الرقمي –

علامات الخطر :

الحركات الخاطفة، المشبوهة و الـ ” ما ليس تماما”

في سبورة ما يبدو

ذي الوجهة ..

أما الوجه

فبين يدي كافكا :

مسخ مصبوب في نسخ شتى

لا حيلة للوجه الممسوخ

قبالة ماسخه !

         **

ذي مملكتي

و لمملكتي أقفال لا تحصى ..

كلمات السر فقط تكفي

لمفاجأتي

وأنا في الركن الأقصى من .. صمتي

و مع ذلك ..

يعنيني ما يأتي :

” منطقك المعدي ” ..

بل لي علف خاص

لحصان طروادي، مطرود من جنته

– لا علة بعد اليوم !

و لا مغزى لنعيق البوم !..

فلي

– لأرمم ما تلف –

الرقع الأعلى من كل يد طولى

لي

من جدران النار

و من أسلاك شائكة ..

ما يكفي

لاستئصال العلة

         أو

رئة الفيروس برمتها !..

         ***

بدخولك ” البستان” عن بعد،

تراءى أنك الطاغي

و أن لك اليد الطولى

لنسف مدينة الغد

أعطني صك الأمان

و خذ مفاتيح المدينة كلها !

 

.. و في الوقت الذي لا ذكر فيه لغير ما هو فيك

ثمة فيك

ما يدعو إلى تفكيك ما فيك :

و ما فيك ..

ألا يدعو إلى التعجيل باستدعاء سيدة محنكة ..

لعل بفضلها تشفى

من الرجل الذي فيك ؟

 

من حق الكائن أن يتقمص دور الناطق بالمعنى أو باسم قبيلته

من حق الكائن أن يتكلم في ما لا يعنيه و أن يتجمل للسلطان و لامرأة خرساء تطيع أوامره…

من حق الكائن أن يتجمهر في ما ليس له و كأن له – ليشق البحر – عصا موسى

من حق الكائن أن يتلون كالحرباء و أن يتجرد من جنسيته أو من تاريخ ولادته

من حق الكائن أن يتقلد مسؤولية راعي القرية أو ما جاورها ..

من حق الكائن أن يتورط في أشياء و أن يتنصل من أشياء و أن يتساءل عن أشياء و أن ينسى…

من حق الكائن أن يرث الإنسان : توابعه و زوابعه

من حق الكائن أن يحتل مناطق لا تعداد لها، في جمهورية أفلاطون ليحكمها بطريقته

من حق الكائن أن تمتد يداه إلى أعلى قمر

من حق الكائن أن يختل توازنه بحثا عن لؤلؤة في قاع البحر و أن يتلألأ في عينيه بريق النصر الساحق و المعنى..

من حق الكائن أن يخشى غده أو خالقه …

من حق الكائن وهو يلاحق من أضناه و من أدمى قدميه و شهوته أن يلحق سابقه

من حق الكائن أن يتفقه أكثر مما يلزم في الدنيا بتعلة وضع قطارات البشرية و التاريخ على سكك لا تفضي -هذا إن أفضت في الأصل-

إلى غير الصحراء …

 

أقول

و ما المحاولة الأخيرة لاختزال الكون في لون

عدا لون من التكرار يبدو صارخا في قوسه القزحي :

فيه تجمعت كل الأغاني و الأماني و الحياة بكل ما فيها

أحرك رغبة الطفل الذي لم يبك منذ مجيئه، في أن يقول بكاءه

و يجرنا معه، إليه

إلى يديه و / أو إلى شفتيه

فليتكلم الطفل الذي ما فاه منذ مجيئه، بعبارة

و ليعبر الحجرات نحو هوائه الطلق

.. بحيث يغادر المبنى إلى .. المعنى.

.. بمعنى :

أن يموسق كل إيقاعاته

ليموت بالشكل العمودي الذي يهوى

فقيرا وهو أغنى الأغنياء

و كاملا بدوائر النقصان فيه

.. و إنه بغنائم الخسران – لو يدري –

لفي أعلى المراتب

من لظى الفردوس و .. المعنى.

 

اليوم .. ما أتممتها

ورضيتها أرضا لكم ..

إلا لأرضيها بشيء شائك هو عكس ما انتظرته منذ مجيئها :

أن القصيدة في تمام بلوغها

تحتاج طوفانا يدك حصونها

.. فهي الهلال :

قصيدة الإنسان في نقصانه

وهي السؤال :

متاهة التاريخ في خسرانه

وهي الحديقة

فادخلوها من هناك

أو اهجروها

فهي هازئة كعادتها

بما لعبادها من أوجه مقلوبة ..

وبفكرة استسلامها لعبيدها المتقاعدين ..

 

اليوم، أدعوها و قارئها إلى الحفل العظيم

و إنني لأراهما متنكرين ..

يؤديان معا، بصمت ..

” رقصة التنين و الأفعى ”

.. و تلك قصيدة أخرى

سيكتبها النزيل، نيابة عني، ختاما، هكذا :

بتشابك الأيدي، الشفاه..

و تلك قصيدة أخرى

ستجرفها المياه

إلى الأقاصي، ما وراء النهر ..

حيث قصيدة أخرى تجر قصيدة أخرى تجر قصيدة أخرى تجر قصيدة أخرى

إلى النهر الذي ما إن تلاطمت القصائد فيه ..

حتى فاضت الكلمات خارج ضفتيه :

قصيدة أخرى تجر قصيدة أخرى

و تلك قصيدة أخرى.

 

 

(*) بل ماذا أورثنا الأجداد عدا … هذا !

( و أدار الشاعر ما بيديه و ما بالمهجة عكس عقارب ساعتهم و مضى جهة الإسطبل فأحرقه !)

(*) قرية الشاعر الواقعة بـ : المهدية / الساحل التونسي.

(*) أرض الصفر The Ground Zero : لعلها المنطقة المحظورة / الموقع المستهدف من مدينة ذات الأبراج: يورك الجديدة …

(**) شاعر عراقي رائد في حقل القصيدة المدورة …

عن يوسف رزوقة

شاهد أيضاً

شعر بعنوان :- القمر صحاني للشاعر / محمد السيد طه

بعنوان :- القمر صحاني ******************** في ليله وفي عز نومي قام القمر صحاني عايزني قال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *